تعتمد هذه الطريقة على جمع المعلومات ورسمها على الخرائط، بالإضافة إلى مراقبتها عبر الأقمار الصناعية، مما يسهم في تقليل تكلفة استكشاف المعادن بنسبة تصل إلى 80%.
تُعتبر إيران من الدول الرائدة عالمياً في مجال الموارد والاحتياطيات المعدنية، بفضل تنوعها الواسع من المعادن المعدنية وغير المعدنية. تشمل مراحل دورة حياة المنجم التعريف، الاستكشاف، الاستخراج، المعالجة، وإعادة التأهيل، حيث يُعتبر تحديد المعادن واستكشافها أمرًا بالغ الأهمية.

تُجرى التحليلات الجيولوجية والاستكشافية على مستوى عالمي باستخدام تقنيات متنوعة، ولتحديد الطاقة الاستيعابية، يتطلب الأمر دمج البيانات المُحللة لتحديد نقاط الاستكشاف المثلى. وفي هذا السياق، تكتسب عملية دمج المعلومات واستخلاص النتائج النهائية أهمية خاصة، مما يعزز من فعالية عمليات الاستكشاف والتنقيب.
تحديد الألغام باستخدام الذكاء الاصطناعي
نجح خبراء الهندسة التعدينية في مجمع المعرفة ببلادنا في تطوير طريقة جديدة للتنقيب عن المعادن تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. حيث يتم رصد المعلومات المجمعة ورسمها وتصويرها عبر الأقمار الصناعية، مما يسهم في تقليل تكلفة التنقيب عن المعادن بنسبة تصل إلى 80%.
وأكد الرئيس التنفيذي للمجمع المعرفي أن هذه الطريقة تتيح زيادة دقة نتائج تحديد الألغام إلى 98%. وأوضح أنه بناءً على الدراسات التي أُجريت على البيانات، يتم إعداد مفاتيح الاستكشاف المتعلقة بالتعدين في شكل طبقات معلوماتية.
وأشار عارف شيرازي إلى أن هذه الطبقات تشمل مجموعة متنوعة من المعلومات، مثل الجيولوجيا البنيوية، والتغيرات، والصخور، والكيمياء الجيولوجية، والجيوفيزياء، والصور الفضائية، والتسلسل الزمني الجيولوجي. وكل من هذه الطبقات يتم دراستها باستخدام أساليب تحليلية متقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

كما أضاف أن من بين الأساليب المستخدمة في تحليل طبقات المعلومات، الإحصاء الكلاسيكي، والإحصاء الجغرافي، والهندسة الكسورية، والشبكات العصبية الاصطناعية، والتعلم الآلي، والتجميع، مما يعزز من فعالية ودقة عمليات الاستكشاف.
طريقة ذكية جديدة لتحديد المناجم
أضاف زميل ما بعد الدكتوراه في هندسة التعدين بجامعة أمير كبير للتكنولوجيا، أن تحديد المناطق ذات إمكانات التمعدن العالية يتم من خلال دمج طبقات الاستكشاف المدروسة باستخدام الطريقة المبتكرة المعروفة باسم التسلسل الهرمي التحليلي العصبي الضبابي (NFAHP). وقد تم تطبيق هذه الطريقة بنجاح من قبل المجمع المعرفي في مناطق مختلفة من البلاد.
وأكد هذا الناشط في مجال المعرفة أن النماذج المتكاملة المحسّنة القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون فعالة للغاية في توفير الموارد المالية والوقت.
وفي سياق متصل، صرح رئيس مجلس إدارة المجمع المعرفي، الذي حصل على شهادة المعرفة من نائب وزير العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد المعرفي عام 1402 هـ، بأن الطريقة الجديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحديد واستكشاف المناجم تمثل خطوة أولى هامة في تحديد احتياطيات المعادن، مما سيكون له تأثير كبير على نمو الصناعات في البلاد بشكل عام.
وأشار عادل شيرازي إلى التطبيقات المتعددة لهذا المنتج القائم على المعرفة، بما في ذلك زيادة دقة تحديد المناطق المعرضة للتعدين، والاستخدام المتزامن للطرق القائمة على البيانات والمعرفة. كما تم تقديم نهج جديد باستخدام طريقة التجميع K-means لفصل المجتمعات الإحصائية والشذوذ عن الخلفية، بالإضافة إلى تقديم NFAHP كطريقة مبتكرة لدمج طبقات المعلومات.
وأوضح شيرازي، الحاصل على درجة ما بعد الدكتوراه في هندسة التعدين، أن هذه الطريقة تتمتع بالقدرة على الجمع والتكامل بين أي طبقة من المعلومات المستخدمة في المنتج القائم على المعرفة الحالي بطريقة تطبيقية في استكشاف التعدين.

كما أشار إلى أهمية تحديد الإمكانات المعدنية وغير المعدنية (MPM) والدراسة التفصيلية للإمكانيات المعدنية في جميع أنحاء البلاد باستخدام أحدث الأساليب العلمية (الكيمياء الجيولوجية، الجيوفيزياء، والاستشعار عن بعد). وتحديد أولويات المناطق المعدنية وأهداف الاستكشاف (PET) لتقديم أفضل مواقع الحفر وصناديق الاستكشاف كأهم خدمات المجمع.
وأعلن أيضاً عن تقديم خدمات استشارية ودراسات جدوى فنية واقتصادية للمناجم ومناطق الاستكشاف، بالإضافة إلى استشارات للمستثمرين في قطاع التعدين، مما يعزز من دور المجمع في دعم الاستثمارات والتجهيز والاستخراج والمعالجة.
تحديد الألغام باستخدام الذكاء الاصطناعي
في حديثه حول جهود المجموعة المعرفية في تحديد الألغام، أشار الناشط المعرفي إلى نجاحهم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد المناطق ذات الإمكانات العالية للذهب والنحاس في إحدى مناطق جنوب خراسان شرق البلاد. وأوضح أنهم سجلوا عدة مناطق لاستكشاف هذه المعادن، وهم حاليًا بصدد الحصول على ترخيص للاستكشاف، حيث تتمتع مجموعتهم بالكفاءة الفنية والمالية اللازمة لتسجيل المناطق.
كما أضاف شيرازي أن المجمع المعرفي في منطقة أذربيجان الشرقية ومنطقة أردبيل قد نجح أيضًا في تحديد احتياطيات المرمر والأحجار الزخرفية، بالإضافة إلى الجص الخالص المستخدم في النحت، من خلال هذه الطريقة التكنولوجية المتقدمة.
وفيما يتعلق بمحافظة طهران، ذكر شيرازي أنهم يستخدمون أيضًا تقنية الذكاء الاصطناعي في منطقة ورامين، حيث تمكنوا حتى الآن من تحديد الفلسبار والجص والليثيوم، مما يعكس نجاحاتهم المستمرة في استكشاف الموارد المعدنية في مختلف مناطق البلاد.