إذا توسعت هذه الشراكة إلى جبهات أخرى مثل بحر الصين الجنوبي أو أوروبا الشرقية أو حتى أمريكا اللاتينية، فقد تخلق تحديات استراتيجية كبيرة لواشنطن وحلفائها.
بدأت المناورات المشتركة "حزام الأمن البحري 2025" في الميناء الاستراتيجي تشابهار، بمشاركة القوات البحرية الروسية والإيرانية والصينية، منذ يوم الثلاثاء 20 أسفند ولمدة 5 أيام.
وقد نظمت هذه الدول الثلاث عدة مناورات بحرية مماثلة على مدار السنوات الماضية بالتزامن مع تعزيز علاقاتها الاستراتيجية، حيث يقع الميناء على السواحل الجنوبية الشرقية لإيران ويوفر وصولاً مباشراً إلى المحيط الهندي لإيران وجيرانها الشماليين، ويتميز بموقع استراتيجي عالٍ.

تتمحور المناورات حول تدريب تحرير السفن المحتجزة، وإجراء عمليات البحث والإنقاذ، وتمارين إطلاق النار المدفعي. أرسلت الصين المدمر "باوتو"، بينما ستستخدم إيران أكثر من 10 سفن، بما في ذلك المدمرات "جماران" و"الوند". كما شاركت روسيا بسفن "تسدي جابوف" و"رزخي".
أعلن الأمير البحري الثاني مصطفى تاج الديني، نائب عمليات القوة البحرية للجيش الإيراني، عن حضور 9 دول كمراقبين في المناورات، مما يعكس احتمال توسيع هذه التعاونات في المستقبل.
تُجرى هذه المناورات في وقت يستمر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تقويض التحالفات الغربية التقليدية، مما يتيح لروسيا والصين وإيران فرصة لتعزيز تعاونها العسكري كوزن مضاد لنفوذ أمريكا.
تعتبر هذه المناورات، التي أُقيمت لأول مرة في عام 2018، جزءًا من جهود لتعزيز القدرة التشغيلية للقوات البحرية، وتُظهر التضامن الاستراتيجي بين الدول الثلاث. كما أن وجود مراقبين من دول مثل جمهورية أذربيجان وجنوب أفريقيا وباكستان يدل على احتمال توسيع التعاونات متعددة الأطراف في المستقبل.
في ظل التوترات العالمية الحالية، تُعتبر هذه المناورات خطوة مهمة في تعزيز التعاون بين إيران وروسيا والصين، وقد يكون لها عواقب تتجاوز منطقة غرب آسيا، مما يثير قلق الغرب بشأن الأمن الإقليمي والدولي.