يعد شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة والمغفرة ونزول البركات الإلهية. شهر تفتح فيه أبواب الرحمة الإلهية على العباد، وتتاح فيه فرصة ثمينة للتقرب إلى الله ونيل مرضاته.
إن الصيام وقراءة القرآن والدعاء والمناجاة هي من العبادات والأعمال المستحبة في هذا الشهر الفضيل والتي تؤدي إلى النمو الروحي وتزكية النفس. لكن إلى جانب هذه العبادات، فإن الاهتمام بالمحتاجين والمحرومين في المجتمع من الأيتام والفقراء، يعد من أهم العادات والتقاليد المستحبة في هذا الشهر الكريم.
إن هذا العمل الصالح، بالإضافة إلى كسب رضى الله، يعمل أيضًا على تعزيز روح التعاطف والإيثار في المجتمع. وقال النبي الأكرم (ص) وهو يصف بعض آداب وفضائل شهر رمضان المبارك:
«وَتَحَنَّنُوا عَلَي أَيْتَامِ النَّاسِ يُتَحَنَّنْ عَلَي أَيْتَامِكُمْ وَتُوبُوا إِلَي اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ». أي ارحموا أيتام الناس حتى يرحموا أيتامكم من بعدكم. توبوا عن ذنوبكم و عودوا إلى الله.
إن مساعدة الأيتام في الإسلام هي من الأعمال التي تحظى باهتمام كبير ولها فضل عظيم جداً. لقد ذكر الله سبحانه وتعالى الإحسان إلى الأيتام في القرآن الكريم مراراً، وقد بيّن النبي المصطفى محمد (ص) أهمية هذا العمل الصالح في سنته وسلوكه.
يقول الله جل وعلا في الآية 220 من سورة البقرة المباركة: «يسْأَلُونَك عَنِ الْيتَامَي قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكمْ».
كما أن الإحسان إلى الأيتام وإكرامهم جاء في أحاديث المعصومين (عليهم السلام) من أفضل مراتب الخير: «مِنْ أفضَلِ البِرِّ بِرُّ الأَيتامِ».
وقال النبي الأعظم محمد بن مصطفى (ص) في معاملة اليتيم: «كُن لِليَتيمِ كَالأَبِ الرَّحيمِ وَاعلَمْ اَنّكَ تَزرَعُ كذلِكَ تَحصُدُ». (بحار الأنوار، ج 77، ص 171).
إن مساعدة الأيتام لا تعني فقط تلبية احتياجاتهم المادية، بل تشمل أيضًا الاهتمام بهم عاطفيًا وروحيا وتربيتهم تربية صحيحة. كما أن مساعدة الأيتام دليل على قوة الإيمان والتقوى، ولها أجر عظيم عند الله عز وجل. إن هذا العمل يجلب رضا الله، وتيسير شؤون الإنسان، والبركات في حياته.
إن أحد أهم جوانب مساعدة الأيتام هو إقامة علاقة عاطفية وروحية معهم. يحتاج الأيتام إلى المزيد من الاهتمام والحب بسبب فقدان أحد والديهم. ومن خلال التعبير عن المودة، والتحدث معهم، وإعطائهم الهدايا، والتواجد معهم، يمكنك أن تجعلهم يشعرون بالأمان والراحة.
كما أن المساعدة في تعليمهم وتدريبهم بشكل صحيح، بما في ذلك توفير الفرص التعليمية وتعليمهم مهارات الحياة، هو جانب آخر مهم من هذا العمل الصالح.
إن كل مساعدة للأيتام سواء كانت مادية أو معنوية لها أجر عظيم عند الله، وتجلب شفاعة الرسول الأكرم (ص) يوم القيامة.