البث المباشر

سماها الله فاطمة

الثلاثاء 23 إبريل 2019 - 12:46 بتوقيت طهران

( الحلقة 9 )

موضوع البرنامج:

سماها الله فاطمة

السلام عليكماحباءنا ورحمةالله تحية طيبة وأهلا بكم في لقاء آخر مع مشاهد السيرة الفاطمية نصور لكم أيها الأعزاء في هذا اللقاء مشهد تسمية مولاتنا الزهراء بعيد ولادتها سلام الله عليها. وذلك طبقا لما ذكرته أحاديث أهل بيت النبوة – عليهم السلام – والمروية في مصادرنا الحديثية المعتبرة، تابعونا مشكورين.

*******


زيد بن حارثة: ياأيمن، أيمن، قم ياولدي، خذ الدلو هذا واستق لنا ماء من البئر. أم أيمن: يازيد، هلا ذهبت أنت أو أنا لجلب الماء بدلا من أيمن، إنه لازال صغيرا لايطيق مثل هذه الأعمال.. زيد: لا يا أم أيمن لاتدعي حبك لولدك يفسده. أم أيمن: إنما أخشى عليه أن يسقط في البئر أو يسقط الدلو من يده. زيد: لابأس عليك يابركة، لقد اصطحبته مرارا معي وعلمته كيف يستقي الماء من البئر، وقد علمت ذلك، لكنها محبة الأمهات لأولادهن تطفح أحيانا فتفسدهم، لاتفرطي في هذه المحبة يا إمراة. أم أيمن: لا تقل هذا يارجل، فوالله لقد رأيت من محبة رسول الله لابنته فاطمة فوق ماتراه مني. زيد: بورك فيك يا أم أيمن وقد ذكرت فاطمة المباركة. أم أيمن: لا أكتمك يا أباايمن، فوالله إني لأجد في قلبي حبا لها يزيد كثيرا عن حبي لولدي. زيد: ولهذا أراك ترجعين مستبشرة مبتهجة كلما ذهبت لرؤيتها عند مولاتك خديجة.. أراك تحبينها أكثر من رضيعك أسامة. أم أيمن: أو يظهر علي ذلك يازيد؟ زيد: لا بأس عليك فهذا من علائم صدق الايمان، هكذا سمعت رسول الله يقول: لايؤمن أحدكم حتى أكون وولدي أحب اليه من نفسه وولده.. أم أيمن: صدقت وصدق رسول الله يازيد، وشكرا لك على أن بشرتني بصدق الايمان، بشرك الله بكل خير.زيد: والله لأبشرنك يا أم أيمن ببشارة أعظم من هذه. أم أيمن: وأي بشارة أعظم من هذه؟ زيد: أما والله لقد سمعت رسول الله يقول: إني سميت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها وفطم من أحبها من النار!

*******


نعم أيها الاحباء، فمحبة الصديقة الطاهرة تبعث في قلوب محبيها حب فعل الخيرات والطاعات وتفطمهم عن فعل السيئات فتصير عقباهم الجنة. فحب فاطمة طهور للقلوب لأنها سلام الله عليها مجمع الفضائل فحبها حب لكل الفضائل.

*******


زيد: عجيب ما أراه منك يا أم أيمن هذه الأيام. أم أيمن: وهل هو مما ترضاه يازيد فاستمر عليه أو مما تكره فاجتنبه؟ زيد: لا والله هو مما أحبه وأرضاه. أم أيمن: وما هو؟ أخبرني لأزيدك منه ياابن حارثة. زيد: هو دوام ذكرك لله يابركة وكثرة التسبيح والتهليل فهذا مما لم أعهده منك من قبل. أم أيمن: بلى والله إني لأحب ذكر الله يارجل. زيد: صحيح ولكني أراك أشد ذكرا لله هذه الأيام، فمن أين لك هذا يابركة؟ أم أيمن: إنه من بركة حب فاطمة.. حب فاطمة جعلني كذلك يا أباأيمن. زيد: حب فاطمة!! وكيف يا أم أيمن. أم أيمن: والله لقد اشتد حبي للتسبيح والتهليل منذ علمت من مولاتي خديجة أنها كانت تسمع تسبيحها وهي جنين في بطنها. زيد: عجيب أو يكون ذلك؟ أم أيمن: وهل عهدنا في خديجة الطاهرة الكذب يارجل؟ زيد: معاذ الله، ولكن الأمر عجيب يا أم أيمن. أم أيمن: وأي عجب وهي بنت محمد سيد الأنبياء – صلى الله عليه وآله-. زيد: صلى الله عليه وآله. أم أيمن:ووالله لقد عجبت مثلك أولا ولكني زال عجبي عندما سمعتها تسبح الله وتهلله وتنطق بالشهادتين عند ولادتها. زيد: صدقت فقد سمعت بذلك من قبل. أم أيمن: ولقد رأيت رسول الله يقبلها ويتلو ذكر ربها في أذنيها فسألت زوجته عن تسميتها.

*******


أجاب – صلى الله عليه وآله-: "ماكنت لأسبق ربي في تسميتها يا خديجة". فهبط الملك الأمين على رسول الله – صلى الله عليه وآله- حاملا التسمية الإلهية للوليدة المباركة. جبرئيل: " امحمد، العلي الأعلى يقرؤك السلام ويقول: سمها (فاطمة) فإني أنا الله الفاطر، وقد شققت لها إسما من أسمائي، وعزتي وجلالي، إني قد فطمتها بالعلم يوم الميثاق، وفطمتها وفطمت من أحبها من النار، إنها نور من نوري، فطمت بها قاطعا طمع الطامعين في إرثك فمن نورها أخلق ولدها أئمة يقومون بأمري ويهدون الى حقي أجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي".

*******


قال مولانا الامام الباقر -عليه السلام-: إن لفاطمة – سلام الله عليها- وقفة على باب جهنم، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل، مؤمن أو كافر. فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه كلمة (محب)، فتقول: "إلهي وسيدي، سميتني فاطمة، وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار، ووعدتك الحق وأنت لاتخلف الميعاد". فيقول الله عزوجل:"صدقت يافاطمة، إني سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك، وأحب ذريتك وتولاهم من النار، ووعدي الحق، وأنا لاأخلف الميعاد، وإنما أمرت بعبدي هذا الى النار لتشفعي فيه فأشفعك وليتبين ملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه (مؤمنا) فخذي بيده وأدخليه الجنة".

*******


ومن قبل قال جبرئيل الأمين لرسول الله – صلي الله عليه وآله – عن نصر فاطمة. جبرئيل: "يامحمد، ذلك نور المنصورة فاطمة.. تخرج من صلبك وإسمها في السماء منصورة وفي الأرض فاطمة.. فطمت شيعتها من النار وفطموا أعداؤها عن حبها، وذلك قول الله في كتابه( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصرالله)" .

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة