واوضح محسن پور سيد آغايي أن إكمال هذا الخط سيُسهم في تطوير النقل وربط إيران بأسواق البحر الأبيض المتوسط، لكنه شدد على ضرورة تعاون العراق لتحقيق هذا الهدف، مؤكداً ان المشروع يعد حلقة وصل استراتيجية بين ايران والعراق.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين إيران والعراق في السنوات الأخيرة أكثر من 10 مليارات دولار، فيما وصل عدد الزوار والسياح بين البلدين إلى نحو 9 ملايين شخص سنوياً.

ويُعد العراق رابع أكبر شريك تجاري لإيران وثاني أكبر وجهة لصادراتها، مما يبرز الأهمية الاقتصادية لتعزيز البنية التحتية بين البلدين، خاصة في مجال النقل بالسكك الحديدية. مع ذلك، فإن الافتقار إلى بنية تحتية مناسبة، خاصة في مجال السكك الحديدية، حد من فرص تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

ويرى الخبراء أن إيران بحاجة إلى بذل جهود إضافية لتعزيز البنية التحتية لمحطات السكك الحديدية والطرق البرية لتسهيل تصدير المنتجات إلى العراق. ومن بين المشاريع الاستراتيجية التي تم إطلاقها لمعالجة هذه القضية مشروع ربط شلامجة بالبصرة، الذي بدأ تنفيذه قبل نحو 20 عاماً، لكنه واجه تحديات وعقبات أخرت إتمامه.

ويحمل هذا المشروع تأثيرات اقتصادية واستراتيجية كبيرة، حيث سيُسهم في نقل الملايين من الزوار سنوياً، وتعزيز التبادل التجاري بين إيران والعراق ليصل إلى 30 مليار يورو، بالإضافة إلى تقليل الازدحام على الطرق وتوفير الوقود والحد من الحوادث. كما سيوفر المشروع إمكانية ربط السكك الحديدية الإيرانية بسوريا ولبنان، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، مما يفتح آفاقاً جديدة للوصول إلى الأسواق العربية والأوروبية.

من جهة أخرى، أكد الخبراء أن نجاح المشروع يعتمد على الإرادة السياسية للدول المعنية، بما في ذلك العراق وسوريا، حيث يمكن أن يصبح خط شلامجة-البصرة ممراً يربط إيران بالعراق وسوريا وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، مع إمكانية الربط بتركيا أيضاً.

ويُعتبر إكمال هذا المشروع خطوة استراتيجية نحو تعزيز الثقل الجيوسياسي لإيران في المنطقة، حيث سيعزز من قدرتها على الوصول إلى الأسواق الدولية وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع دول الجوار.