جاء ذلك في خطاب موجه من الرئيس "بزشكيان" اليوم الاثنين إلى الإيرانيين المقيمين في الخارج، مصرحا بأن "الحكومة ترى بأن التلاحم والتضامن الذي تجسد بين الشعب والمسؤولين خلال حرب الأيام الـ 12 المفروضة، يمثل فرصة لتقديم المزيد من الخدمات لهذا الشعب".
واستهل الرئيس الإيراني رسالته بالقول: خلال الأيام التي تعرضت فيها بلادنا لاختبار كبير، أظهر الشعب الايراني، بصفته المالك الحقيقي لهذا الوطن، أنه القلب النابض لأرضه؛ موضحا: هذا الصمود والدعم والمساندة يستحق اليوم أن يُرى ويُسمع ويُشكر، وقد زاد بلا شك من مسؤولية المسؤولين أكثر من أي وقت مضى، وولد توقعات حقيقية.
وتابع : في هذه الأحداث، ورغم الضغوط النفسية والمشاكل العديدة التي فُرضت على شعبنا، شهدنا تشكيل أحد أندر مظاهر المشاركة العامة والوفاق والانسجام الاجتماعيين على مرّ تاريخ إيران المعاصر؛ مردفا: لقد وقف الإيرانيون في الداخل والخارج، بمن فيهم المعارضون وغير المعارضين، كيد واحدة في وجه العدو المعتدي، وفرضوا إرادتهم عليه.
واستطرد رئيس الجمهورية: في غضون ذلك، كان الهدوء والحكمة وصلابة قائد الثورة الإسلامية منذ اليوم الأول للحرب المفروضة، في سياق التعبئة الوطنية ومكافحة المعتدين، رصيدا متعاضما عنصر اقتدار آخر ذكّرنا جميعا بوحدة النظام الإسلامي.
نوه الرئيس بزشكيان، في خطابه ببدء فصل جديد للبلاد؛ فصل يسوده الأمل والحيوية نحو إيران أكثر أمانا وهدوءا وقوة؛ مضيفا: هذا الطريق لن يكون ممكنا إلا بمساندة وتكاتف شعبنا العزيز، مع الحفاظ على الوفاق الوطني، وبالاعتماد على قوة الشباب والأفكار الجديدة.
وتابع: أن القوة العسكرية ووحدة القلوب والتلاحم الاجتماعي ضمان لأمننا القومي؛ مردفا: لقد حان الوقت للمضي قدما نحو بناء إيران أكثر ازدهارا، مع فتح آفاق وتأمل مستقبل مشرق بدعم من رأس المال الاجتماعي الهائل للبلاد.
وأضاف الرئيس الإيراني: لم نسعَ قط إلى الحرب، ولطالما حاولنا القيام بدور فعال في السلام العالمي المستدام؛ مؤكدا بأنه يجب أن يدرك أعداء إيران أن شعبنا وإن كان محبا للسلام، فإنه ليس خانعا بأي حال من الأحوال؛ مشددا على ان إيران بلد يسعى، بناء على جذوره التاريخية والثقافية والدينية، إلى ترسيخ العدالة والكرامة الإنسانية لجميع الأمم.
وتابع: لقد أعلنا مرارا وتكرارا أن عقيدتنا هي برنامج نووي سلمي وقد أثبتت التجربة أنه كلما أرادت إيران أن تسير في طريق الاستقرار والسلام، يتدخل الكيان الصهيوني ويدمر؛ مصرحا: وفقا لجميع المبادئ والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، فإن ما قمنا به خلال حرب الأيام الـ 12 التي فرضها الصهاينة كان دفاعا مشروعا ضد العدو المعتدي.
وصرح بزشكيان: رغم استشهاد عدد من القادة العسكريين في الهجوم الأولي، وبحكمة وتوجيه من سماحة قائد الثورة الإسلامية وتعيينات عاجلة للخلفاء وإعادة بناء المنظمة القتالية للقوات المسلحة في فترة قصيرة، تمكنت قواتنا المسلحة بثقة أكبر من توجيه ضربات قاسية ومدمرة للعدو المعتدي؛ مؤكدا بأن الحكومة تبذل قصارى جهدها لضمان عدم حدوث أي مشاكل في معيشة الناس ورعايتهم الصحية، وداعيا الى التكاتف والسعى جاهدين لرفعة الوطن.
وختم الرئيس بزشكيان خطابه بالقول: أدعو الله عز وجل أن يتغمد جميع شهداء هذه الحرب المفروضة بواسع رحمته وعلو الدرجات، وآمل أن يكون أعداؤنا قد عرفوا شعبنا، وألا يرتكبوا مثل هذا الخطأ في التقدير مرة أخرى، فإن قواتنا المسلحة الآن، على عكس حسابات الأعداء الخاطئة، في أعلى مستويات قدرتها الدفاعية، وإذا ما عاود الأعداء محاولة الاعتداء على الأراضي الإيرانية، فسيواجهون ردودا أقسى.