وأضافت أنستازيا بريكلادوفا في مقابلة مع مراسل وكالة إرنا في موسكو: "إن الحصة الرئيسية من صادرات الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي إلى إيران هي الحبوب، في حين أن سلة السلع الإيرانية المصدرة إلى هذا الاتحاد أكثر تنوعًا، وتتراوح من الفواكه والخضروات إلى عناصر مثل البلاستيك والفولاذ.
وأشار البروفيسور الروسي إلى أنه من خلال الحصول على صفة مراقب، ستتمكن إيران من التعرف على أحدث قرارات الاتحاد الاقتصادي الأوراسي دون أي التزامات، وقال: "إن تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة لهذا الاتحاد مع إيران سيسهل الوصول إلى المنتجات الإيرانية"، "وهذا يجعل استيرادها أرخص بالنسبة للمستوردين من الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد، والعكس صحيح، وهذا الوضع ينطبق أيضاً على سلع الطرف الآخر".
وأشار إلى أنه مع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي فإن 87 بالمئة من السلع المتداولة بين الجانبين لن تتطلب دفع التعريفات الجمركية.
وقالت بريكلادوفا: "بالإضافة إلى هذا الاتفاق، فإن إيران والاتحاد الأوراسي لديهما فرص أخرى لتحسين ظروف التجارة المتبادلة، بما في ذلك تنفيذ مشاريع الاستثمار وتطوير البنية التحتية، بما في ذلك ممر النقل الدولي شمال - جنوب".
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، فإن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي هو اتحاد اقتصادي بين الحكومات يضم بيلاروسيا وكازاخستان وروسيا وقيرغيزستان وأرمينيا. الأعضاء المراقبون في هذا الاتحاد هم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأوزبكستان، ومولدافيا، وكوبا. تم وضع حجر الأساس لهذا الاتحاد منذ حوالي عشر سنوات، في عام 2014.
وتم التوقيع على وثيقة منح صفة المراقب للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في 26 ديسمبر/ كانون الاول 2024م، من قبل رؤساء الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد.
وانعقدت قمة رؤساء وزراء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يوم الجمعة 31 يناير 2025. وفي كلمته في الاجتماع، رحب رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين بالنائب الأول للرئيس محمد رضا عارف، الذي يشارك رسميا في اجتماعات هذا الاتحاد لأول مرة بصفة مراقب ممثلا لايران.
وفي وقت سابق، وقعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الاقتصادي الأوراسي اتفاقية التجارة الحرة في 24 ديسمبر/كانون الاول 2024م، في حفل أقيم بمدينة سانت بطرسبرغ.
ومع تنفيذ هذه الاتفاقية، سيتمكن الطرفان من إلغاء التعريفات الجمركية بشكل كامل على 87% من السلع في تبادلاتهما التجارية.
وقال وزير التجارة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي أندريه سليبينوف إن جميع الإجراءات القانونية اللازمة لتنفيذ هذه الاتفاقية اكتملت في الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد.
وتجري حالياً عملية التصديق على هذه الاتفاقية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وفي 22 ديسمبر 2024م، وافق ممثلو مجلس الشورى الإسلامي على الخطوط العامة لمشروع اتفاقية التجارة الحرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الاقتصادي الأوراسي ودوله الأعضاء.
في 7 يناير 2025م، اعتبر مجلس الرقابة الأعلى في مجلس تشخيص مصلحة النظام أن مشروع اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي والدول الأعضاء فيه لا يتعارض مع السياسات العامة.
وفي وقت سابق، قال نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفشوك، أثناء ترحيبه بعضوية إيران بصفة مراقب في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي: "من المتوقع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة مع طهران هذا العام (2025).
وأشار إلى أنه "من خلال التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة، ستحصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مكانة جيدة للغاية في الاتحاد الأوراسي من حيث الوصول إلى سوق كبير، والذي يبلغ عدد سكان بلدانه الأعضاء حاليا 190 مليون نسمة".
وأشار رئيس المجلس التنفيذي للجنة الاقتصادية الأوراسية، في اجتماع مع وزير الصناعة والمناجم والتجارة الايراني على هامش قمة الاتحاد في سانت بطرسبرغ، إلى نمو بنسبة 12.8 في المائة في المبادلات التجارية بين الدول الخمس الأعضاء في هذه الاتفاقية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الأشهر العشرة الأولى من العام (2024).
وأكد خبراء أن تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإلغاء الرسوم الجمركية على 87 بالمئة من السلع سيمهد الطريق لتوسيع التبادل التجاري بين الجانبين.