في عام 1914، بدأت الحرب العالمية الأولى.

حادثة شملت معظم دول العالم. 

حتى إيران التي أعلنت الحياد منذ البداية على لسان الملك الإيراني أحمد شاه القاجار.

في عام 1917، وخلافاً للقوانين الدولية، احتلت إيران على يد أنجلترا من الجنوب واستسلمت شمال البلاد للاتحاد السوفييتي. 

الجنود الأجانب ومن أجل بقائهم أحياء كانوا بحاجة إلى الغذاء؛ لذلك قاموا كخطوة أولى بمصادرة مستودعات الحبوب والمواد الغذائية في البلاد.

في وقت لاحق، اعترف البريطانيون أن بإمكاننا استيراد الحبوب لجنودنا؛ لكننا فضلنا عدم إشغال أسطولنا البحري لذلك!.

ومن هنا بدأت كارثة "المجاعة الكبرى" في القرن العشرين.

ضابط مخابرات الجيش البريطاني العقيد دوناهو أحد رواة هذه المجاعة.

وفقا لما قاله فقد كانت الطرق العامة مليئة بالجثث التي كنا نشاهد أصابع القتلى الذابلة التي كانت تتشبث بالحشيش اليابس من الأرض لكي تبقى على قيد الحياة.

يتحدث هذا الضابط الإنجليزي عن مجموعة من الجياع الذين أحاطوا به في مدينة قصر شيرين وعن المرأة التي كانت تطلب إنقاذ طفلها من الجوع:

"لقد أعطيناها نصف علبة من اللحم وبعض البسكويتات فدعت لنا بالخير واستغفرت لنا. لقد تأثرنا بمشاعرها كونها أما حنونة ؛ ورغم أن آلام الجوع التي بدت عليها إلا أنها كانت تحرص على إطعام طفلها قبل إطعام نفسها".

في جزء من مذكراته عن المجاعة يقول الكاتب الإيراني الشهير محمد علي جمال زادة:

"لم يكن هناك طعام، وكان على الناس أن يأكلوا أي شيء يعثرون عليه. بلغ الحال إلى أنه لم يعثر على القطط والكلاب والغربان أحياء إلا ما ندر. حتى أن الفئران انقرضت تماما. كانت أوراق الأشجار والأعشاب وجذور النباتات سلعة يتبادلها الناس كأنها الخبز واللحوم. تناثرت الجثث في كل مكان، وبعد فترة، بدأ الناس يأكلون لحوم الموتى". 

من الصعب تصديق ذلك، لكن بعض الأشخاص كانوا يقومون باختطاف الآخرين وقتلهم وطهيهم ليبقوا على قيد الحياة!.

قبل حوالي مائة عام، اجتاحت إيران مجاعة كبرى أودت بحياة 40% من سكان البلاد إضافة إلى شيوع الأمراض والأوبة فيها بحيث مات خلال عامين حوالي 8 ملايين من أصل 20 مليون نسمة.

مجاعة متعمدة أودت بحياة الأبرياء وأضعفت البلاد ومهدت لانقلاب بريطاني!.