البث المباشر

عشر خرافات عن إسرائيل (9).. هل "حماس" منظمة إرهابية كما تدعي إسرائيل؟

الإثنين 16 ديسمبر 2024 - 15:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- بودكاست: الحلقة التاسعة- نناقش في هذه الحلقة أسطورة معاصرة أخرى تستخدمها إسرائيل لتبرير احتلال واغتصاب أرض فلسطين.

 

السلام عليكم أيها الكرام...

أنتم تستمعون إلى الحلقة التاسعة من بودكاست "عشر خرافات عن إسرائيل" حيث سوف نذكر في هذه الحلقة ثلاث أكاذيب إسرائيلية عن غزة وذلك استنادا إلى كتاب إيلون بابيه.

الكذبة الأولي هي أن حماس منظمة إرهابية؛ والثانية هي أن انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في العام 2005 كانت خطوة سلمية ردت عليه "حماس" بالعداء والعنف.

وأخيرا، فإن ما تقوم به إسرائيل ضد غزة ( والتي ومن المفارقات أننا نشهد اليوم منذ السابع من أوكتوبر عام 2023 ، الهجوم الوحشي لهذا النظام ضد سكان غزة) هي جزء من الحرب الدفاعية ضد الإرهاب.

رافقونا في هذه الحلقة من البودكاست "عشر خرافات عن إسرائيل" للنتحقق وإياكم من كذب هذه الادعاءات الثلاثة.

 

**************** الموسيقى *****************

 

ترتبط قضية فلسطين إلى حد كبير بقطاع غزة. فلسنوات طويلة اعتبرت هذه المنطقة مظهرا للقضية الفلسطينية للعالم. وفي السنوات الأخيرة، خلقت إسرائيل 3 خرافات حول هذه المنطقة من الأراضي الفلسطينية والتي نعتزم فضحها.

فالأسطورة الأولى متعلقة بحركة "حماس". كلمة "حماس" مأخوذة من كلمة "حركة المقاومة الإسلامية". وبالطبع فإن كلمة "حماس" نفسها تعني "الغيرة والشغف". وقد انخرطت هذه المنظمة في معركة وجودية ضد الغرب وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر منذ نشأتها.

في أواخر الثمأنينيات عندما ظهرت حركة "حماس"، كانت حركة "فتح" منافستها في قطاع غزة. المنظمة الرئيسية داخل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسها. "فتح" كانت حركة قومية علمانية ذات مكونات يسارية قوية. وفي الأوائل وبداية عملها كانت ملتزمة بإقامة دولة ديمقراطية وعلمانية في جميع أنحاء فلسطين.

ولكن من الناحية الاستراتيجية، فقد التزمت منذ السبعينيات بمقترح حل الدولتين. وقد فقدت هذه الحركة جزءاً كبيرا من أنصارها بين الشعب الفلسطيني عندما دخلت في التسعينيات بقيادة ياسر عرفات في مفاوضات مع إسرائيل بشأن اتفاقيات أوسلو التي علي إثرها شكلت حكومتها الذاتية.

أما الخرافة الثأنية والتي لا أساس لها من الصحة فهي تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 بعد أربعين عام من الاحتلال. حيث تقول إسرائيل في هذه الأسطورة المصطنعة الزائفة أن الانسحاب كان خطوة سلمية أو تصالحية قوبلت بالعداء والعنف من جانب "حماس".

الادعاء المثير للسخرية طبعا لأن القرار الذي اتخذته إسرائيل عام 2005 كان أقرب إلى ترتيب استراتيجي للقوى لإظهار عنفها من أجل فوز حماس في الانتخابات. ردة فعل خلقت كارثة حقيقية على سكأن غزة.

أما الخرافة الثالثة والأخيرة والتي تعد كذبة مفضوحة لإسرائيل فتتعلق بادعائها أن أفعالها ضد غزة كانت جزءاً من حرب دفاعية ضد الإرهاب. حيث في الواقع أن ما كانت تقوم به إسرائيل هو بمثابة "إبادة متنامية لأهالي غزة".

 

****************** الموسيقى *********************

 

فيما يلي سوف نفضح هذه الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة واحدة تلو الأخرى. والخرافة الأولى هي أن «حماس منظمة إرهابية» وهل هذا صحيح في الواقع؟ أثار فوز "حماس" في الانتخابات العامة عام 2006 موجة من ردود الفعل المعادية للإسلام في إسرائيل. ومنذ ذلك اليوم تم الترويج لعملية "شيطنة" الفلسطينيين بتسمية العرب المخيفين والمثيرين للاشمئزاز والتي كانت موجودة من قبل وانتقلت الآن إلى "المسلمين المتعصبين".

ولم يتوقف الإسرائيليون عند هذا الحد. حيث اقترنت الألفاظ البشعة التي كانوا يستخدمونها بسياسات عدوانية وانتقامية جديدة ومعادية للفلسطينيين، مما جعل الوضع أسوأ بالنسبة لسكان الأرض الأصليين.

وطبعا كانت قد انتشرت أمثلة على الإسلاموفوبيا في إسرائيل سابقا وقد حدثت الموجة الأولى في الثمأنينات والموجة الأكثر حدة من الإسلاموفوبيا بدأت خلال الانتفاضة الثانية في أكتوبر 2000.

وكانت الموجة الثالثة بعد فوز "حماس" في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية. وكما هو واضح كلما حققت "حماس" نجاحا، أطلقت إسرائيل العنأن لموجة من الإسلاموفوبيا لتشويه سمعة "حماس" وجعلها تبدو وكأنها إرهابية بهدف تشويه سمعتها.

فكانت "حماس" مثل غيرها من الحركات الإسلامية السياسية انعكاسا لرد فعل محلي معقد على حقائق الاحتلال المؤسفة والمثيرة للاشمئزاز. ومن ناحية أخرى كانت حماس بمثابة رد فعل على المسارات غير المثمرة التي طرحتها القوى الفلسطينية العلمانية والاشتراكية في الماضي.

وقد أدى فشل الحداثة العلمانية في إيجاد حلول لتخفيف مصاعب الحياة اليومية للشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال إلي جعل "حماس" قادرة على كسب قلوب وعقول العديد من المسلمين. فكانت "حماس" تنتقد سياسات "فتح" في دعم أوسلو وعدم الاهتمام بالرفاهية الاجتماعية والاقتصادية للشعب الفلسطيني وفشلها الأساسي في إنهاء الاحتلال.

ومن ناحية أخرى تسببت الأساليب الجديدة للقمع والإعتداءات الإسرائيلية وبناء الجدار العازل وإغلاق الطرق والاغتيالات المستهدفة، في تدني الدعم الشعبي للسلطة الفلسطينية وبالمقابل زيادة شعبية ومصداقية ومكانة "حماس". ولأن "حماس" لم تتخذ موقفا واضحا بشأن عودة اللاجئين الفلسطينيين فحسب، بل بفضل الجهود المخلصة لتخفيف معاناة الناس وتوفير التعليم والعلاج والرعاية الاجتماعية تمكنت من ترسيخ جذور عميقة في المجتمع الفلسطيني.

ولهذا السبب قررت "حماس" في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، المشاركة في الانتخابات البلدية والوطنية الفلسطينية كحزب سياسي حيث قد ارتفعت شعبية "حماس" في تلك الفترة بين الشعب الفلسطيني بسبب دورها في الانتفاضة الثانية.

وبالإضافة إلى ذلك طلبت "حماس" أن تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي المحتلة. وفي عام 2006 تمكنت "حماس" من الفوز بأغلبية المقاعد في البرلمان. طبعا بعد فترة بدأت مواجهتها مع فتح وإسرائيل.

فهذا السبب أدى إلى إقالتها من السلطة السياسية الرسمية. لماذا ولأي سبب ؟ لأن "حماس" رفضت قبول اتفاقية أوسلو غير المناسبة والذي تحدثنا عنها بالتفصيل في الحلقة السابقة، كما رفضت الاعتراف بإسرائيل.

وهذا ما أدى إلى تشكيل كذبة إسرائيل عن حماس والتي روجت عنها بأنها منظمة إرهابية. في حين أن "حماس" كما ذكرنا كانت حركة تحررية وشرعية استطاعت الحصول على مقاعد في البرلمان في إطار العملية الديمقراطية، لكن إسرائيل وصفتها بأنها إرهابية من أجل تقليص حجمها وضرب مصداقيتها.

 

**************** الموسيقى *********************

 

دعونا ننتقل إلى الخرافة الثانية والتي تقول أن الانسحاب الإسرائيلي من غزة كانت خطوة سلمية ولتهدئة الأوضاع.

قطاع غزة ونظراً لموقعه الجغرافي جلب الرخاء والاستقرار لقاطنيه حتى تضرر هذا الازدهار بعد التطهير العرقي الذي تعرضت له فلسطين عام 1948 من قبل اسرائيل. كما ومن ناحية أخرى سيطرت إسرائيل على البنية التحتية للمياه والكهرباء على مر السنين.

لقد استخدمت إسرائيل هذه القوة وما زالت تستخدمها لضمأن حياة أفضل للمستوطنين وكذلك لابتزاز الفلسطينيين عبر استخدام القوة الناعمة لإجبارهم على الخضوع والطاعة. فكأن أمام سكأن قطاع غزة خيارين، إما أن يكونوا رهائن في عملية التهجير، أو أن يكونوا أسرى في مكأن غير إنساني. لذلك لم يكن أمام حماس خيار سوى مواجهة هذه السياسة الناعمة من قبل المحتل لحل مشاكل الشعب الفلسطيني.

ورغم أن الخلافات التي وقعت بين فتح وحماس بعد فترة والتي سببت الصراعات والمواجهات بينهما، لكن لاحقا عندما تسربت المعلومات والوثائق فثبت أن العامل الأجنبي كأن متورطا أيضا في نشوب هذه الخلافات. وكأن أحدهم رئيس الوزراء البريطأني في ذلك الوقت والذي شجع فتح على التعامل القاسي والمواجهة مع حماس. كذلك إسرائيل والولايات المتحدة اللتأن طلبتا من فتح في اقتراحهما عدم السماح لحماس بالسيطرة على قطاع غزة.

ولكن في الواقع كانت تحظي حماس بدعم وتأييد العديد من أبناء الشعب الفلسطيني وحتي العلمأنيين منهم بسبب حربها ضد إسرائيل. لذا فإن هذه الأسطورة السخيفة أو بالأحرى الخرافة حول معاملة إسرائيل لحماس والتي تصفها بأنها "حرب على الإرهاب" أو"حرب للدفاع عن النفس" هي أكذوبة واضحة. والجواب على السؤال هل انسحاب إسرائيل من غزة كان من اجل التوصل إلى سلام؟ فالجواب بصوت عال كلا وأبدا.

فإسرائيل كانت بمثابة طائرة تحلق بالطيار الآلي حيث تم تحديد الطريق والوجهة لها. وكان هدفها إنشاء "إسرائيل الكبرى" التي تشمل نصف الضفة الغربية وجزء من قطاع غزة، أي مساحة تعادل تسعين بالمئة من فلسطين التاريخية. أي أن إسرائيل الكبيرة ومن دون وجود فلسطينيين، بأسوار عالية تفصلها عن سكأنها الأصليين العالقين داخل سجنين عملاقين في غزة والضفة الغربية.

ومن جانب آخر كأن المستوطنون اليهود منتشرين في غزة. فحتى اتفاقية أوسلو لم تكن هذه القضية تشكل أزمة بالنسبة لهم. لكن بمجرد أن تشكلت فكرة تشكيل سلطة فلسطينية بحكم ذاتي، أصبح المستوطنون دينا لإسرائيل وعبئا عليها بهذا الاتفاق. ولذلك لا إمكانية لبناء جدار وأسوار عازلة على حدود يوجد فيها مستوطنات يهودية داخل غزة. وفي الانتفاضة الثأنية، أصبح ضعف المستوطنين أكثر وضوحاً.

فقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون بإزالة المستوطنات من قطاع غزة لتسهيل سياسة الانتقام ضد فلسطين. فالآن وبعد سحب المستوطنين اليهود بشكل مؤقت من المستوطنات كان شارون يستطيع الانتقام من حماس دون الإضرار بالمستوطنين الإسرائيليين. وإلى جأنب ذلك أمر بسلسلة من الاغتيالات ضد قادة "حماس". فكأن يأمل شارون عبر انتهاج سياسة الاغتيال في التأثير على العملية المستقبلية وإضعاف "حماس".

وفيما يتعلق بسحب المستوطنين اليهود من بيوتهم، بدأ شارون بلعبة حتى يخدع الرأي العام الدولي. حتى أنه قارن هذا العملية بالمحرقة المزيفة لليهود الهولوكوست. لذلك فقدم عرضا تلفزيونيًا من مشهد انسحاب اليهود والتزمت الجالية اليهودية في إسرائيل الصمت علي هذا العمل ، وبعد ذلك منذ عام 2005 فصاعدًا وقعت إسرئيل علي شيك أبيض للحكومة لمتابعة أي سياسة تراها مناسبة للفلسطينيين.

كما دعمتهم الحكومات الأمريكية بشكل تام بغض النظر عن سياسات إسرائيل العدائية والشريرة. فنفذت إسرائيل منذ ذلك الحين عمليات قتل عديدة في فلسطين وكأن معظم ضحاياها من الأطفال والأبرياء.

لقد استخدم شارون العديد من الحيل للحصول على موافقة الدول الأخرى. فوفقاً لشارون فإن ضم تلك الأجزاء من الضفة الغربية والتي كانت اسرائيل تطمع فيها لن يكون ممكناً إلا بعد اكتمال الجدار العازل الذي يفصل الأجزاء الفلسطينية من الضفة الغربية والتي بدأت إسرائيل ببنائه في عام 2003. لكنه لم يتوقع الاحتجاجات الدولية ضد بناء هذا الجدار. ولكنه عمل على هذه الخطة في هذا الإطار.

فبعد فترة أصبح هذا الجدار العازل يدل على رمزية للاحتلال، لدرجة أن محكمة العدل الدولية اصدرت حكما بأن بناءه يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان. وهنا اختار شارون رئيس الولايات المتحدة كحليف محتمل لخططه الجديدة. فالرئيس جورج دبليوبوش كأن متأثرا بشدة بالمسيحيين الصهاينة وكأن له نفس وجهة نظرهم.

وجهة نظر سخيفة ترى أن وجود اليهود في "الأرض المقدسة" هو جزء من تحقيق السيناريو لآخر الزمان والذي قد يكون بداية عودة المسيح.

لقد أعجب مستشارو بوش من المحافظين الجدد والأكثر علمانية بحرب شارون ضد حماس. وكانت عمليات الاغتيال الهادفة التي نفذتها إسرائيل في العام 2004 ضد القادة الفلسطينيين والتي كانت ناجحة ظاهرياً بمثابة إشارة من الوكيل الأميركي إلى أن "الحرب الأميركية على الإرهاب" على وشك النصر.

وفي الحقيقة فإن "نجاح" إسرائيل كأن يعتبر نوعاً من التشويه للحقائق الموضوعية. وقد تحقق انخفاض نسبي في نشاط الفدائيين الفلسطينيين من خلال فرض حظر التجول وإغلاق جميع الطرق والمتاجر والمراكز الحضرية، فضلاً عن حبس أكثر من مليوني شخص في منازلهم دون عمل أو طعام.

وفي عام 2004 كأن يعلم شارون أنه لايوجد سبب للخوف من الضغوط الخارجية وكانت الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة غير راغبة أو بالأحري غير قادرة على وقف الاحتلال الإسرائيلي ومنع المزيد من الدمار والخراب للفلسطينيين.

 

***************** الموسيقى  ******************

 

وأما الأسطورة الثالثة والتي كما قلنا لا أساس لها من الصحة هي " هل كانت الحرب على غزة حربا للدفاع عن النفس؟".

يقول إيلون بابيه في كتابه أنه من الصعب جدا أن نطلق على ما فعلته إسرائيل حرباً حيث يجب أن نسميها "مذبحة عامة في طور الاتساع".

فهذه العبارة هي الطريقة الوحيدة المناسبة لوصف سلوك الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ عام 2006 فصاعدا.

ففي 28 ديسمبر/كأنون الأول 2006، نشرت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتس ليم" (B’Tselem) تقريرها السنوي عن الجرائم الوحشية المرتكبة في الأراضي المحتلة. فقط في ذلك العام قتلت القوات الإسرائيلية مئات المدنيين. وكان هذا الرقم أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة مع العام السابق.

وبحسب تقرير "بتس ليم" كان من بين القتلى في عام 2006 مئات الأطفال. وكان معظم الضحايا من قطاع غزة حيث دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من ثلاثمائة منزل، كما سحقت بعض العائلات بشكل كامل تحت ضغط وتدمير منازلهم. ويتابع بابيه قوله:

"منذ عام 2000 وحتى اليوم، يقتل الجيش الإسرائيلي مئات الفلسطينيين في كل عام ونصفهم من الأطفال وعدد الجرحي والمصابين بالآلاف".

فالمجازر الأخيرة وهي الأبشع بتاريخ الاحتلال ترتبط بالإبادة الجماعية والمجازر التي تعرض لها أهل غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، ففي 100 يوم فقط ارتكب كيان الاحتلال مجازر بحق أكثر من 25 ألف فلسطيني أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال. ( طبعا في التاريخ الذي نسجل هذا البودكست وبعد مرور أكثر من عام على جرائم الاحتلال في غزة ومجازره عدد الضحيا فاق 42 ألف شهيد).

وفي 12 سبتمبر/أيلول 2005، غادرت القوات الإسرائيلية قطاع غزة بشكل ظاهري. ولكنها في نفس الوقت شنت هجوما عنيفا علي الضفة الغربية واعتقلت العديد من الفلسطينيين علي نطاق واسع خاصة مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي والمتحالفة مع حماس، وقامت بقتل بعض الأفراد هناك.

في ذلك الوقت أطلقت حركة الجهاد الإسلامي تسعة صواريخ على مدن إسرائيلية لم يقتل أحدا جرائها. لكن إسرائيل ردت بعمليات متتالية على هذا الحدث. العمليات التي كانت أشبه بالإجراءات العقابية التي تقوم بها القوى الاستعمارية أو ما يقوم به بعض الدكتاتوريون في العالم.

كما قامت إسرائيل بتحليق طائرات حربية فوق غزة لترويع جميع السكان هناك. وبعد ذلك اتجهت نحوهجمات بالمدفعية الثقيلة والجوية وعلى نطاق واسع من البحر والسماء والأرض. كما وبعد عام 2006 استخدم الصهاينة أسلوباً شيطانيا آخر وهو بالإضافة إلى الحصار المشدد على أهل غزة، بدؤوا بمقاطعة وإغلاق المداخل والمخارج، وفعلوا سياسة الاعتقال الإداري والعقاب الجماعي والمجازر الوحشية الأخرى. ومع ذلك استمر سكأن قطاع غزة في تمسكهم بخيار المقاومة بوجه هذا الاحتلال.

لقد أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في السنوات الماضية إلى جأنب الحصار الإقتصادي وغلق المعابر، إلى تدمير البنية التحتية في غزة بشكل مأساوي والقضاء على البنية الإنتاجية لبعض المنتجات. وقد تجلت هذه القضية أكثر من أي وقت مضى بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.

بحيث دمرت إسرائيل أكثر من 70% من منازل الفلسطينيين في غزة خلال حوالي 3 أشهر فقط ( وهذه الأرقام تصاعدت بعد مرور أكثر من عام علي حربهم العدوانية ضد غزة ) ولم تترك أي فرصة لإعادة الإعمار أو حتي رفع الأنقاض في غزة، بل من خلال الاستمرار في قصف هذه الأرض، فإن الوضع يزداد سوءا في هذا القطاع المدمر وتحاول إسرائيل بسياساتها تحويل هذه الأرض إلي أرض محروقة غير صالحة للعيش. وكأن إسرائيل أصدرت حكم الإعدام على أهل غزة بكل حقد ولا يوجد من يلومها على هذا القرار.

 

************** الموسيقى  *******************

استمعتم إلى الحلقة التاسعة من سلسلة البودكاست "عشر خرافات عن إسرائيل". وفي الحلقة القادمة والتي ستكون الحلقة الأخيرة من هذا البودكاست، سأحدثكم عن الأسطورة الكاذبة القائلة بأن "حل الدولتين هوالسبيل الوحيد أمام الفلسطينيين".

إن كان هذا المقطع قد نال إعجابكم فنرجوا مشاركته مع أصدقائكم....

كما وننتظر آرائكم ومساهماتكم البنّاءة التي تبعثونها إلينا عبر طرق التواصل المحتلفة لإذاعة طهرأن العربية.

شكرا لطيب المتابعة وجميل الإصغاء

ودمتم في رعاية الله وحفظه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة