وذكرت مجلة "فارن أفيرز" في تقريرها حول تأثير سياسة اغتيال قادة حزب الله على قوة هذا التنظيم، أن تبني هذه السياسة يؤدي إلى زيادة نفوذ حزب الله على المدى الطويل. إذ يشير استعراض تاريخ لبنان إلى أن احتلال هذا البلد من قبل إسرائيل أسهم في تعزيز قوة الجماعات المناهضة لتل أبيب، وعلى رأسها حزب الله.
وأضاف التقرير أن دراسة تاريخ حزب الله تُظهر أنه كلما اغتالت إسرائيل أحد قادة الحزب، ازدادت قوة التنظيم واشتدت هجماته. على سبيل المثال، بعد اغتيال عباس الموسوي، الأمين العام الأسبق لحزب الله، كانت المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مواقع الكيان الصهيوني.
وأكد التقرير أن سياسة الاغتيالات نادرًا ما تؤدي إلى نجاح في إضعاف الجماعات المسلحة. وعلى العكس، فإن الجهات التي تنفذ هذه الاغتيالات، مثل إسرائيل والولايات المتحدة، تنتهك بشكل واضح القوانين الدولية.
وأشار التقرير إلى أن منطق بنيامين نتنياهو وقادة الكيان الصهيوني يقوم على أن اغتيال قادة حزب الله قد يؤدي إلى القضاء على الحزب نهائيًا. لكن الواقع يثبت أن حزب الله تنظيم عميق الجذور يمتد عمره لأكثر من 40 عامًا، وله قاعدة اجتماعية واسعة، ويعتبر حزبًا سياسيًا له ممثلون في البرلمان والحكومة اللبنانية، مما يجعله قادرًا على التكيف مع الظروف الجديدة.
وأشار التقرير إلى أنه رغم أن هذه الاغتيالات قد تتسبب في إحداث فراغ مؤقت داخل الحزب، إلا أن كوادره سرعان ما تعيد ترتيب صفوفها.
وبالتالي، فإن سياسة الاغتيالات لا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراعات بدلاً من إيجاد حل نهائي لها.