نتقدم بمقطع جديد من مقاطع زيارة الجامعة للائمة عليهم السلام وهو المقطع البادئ بقول الامام الهادي(ع) منشيء الزيارة المذكورة، يقول المقطع عن الائمة عليهم السلام: (السلام على الائمة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة، واولي الأمر ...).
ولعلكم ستقفون حائرين او متسائلين عن هذه الصفات الرئيسة والثانوية حيث تكاد تتماثل في اصولها وفروعها، او في اوليتها او ثانويتها حيث يمكنك ان تقول عنهم مثلاً (الولاة السادة) بدلاً من (السادة الولاة) او (الهداة القادة) بدلاً من (القادة الهداة)...
لكن ينبغي على قارئ الزيارة ان ينتبه على بلاغة الزيارة واهميتها الدلالية حيث كررنا بان الراوي لهذه الزيارة سأل الامام(ع)سؤالاً خاصاً هو ان ينشيء بليغاً يعني استهدافه لصياغة زيارة بليغة تتسم بجمالية العبارة وضخامة الدلالة.
من هنا عندما تجيء الصفة مرة موصوفاً والموصوف صفة كما لاحظنا في العبارات المتقدمة فهذا يعني وجود نكات خاصة تكمن وراء ذلك وهذا ما نحاول القاء الانارة عليه...
بالنسبة الى العبارة الاولى وهي انهم عليهم السلام الائمة الدعاة ذكرنا في لقائنا السابق بان تقديم العبارة وتأخير غيرها يعني ان منشيء الزيارة يستهدف لفت النظر الى ما ورد مقدماً وهو الائمة عليهم السلام هنا فان النكتة الواضحة من ان الهدف هو لفت النظر الى موقعهم الوظيفي الذي رسمه النبي(ص) للائمة بأمر من الله تعالى او رسمه الله تعالى مباشرة حين امر بطاعته تعالى وطاعة الرسول(ص) وطاعة أولي الامر حيث ورد النص التفسيري مشيراً اليهم عليهم السلام.
اذن تقديم سمة الائمة على سمة الدعاة يعني لفت النظر الى موقعهم في ميدان المسؤولية ومن ثم تجيء سمة انهم دعاة تحديداً لنمط مسؤوليتهم وهي ايصال مبادئ الله تعالى بعد النبي(ص) الى الاخرين أي بما انهم ائمة فهم ذو ومسؤولية واما مسؤوليتهم فهي التبليغ او الدعوة او التوصيل لمبادئ الله تعالى.
اما بالنسبة الى سائر السمات الواردة في هذا المقطع فسنحدثكم عنها ان شاء الله في لقاءات لاحقة. اخيراً نسأله تعالى ان يجعلنا من المتمسكين به تعالى وبالنبي(ص) وبالائمة عليهم السلام انه ولي التوفيق.
*******
أما الآن نتابع تقديم برنامج امناء الرحمن بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ حسان سويدان اهلاً ومرحباً بكم:
المحاور:سماحة الشيخ حسان سويدان في ثلاث حلقات سابقة تحدثتم عن موضوع الولاية التكوينية وقد عرضنا على سماحتكم سؤال بشأن عرض اجمالي بشأن ادلتها ان كان لها اشارة في القرآن الكريم او في الاحاديث الشريفة المتفق عليها؟
الشيخ حسان سويدان: بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين بلا شك ولا ريب اننا نستطيع ان نتلمس في القرآن الكريم وفي الاحاديث الشريفة كثير من المواطن التي وعد الله سبحانه وتعالى انه من خلالها يخرق قانون الطبيعة العام بمعنى جعل قانون اعلى وارقى حاكماً على المعدات المادية. من القضايا الصريحة في القرآن الكريم هي ان شخصاً كان موكلاً بخدمة نبي من الانبياء وهو آصف بن برخيا الذي هو في خدمة نبي الله سليمان (عليه السلام) وهو ليس نبي وليس امام بالمعنى الذي نعتقده في اوصياء الانبياء وبالاخص اوصياء نبينا (عليهم السلام)، قال له انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك يعني عرش بلقيس قال انا اصنع لك مثيلاً ايضاً، هذا خرق للعادة لكن قال له انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك وقد عبر عنه القرآن الكريم «قال الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به» ومن بلاشك الظهور الواضح الغري في اللغة العربية انها للتبعيض فكيف بمن ثبت في محله بأدله كثيرة جداً انه افضل من آصف بن برخيا بل افضل من آمره وهو النبي سليمان (عليه السلام) وفي هذا المجال نشير الى الآية الكريمة وهي قوله تعالى «كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب»، فهل من علم الكتاب الكامل عنده كمن ليس له علم من الكتاب، وهل من علم الكتاب الكامل عنده كمن عنده بعض علم الكتاب وهذا الذي عنده البعض يقدر على الاتيان بعرش بلقيس من المكان البعيد في لحظة قبل ان يرتد بصرك. قول فصل لأنه قول القرآن الكريم «وما هو بالهزل» و«ما فرطنا في الكتاب من شيء» كلام عربي مبين واضح لا ينكره اسلامي لو انكره لانكر ضرورة قرآنية حينئذ نقول ورد في الروايات الصحيحة المستفيضة ان المعني بقوله ومن عنده علم الكتاب هو امير المؤمنين (عليه السلام) فهو الاقدر على هذا التصرف وعلى هذا الفعل، اقول لماذا يستغرب بعض الناس المقام لم يكن مقام المعجزة هنا بالمعنى الاصطلاحي للمعجزة، هناك كثير من القضايا التي قصها القرآن الكريم في احياء الموتي او في خلق بعض الامور على خلاف الطبيعة بعد ان اثبت النبي نبوته بالمعجز يبقى يفعل للناس اشياء زائدة على اصل المعجز الذي اثبت نبوته قضية نبي الله عيسى معجزته كانت احياء الموتى يكتفي في الاعجاز ان يحيي ميتاً واحداً. او قضية نبي الله موسى وقضية ذبح البقرة فأضربوه ببعضها فأنه بأذن الله امكن للانبياء وامكن لبعض من كان في خدمة الانبياء كآصف بن برخيا ان يفعلوا هذه الامور الخارقة لنواميس الطبيعة، فكيف يستبعد ذلك على من كان اكمل من هؤلاء بالادلة القطعية عندنا على مستوى الكتاب والسنة فأن علياً (عليه السلام) هو نفس النبي كما ورد في آية المباهلة ولا شك عند جميع المسمين ان النبي هو افضل الكل في الكل مضافاً الى هذا لا يفوتني ان اشير الى روايات امتلاك الاسم الاعظم والذي ورد في كثير من المأثورات اي ان التصرف الخارق للعادة يكون على اساس ما يمتلكه الانسان من احرف هذا الاسم الاعظم وقد ثبت في الروايات المستفيضة عندنا ان ائمة الهدى (عليهم السلام) والنبي الاعظم يمتلكون من هذا الاسم نفس الاحرف وهي اكثر بكثير مما امتلكه بعض الانبياء (عليهم السلام).
المحاور:سماحة الشيخ حسان سويدان اشرتم الى هذه القضية في شبهة او في رد شبهة تفضيل الائمة (عليهم السلام). شكراً لكم.
*******