البث المباشر

كيف نصبح شركاء في العمليات الإيرانية ضد الجرائم الإسرائيلية؟

السبت 5 أكتوبر 2024 - 18:23 بتوقيت طهران
كيف نصبح شركاء في العمليات الإيرانية ضد الجرائم الإسرائيلية؟

قد أكد فلاسفة مثل نيتشه على أهمية "إرادة القوة"؛ وفي العصر الرقمي، ينبغي اعتبار "إرادة الحقيقة" جزءا من هذه الإرادة.

كانت عملية "الوعد الصادق 2" الإيرانية رمزًا واضحًا للرد الاستراتيجي ضد الإرهاب والنزعة العسكرية واحتلال الكيان الصهيوني. وهذه العملية التي كانت، رداً على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، والشهيد نصر الله، والشهيد نيلفروشان في لبنان، وغيرها من الجرائم الأخيرة التي ارتكبتها إسرائيل ضد محور المقاومة، تكشف جوانب مختلفة من المعاملة بالمثل.

وفي غضون ذلك، يمكن للفضاء الافتراضي، باعتباره منصة لا حدود لها لتبادل المعلومات والخطاب، أن يلعب دورا حيويا في توجيه الرأي العام وتعزيز روح المقاومة ضد الهيمنة والقمع الاستعماري. لذلك، يمكن لمستخدمي الفضاء الافتراضي في هذا المجال الافتراضي دعم هذه العملية من خلال لعب أدوار متعددة.

وهذا المقال يتناول الجوانب المختلفة لهذا الدعم ويشرح الدور الذي يمكن للمستخدمين لعبه في هذا النضال العظيم في القرن.

 

البعد الأول: نشر الحقيقة كأداة للمقاومة

في كتاب الرؤساء، يعرّف "أفلاطون" العدالة بأنها خدمة الحقيقة دائمًا. ومن خلال نشر أخبار دقيقة وموثقة عن عملية "الوعد الصادق 2"، ينخرط مستخدمو الفضاء الإلكتروني في الواقع في نوع من البحث عن الحقيقة؛ الحقيقة التي، خلافاً للدعاية الصهيونية والغربية، يجب أن تنشرها الدول الحرة. وهذا النوع من النشاط هو شكل من أشكال المقاومة ضد تشويه الحقيقة والرقابة عليها، وهو ما أشار إليه فلاسفة مثل "هانا أرندت". وبعبارة أخرى، فإن الحقيقة، باعتبارها أداة لمحاربة القمع والجهل، تلعب دورًا مركزيًا في الفضاء السيبراني.

 

البعد الثاني: إنتاج المحتوى الفني والبصري؛ تجلي فكرة المقاومة في الفن

الفن، عند "هيجل"، هو ترابط الأفكار. ومستخدمو الفضاء الافتراضي من خلال إنتاج محتوى رسومي وفيديو حول العمليات والمقاومة، ينقلون فكرة المقاومة من المستوى النظري إلى المستوى الملموس. وتتمتع هذه الإنتاجات الفنية بالقدرة على إيصال الرسائل وإثارة المشاعر الجماعية؛ شعور يرتبط بالفكرة السامية للعدالة والمقاومة ويمكن أن يؤدي إلى تغييرات اجتماعية أعمق. وكما هو الحال في الفلسفة الهيغلية، يُعرف الفن بأنه أحد مظاهر الروح المطلقة، كما أن إنتاج هذا النوع من المحتوى هو أيضًا مظهر من مظاهر روح المقاومة في الفضاء الرقمي.

 

البعد الثالث: الحوار كوسيلة جدلية لفهم الواقع

ومن الناحية الفلسفية، فإن فضاء الحوار هو مكان لمواجهة الأفكار وولادة الحقيقة؛ تماما مثل المنهج الديالكتيكي عند "سقراط". ويمكن لمستخدمي الفضاء الإلكتروني الحصول على فهم أعمق لهذا الحدث وأهميته في سياق المقاومة من خلال المشاركة في المناقشات والتحليلات المتعلقة بعملية "الوعد الصادق 2". وتلعب هذه الأنواع من المحادثات، خاصة عندما يتم التلاعب بالمعلومات على نطاق واسع، دورًا حيويًا في شرح الأبعاد الحقيقية للحدث وتساعد بطريقة ما في تكوين الحكمة الجماعية.

 

البعد الرابع: مواجهة دعاية العدو. معركة في فضاء الحقيقة والأكاذيب

وقد أكد فلاسفة مثل "نيتشه" على أهمية "إرادة القوة". وفي العصر الرقمي، ينبغي اعتبار "إرادة الحقيقة" جزءا من هذه الإرادة. ومن خلال مواجهة دعاية وسائل الإعلام المعارضة، يكون مستخدمو الفضاء الافتراضي في الواقع في مقدمة المعركة الفكرية والمعلوماتية. وهذه المواجهة لا تكون ممكنة إلا من خلال نشر الوثائق الصحيحة والدفاع عن الحقيقة، لأن الدعاية، إذا تركت دون إجابة، ستقود الرأي العام تدريجياً في الاتجاه الخاطئ. وإن الدفاع عن عملية الوعد الصادق 2 ضد التحريفات الإعلامية مهمة أخلاقية وفلسفية لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية.

 

البعد الخامس: التعاطف الرقمي؛ تعزيز القيم المشتركة في العالم الافتراضي

وبحسب "إيمانويل ليفيناس"، فإن التعاطف والمسؤولية تجاه الآخرين هما أهم المبادئ الأخلاقية الأساسية. ومن خلال إظهار التضامن ودعم قوى المقاومة، يعمل المستخدمون فعليًا على تعزيز القيم الإنسانية المشتركة مثل العدالة ومواجهة الظلم. ويمكن أن يتخذ هذا التعاطف الرقمي شكل رسائل دعم أو نشر كلمات قادة المقاومة ويقف كصوت جماعي ضد القمع.

 

البعد السادس: تشجيع المشاركة الفاعلة. دعوة للتضامن في العمل

من وجهة نظر البراغماتية، يتم إثبات الحقيقة في الممارسة العملية. ويمكن للمستخدمين إظهار شكل من أشكال البراغماتية الأخلاقية من خلال تشجيع الآخرين على المشاركة في حملات الدعم أو عن طريق إرسال رسائل الامتنان للقوات المسلحة وأسر الشهداء. ولا تعني هذه البراغماتية رد فعل رقمي فحسب، بل تعني أيضًا إجراءً اجتماعيًا وسياسيًا يمكن أن يحدث في الفضاء الافتراضي.

 

البعد السابع: تعزيز خطاب المقاومة؛ إعادة بناء الأخلاق الجماعية ضد القمع

وأخيرًا، يساهم مستخدمو الفضاء الإلكتروني في إعادة بناء الأخلاق الجماعية من خلال تعزيز خطاب المقاومة من خلال الاقتباسات والمقالات والتحليلات. وفي عالم حيث غالباً ما يتم تفضيل المكاسب المادية على العدالة، فإن هذا الخطاب يشجع مقاومة القمع وإحياء القيم الإنسانية، ويعزز الفلاح الجماعي العالمي.

 

parstoday

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة