البث المباشر

نمطان من الإمبريالية: هل سيفيد انتصار هاريس الجنوب العالمي حقًا؟

الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 19:58 بتوقيت طهران
نمطان من الإمبريالية: هل سيفيد انتصار هاريس الجنوب العالمي حقًا؟

إن كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مهتمين بتطور الأمبريالية الأمريكية ومن ثم استخدما القوة العسكرية للحفاظ على الهيمنة الاقتصادية الأمريكية.

مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، تعرض العديد من التقدميين من الجنوب العالمي لضغوط لرفع أصواتهم دعمًا لكامالا هاريس.

وهناك تيار كبير في مجال الإعلام يجادل منذ بعض الوقت بأن انتخاب هاريس يمكن أن يفيد الديمقراطية في الولايات المتحدة ومصالح الجنوب العالمي.

ويقال إن سبب هذا الدعم هو أن ترامب يشكل تهديدًا للديمقراطية الأمريكية ومصالح الجنوب العالمي، وفي حين قد تبدو هذه الحجة معقولة فيما يتعلق بالمصالح الداخلية لأمريكا، يجب على المرء أن يتساءل بأنه هل سيفيد فوز هاريس الجنوب العالمي حقًا؟.

كان الحزبان الإمبراطوريان، الديمقراطي والجمهوري، مهتمين بتطور الأمبريالية الأمريكية واستخدما القوة العسكرية للحفاظ على الهيمنة الاقتصادية الأمريكية. وقد استخدم كلا الحزبين أيديولوجية "الديمقراطية التبشيرية" لتبرير هذا التوسع الإمبريالي، كما رأينا في غزو أفغانستان والعراق.

وعلى سبيل المثال، في عام 2002، صوت معظم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين أيضًا لصالح غزو العراق. وكان الديمقراطيون، على النقيض من الجمهوريين، يبحثون عن نهج "التعددية" وبدلاً من الإجراءات الأحادية الجانب، حاولوا الحصول على الدعم من المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي لكن هذه الاختلافات كانت في الغالب حول الأسلوب ولم تكن آثارها مختلفة كثيرًا بالنسبة للجنوب العالمي؟.

النزوح الجمهوري الكبير حدثت ظاهرة مثيرة للاهتمام في الأشهر الأخيرة: حيث تحول العديد من السياسيين الجمهوريين السابقين إلى دعم الديمقراطيين. ومن أبرز الشخصيات "ديك تشيني" وابنته "ليز تشيني"، اللذين كانا الداعمين الرئيسيين لسياسات إثارة الحرب في غرب آسيا.

والسبب في هذا الرحيل الكبير هو أن الجمهوريين لم يعودوا يثقون في ترامب، لأنه أضعف التحالفات الغربية ولا يلتزم بالمبادئ التقليدية للسياسة الخارجية الأمريكية، وفي المقابل، اعتمدت إدارة بايدن والآن هاريس المزيد من السياسات العدوانية والعسكرية.

واصل بايدن دعمه الكامل لإسرائيل وعزز حلف شمال الأطلسي بعد أن أضعفه ترامب. كما اتخذ بايدن إجراءات غير مسبوقة لحصار الصين. وتشبه هذه السياسات إلى حد كبير سياسات جورج بوش، الذي كان هدفه عزل روسيا واحتواء الصين.

وفي الواقع أن النموذجين للإمبراطورية، في انتخابات نوفمبر، فإنهما نموذجان للإمبراطورية في الصراع:

أحدهما هو النموذج التقليدي للإمبراطورية في الديمقراطيين والجمهوريين، الذين يسعون إلى الحفاظ على الهيمنة الأمريكية من خلال الرأسمالية العالمية والتحالفات العسكرية المتعددة الأطراف.

والنموذج الآخر هو نموذج ترامب، الذي يسعى إلى التركيز على "أمريكا أولا" والعزلة عن العالم.

ويؤكد هذا الرأي على الحد من التدخلات الدولية والتركيز على الداخل الأمريكي، مع اتباع سياسات أكثر عدوانية في بعض برامجها.

وأخيرا يجب القول: بالنسبة للجنوب العالمي، يبدو كلا هذين النمطين ضارين، وبينما يسعى الديمقراطيون إلى مواصلة سياساتهم الأمبريالية فإن نهج ترامب يترك الجنوب العالمي وحده.

 

parstoday

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة