وتخللت الندوة كلمات متنوعة لشخصيات من مختلف الطوائف، حيث افتتح المنسنيور عبدو أبوكسم الندوة بكلمة أكد فيها على أن الإمام موسى الصدر كان شخصية شمولية وطنية، عابرة للطوائف في الداخل اللبناني ومحيطه العربي، فقد ناصر المظلومين وحارب الطائفية البغيضة، وشجع على الوحدة بوجه الاعتداءات الصهيونية.
كما استنكر المنسنيور في ختام كلمته ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية من مجازر وحشية مدمرة طالت البشر والحجر.
وفي كلمة لمفتي بعلبك الهرمل بكر الرفاعي، أكد على أن الإمام موسى الصدر تجاوز المرحلة التي عاشها قراءة وإستشرافا، حيث قرأ أبعاد المشروع المدمر ( المشروع الصهيوني) للمنطقة ولبنان، وحذر مبكرا من خطورته وآثاره. ف"إسرائيل" ليست خطرا على فلسطين فقط بل على لبنان وكل إنسان.
كما شدد خلال كلمته على أن هناك معادلات جديدة ترسى اليوم فجيش العدو يقهر، وفلسطين هي نطقة تحول وارتكاز، ورغم إمعان العدو بجرائمه الوحشية على بيئة المقاومة فإننا سننتصر وسنعيد بناء ما أراد العدو إبادته.
هذا وألقى ممثل حركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي كلمة بالمناسبة أشار فيها إلى أن الإمام المغيب موسى الصدر بفكره الفذ وتفكيره العميق وبصيرته النافذة وجد أن فلسطين هي العقيدة والإسلام والعروبة وهي الإنسانية، كما وجد أن فلسطين تلخص كل المعاني السامية والرفيعة والعظيمة كالحق والثورة على الظلم والمقاومة ، لذلك كان فكره فلسطين.
كما شدد على أن فكر الإمام موسى الصدر كان منهجا متكاملا، منهجا على مستوى الرؤية ومشروع الأمة، فهو منهج في بناء الشخصية الإسلامية و الإنسانية، هو منهج فلسطين، وتعد معركة طوفان الأقصى ترجمة عملية واستجابة لفكره عن فلسطين، فهي تمثل المستوى الأرفع في التعبير عن اهمية هذه القضية في مواجهة المشروع الصهيوني الذي كان يسعى قبل السابع من اكتوبر إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
وأوضح عبدالهادي إلى أن هذه المعركة التي يعتبرها العدو "معركة الاستقلال" هي معركة وجود وليست مجرد محطة في قتال هذا العدو، لأنها تأسس لدحره للكامل من أرض فلسطين.
وأشار إلى أن المقاومة مازالت قوية و قادرة على الاستمرار مهما طال أمد الحرب.
وألقى الأستاذ حسن قبلان عضو المكتب السياسي لحركة أمل كلمة مفصلة، أشار فيها إلى أننا اليوم بأمس الحاجة إلى إعادة قراءة مواقف وخطابات الإمام القائد موسى الصدر، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بأبعادها كافة وهي: الأرض، الشعب المقتلع من أرضه، اسرائيل، الحركة الصهيونية، المقاومة، التسويات وغيرها..، فهذه العناصر تشكل ملف فلسطين وهي مرتبطة ببعضها البعض.
إلى ذلك شدد قبلان إلى البعد العربي في فكر الإمام الصدر فهو كان مؤمنا بالمصير العربي المشترك، حيث رأى أن الخطر الصهيوني لا يحدق فقط بفلسطين بل بالأمة العربية ككل، والحل يكمن في إزالة إسرائيل من الوجود.
واختتم المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد كميل باقرزاده الندوة حيث حث الشباب في العالم الإسلامي على قراءة فكر الإمام موسى الصدر، كما تطرق في كلمته المختصرة إلى منظومة الإمام موسى الصدر الفكرية بكونها الأكثر قيمة لأن قضية فلسطين تشكل محورا أساسيا فيها، حيث تتقاطع مفاهيم هذه المنظومة التي تحدث عنها الإمام موسى الصدر مع فكر الإمام السيد علي الخامنئي حيث شملت سبعة نقاط أساسية تجاه قضية فلسطين:
١-مبدئية القضية: السعي لتحرير فلسطين ودعم ومساندة المجاهدين بكل ما نملك من قوة مبدألا يشك فيه أحد.
٢-مركزية القضية: إن القضية الفلسطينية ليست ملك لأحد بل مسؤولية هذه الأمة.
٣-أولوية القضية: إن قضية فلسطين هي قضية لبنان الأولى.
٤-دينية/ عقائدية القضية: السعي لتحرير فلسطين سعي لإنقاذ المقدسات الإسلامية والمسيحية.
٥-إنسانية القضية: السعي لتحرير فلسطين سعي لتحرير الإنسان.
٦-حضارية القضية: إن إسرائيل نعتبرها خصمنا الأول وتشكل خطرا علينا ثقافيا وحضاريا.
٧-أحقية القضية: إسرائيل شر مطلق وخطر على العرب المسلمين والمسيحيين، ومكافحة إسرائيل خير مطلق.