البث المباشر

المهدويون اتباع الثقلين/المستغيثون بالله ولقاء المهدي (ع)/الغريب أخذ بيدي

السبت 13 إبريل 2019 - 14:49 بتوقيت طهران

(الحلقة : 352)

موضوع البرنامج:
المهدويون اتباع الثقلين
المستغيثون بالله ولقاء المهدي (ع)
الغريب اخذ بيدي

أدمى الحنين الدمع في آماقي

أوما لشمس بهاك من اشراق

أتراك في البيت الحرام تطوفه

ام في البقيع تفيض بالاشواق

يا رب اكرمنا بيوم ظهوره

لنردد الصلوات في الآفاق


بسم الله والحمدلله غياث المستغيثين وملجأ المتحيرين والصلاة والسلام على سفن نجاته للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم اعزاءنا المستمعين ورحمة الله
على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من برنامجكم المهدوي قرأنا لكم في مطلعه ابياتاً مهدوية لسماحة الشيخ الاديب احمد الدر العاملي –حفظه الله-.
اما الفقرات الأخرى في هذا اللقاء فالأولى عنوانها هو: المهدويون اتباع الثقلين
وفيها نستلهم وصية مهدوية أخرى من دعاء (توفيق الطاعة) المبارك، تليها خلاصة اجابة العلماء على سؤال الاخ جعفر العلي عن: المستغيثون بالله ولقاء المهدي (ع(
والفقرة الأخيرة هي حكاية موثقة تحمل العنوان التالي: الغريب اخذ بيدي
اطيب الاوقات وانفعها نرجوها من الله لنا ولكم مع فقرات لقاء اليوم من برنامج شمس خلف السحاب:
تابعونا ايها الاكارم وفقرة الوصايا المهدوية تحت عنوان:

المهدويون أتباع الثقلين

قال مولانا الامام الحجة المهدي – ارواحنا فداه- في المقطع الثاني من دعائه الجامع المعروف بدعاء (توفيق الطاعة):
"اللهم... وتفضل على علمائنا بالزهد والنصيحة، وعلى المتعلمين بالجهد والرغبة، وعلى المستمعين بالاتباع والموعظة".
أيها الاخوة والاخوات، انتهى حديثنا في هذا اللقاء الى استلهام الوصية المهدوية من فقرة (وتفضل... على المستمعين بالاتباع والموعظة(..
وكما تلاحظون فإن هذه الفقرة جاءت في سياق الوصايا التي لها ارتباط بالعلم الالهي، وعليه يتضح ان الوصية التي تتضمنها تبين الى ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن عند استماعه للعلم الالهي.
ومعلوم ايها الافاضل ان مصادر العلم الالهي تشمل بالدرجة الاولى القرآن الكريم والاحاديث الشريفة فما الحكمة في استخدام الامام المهدي –عليه السلام- تعبير (المستمعين) مع ان اكثر رجوع المؤمن الى هذه المصادر يكون بالقراءة؟
هل ان في ذلك تاكيد او اشارة الى ان يكون تلقي المؤمن لما في القرآن الكريم والاحاديث الشريفة هو عن طريق الاستماع من العلماء العاملين الاتقياء العارفين باسرار هذه النصوص الشريفة وحقائقهما؟
قد يكون هذا الأمر مقصوداً في هذه الوصية المهدوية، لأن الاستماع من العلماء العارفين يعين المؤمن على معرفة حقيقة ما تدعوه اليه النصوص الشريفة بحكم علمهم بها، كما ان تقواهم تترك آثارها في تقوية تاثر المؤمن بها لان ما يخرج من القلب يدخل الى القلب؛ فيكون استماعه لها مقروناً بالاتباع والموعظة.
ولكن ثمة حكمة أخرى نتلمسها في استخدام (تعبير الاستماع) يأتيكم بعد قليل فأبقوا معنا مشكورين.
مستمعينا الاطائب، ولعل في استخدام هذا النص الشريف لوصف (المستمعين) اشارة الى أن تكون قراءة المؤمن للآيات الكريمة والاحاديث الشريفة مقرونة بالاستشعار الوجداني لصدورها من الله عزوجل ومن أوليائه المعصومين –عليهم السلام-.
اي انه وعندما يتلو القرآن ويقرأ الاحاديث الشريفة يشعر وكأنه يستمع اليها من قائليها، فكان الله عزوجل يخاطبه مباشرة بما يتلوه من كتابه الكريم، وكذلك الحال مع ما يقرأه من الاحاديث الشريفة، فينبغي له أن يتوجه بقلبه الى النبي الاكرم اذا كان الحديث عنه –صلى الله عليه وآله- ويتوجه بقلبه الى اي من أهل بيت النبوة يروى عنه الحديث وكانه في محضره –عليه السلام- يستمع لما يخاطبه به.
ومما لا شك فيه مستمعينا الافاضل ان مثل هذا الاستشعار الوجداني من قبل المؤمن لحضوره بين يدي الله عزوجل وبين يدي اوليائه وخلفائه المعصومين –عليهم السلام- يقوي من تأثره القلبي فضلاً عن العقلي بما يقرأه من كلامهم النوراني.
وهذا التأثر بدوره يعينه على العمل بالوصية المهدوية اي تكون ثمرة استماعه لهذا الكلام النوراني هو الاتباع لما يدعوه اليه والاتعاظ المؤدي الى اجتناب ما تحذره منه.
اعزاءنا المستمعين، ونلاحظ في هذا النص الشريف أن مولانا الامام المهدي –صلوات الله عليه- استخدم وصف (المستمعين) ولم يستخدم وصف (السامعين) فما السر في هذا الاستخدام؟
للاجابة عن ذلك ينبغي ان نعرف الفرق بين السماع والاستماع، وعندما نرجع الى كتب اللغة نجدها تذكر ما محصله ان الاستماع هو مرتبة أعلى اذ يكون سماعاً مقروناً بالتوجه والاصغاء، أي يكون فيه مرتبة أعلى من التأمل والتفكر فيما يسمعه.
وعلى ضوء معرفة هذا الفرق نخلص الى ان الوصية المهدوية تتضمن ان يكون تعاملنا مع النصوص الشريفة تعاملاً مقروناً بالتوجه العقلي والاصغاء والتدبر فيما يقرأه ويسمعه.
والالتزام بذلك هو مفتاح الحصول على الفهم العميق لهذه النصوص الشريفة والنجاة من الفهم السطحي.
وبذلك نفهم ان امامنا المهدي –ارواحنا فداه- يوصينا في هذه الفقرة بان يكون تعاملنا مع النصوص الشريفة مقترناً بالتفاعل القلبي معها وكأننا نسمعها من الله عزوجل وأوليائه المعصومين وهم يخاطبوننا بها، وكذلك ان نتوجه اليها بعقولنا ايضاً فنتدبر فيها للحصول على الفهم الصحيح والعميق لها فتكون الثمرة الاتعاظ والعمل بما تدعونا اليه.
لازلنا معكم ايها الاحبة وبرنامج (شمس خلف السحاب) تستمعون له من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
ننقل الميكرفون الآن الى زميلنا الاخ عباس باقري وهو يلخص اجوبة العلماء على سؤال هذه الحلقة، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته
معكم ومع سؤال الأخ جعفر العلي يقول هذا الأخ الكريم في رسالة له للبرنامج عبر البريد الألكتروني، يقول بعض العلماء أن من يلتقي بالإمام المهدي سلام الله عليه من المستغيثين ليس هو الامام المهدي عليه السلام بل بعض الأولياء الصالحين، فما مدى صحة هذا القول؟
السؤال أخ جعفر تناوله عدة من العلماء أثناء إيرادهم للحكايات الموثقة التي تتحدث عن إغاثة الامام المهدي سلام الله عليه لبعض المستغيثين بالله تبارك وتعالى والمتوسلين به عليه السلام الى الله عزوجل. في الواقع الدلائل يمكن أن تكون نعم صحيح، بعض من يلتقي به هؤلاء المستغيثون هم من الأولياء الصالحين من جند الامام سلام الله عليه، هذا الأمر ممكن ولاغبار عليه ولكن هنالك الكثير من الحكايات والوقائع التي صحت روايتها وصح نقلها سواء في غيبة الامام الصغرى او بعد ذلك في غيبته الكبرى فيها علامات صريحة بل تصريح أحياناً من الامام نفسه بهويته. هذا الأمر مع هذه الحكايات اذن لايمكن أن نقول جميع الذين إستغاثوا بالإمام الى الله تبارك وتعالى وأغاثهم عليه السلام وهو خليفة الله تبارك وتعالى في أرضه، لايمكن أن نقول إن جميع هذه الحالات هي من اللقاءات مع جند الامام المهدي سلام الله عليه او الأبدال او الأولياء الصالحين خاصة مع وجود تصريحات واضحة بهوية الامام سلام الله عليه او بصفاته وعلى أي حال حتى الأولياء الصالحين او الأبدال او الملازمين للإمام إنما يتحركون بأمر خليفة الله وبقيته عجل الله تعالى فرجه الشريف فإغاثته هي إغاثة من الله تبارك وتعالى عبر خليفته الامام المهدي وبواسطتهم هذه نقطة. النقطة الثانية بعض العلماء مثلاً قالوا الأمر لايتناسب مع شأن الامام ومسؤوليات الامام يعني مسؤوليات الامام أعظم من إغاثة المستغيثين او المنقطعين في الصحاري او غير ذلك. هذا القول أعتقد أن فيه نوع من عدم الإلمام بأهمية هذا العمل يعني عندما نرجع الى النصوص الشريفة تصرح بأن إغاثة المستغيثين من اعظم الأعمال التي يحبها الله تبارك وتعالى فكيف ننكرها او تكون من الأعمال التي يقوم بها خليفته وهو اولى الناس بإغاثة المستغيثين، الله تبارك وتعالى هو غياث المستغيثين وخليفة الله هو المتخلق بأخلاقه ومؤتمر بأوامره. نعم لانقول إن مسؤولية الامام تنحصر بهذا الجانب بإغاثة المستغيثين، اذا قلنا بإنحصارها قد يكون هذا الأمر فيه بعض الصحة أما عندما نلاحظ أن مسؤوليات الامام متنوعة ومن ضمنها إغاثة المستغيثين لانكون هناك شبهة ولاتحجيم في دور الامام سلام الله عليه. لاننسى بأن الكثير من الأئمة سلام الله عليهم، أمير المؤمنين، زين العابدين بل سيد الشهداء سلام الله عليه وجد على ظهره أثر الجوراب أي الكيس الذي كان يضع فيه المعونات والمساعدات ويطوف ليلاً على بيوت المدينة المحتاجين ويوصل لهم سراً هذه المساعدات. هذه من مناقب الأئمة سلام الله عليهم وأنهم يختلفون عن باقي الزعماء السياسيين او القادة في التاريخ سواء كانوا دينيين او غير دينيين، هذه ظاهرة فريدة لانجدها في غير مدرسة اهل البيت ولافي غير أئمة الرحمة المحمدية أنه الى جانب قيامهم بتلك الأعمال والمسؤوليات الضخمة "لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها" يعني النظام الكوني مرتبط بالإمام المهدي سلام الله عليه، الى جانب ذلك لايغفلون عن إستغاثة المستغيثين مباشرة وبأنفسهم فهذه منقبة بل من المناقب الفريدة لأهل بيت الرحمة المحمدية. نسأل الله تبارك وتعالى التوفيق للأخ جعفر العلي ولكم ايضاً وشكراً جزيلاً.
نفتح قلوبنا أيها الاطائب في الدقائق التالية الى حكاية موثقة اخرى من حكايات المتوسلين الى الله بخليفته المهدي –عجل الله فرجه-، اخترنا لها اعزاءنا العنوان التالي:

الغريب اخذ بيدي

ننقل لكم ايها الاحبة في هذا اللقاء حكاية مؤثرة جرت لأحد عباد الله الصالحين كتب الله له ذرية صالحة من العلماء الاعلام، فهو جد العارف التقي آية الله المولى الشيخ فتح علي السلطان آبادي وهو من عرفاء مدرسة الثقلين في القرن الهجري الرابع عشر وممن اجمع علماء النجف الاشرف على سمو منزلته في العلم والعمل وقد اثنى عليه الشيخ الزاهد القمي رحمه الله في كتبه ومنها كتاب (مفاتيح الجنان) ونقل فيه عنه احد أدعية الفرج ضمن حكاية موثقة اوردها في ختام روايات تعقيبات صلاة الفجر.
وحكاية هذا اللقاء نقلها عنه العلامة الورع الشيخ الزاهد آية الله علي اكبر النهاوندي في موسوعته القيمة (العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان) ونقلها الشيخ فتح علي السلطان آبادي عن ابيه وكان –رضوان الله عليه- ايضاً من الاتقياء الصالحين، نقدم لكم ترجمة ملخصة لها بعد قليل فأبقوا معنا مشكورين:
جرت هذه الحكاية مستمعينا الافاضل، في الحرم الحسيني ويرجع تأريخها الى أواخر القرن الهجري الثالث عشر كما يظهر من كونها جرت لجد المولى الشيخ فتح علي في اواخر عمره بحيث كان بحاجة الى من يرافقه لضعفه وفقدانه البصر، يقول والد المولى السلطان آبادي –رحمهما الله-:
"تشرف أبي –رحمه الله- في إحدى السنين بزيارة كربلاء المقدسة مع مجموعة من الزوار، واختارت القافلة لاقامتها منزلاً بعيداً عن الحرم الحسيني المبارك، وكان والدي يبقى في الحرم الى أن يأتي أحد أفراد قافلته للعودة به الى المنزل.
وحدث ذات ليلة ان اتكل هؤلاء بعضهم على بعض وكانت النتيجة هي ان لم يذهب أي منهم للعودة به، فبقي –رحمه الله- الى ان اغلقت ابواب اروقة الحضرة الشريفة فخرج الى الصحن وهو حائرٌ لا يدري ما يفعل"
اجل احباءنا فهذا العبد الصالح لم يكن قادراً لضعفه على العودة الى منزل القافلة وهو بعيدٌ كما انه لم يكن يعرف الطريق اليه، ولا يعرف ماذا يفعل وقد اشتد الظلام وموعد اغلاق ابواب الصحن قد اقترب ايضاً، فتوجد في حيرته بقلبه الى ربه الكريم، يقول ابنه في تتمة هذه الحكاية:
"وفجأة وقف الى جانب والدي رجل بهيئة اهل البادية وناداه باسمه ثم قال له: هل تحب ان اوصلك الى منزلك؟
يقول والدي: لقد اخذ هذا الرجل بيدي واخرجني من الصحن المقدس فقلت في نفسي: انا غريب وهذا الرجل لا اعرفه ولا ادري الى اين يأخذني وفي جيبي نفقتي؟"
مستمعينا الاطائب، ولكن اللطف الالهي لم يترك هذا العبد الصالح طويلاً في حيرة هذه الافكار بل اظهر له سريعاً من الدلالات ما هدى قلبه الى معرفة هوية هذا الرجل الغريب، يقول هذا الزائر الحسيني التقي في بيان تتمة ما جرى له:
)كنت سارحاً في هذه الافكار، عندما وقف الرجل بعد قليل وقال لي: هذا هو منزلك، قال لي ذلك رغم اننا لم نتحرك منذ خروجنا من الصحن سوى خطوات قليلة؛ لقد اوصلني الى المنزل وكأنه ملتصق بجدار الصحن رغم ان منزل القافلة كان بعيداً.
ثم نادى افراد قافلتي باسمائهم فخرجوا الي مسرعين وفتحوا الباب، فقلت لهم فوراً، تعرفوا الى هذا الرجل الذي رافقني وأوصلني الى المنزل واستضيفوه، لكنهم لم يروا احداً، فتفرقوا في الأزقة والشوارع المحيطة وبحثوا طويلاً عنه ولكن دون ان يجدوا له أثراً.(
وها نحن نصل بتوفيق الله الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناه لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله منكم حسن الاصغاء ودمتم في رعاية سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة