ويسعى النظام الصهيوني تجاهل حقوق الفلسطينيين ومنعهم من تقديم المساعدة حتى في المجال الدوائي وقد أصبح تنفيذ هذه السياسات ممكناً بدعم من أمريكا واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة.
التأثير المباشر وغير المباشر لللوبيات الصهيونية على تحديد السياسة الخارجية الأمريكية هو موقف لا يمكن إنكاره، إن جماعات الضغط هذه ليست جمعية سرية، أو مجموعة نفوذ تآمرية، أو منظمة ذات قيادة واضحة، ولكن اللوبي الإسرائيلي يتكون من عدد كبير من الأفراد والمنظمات الذين يحاولون بنشاط توجيه السياسة الخارجية الأمريكية لصالح إسرائيل. وفي هذا المقال من بارستودي تمت مناقشة بعض جوانب هذا الأمر:
اللوبي وتأثيره على الانتخابات الامريكية
والعديد من اللوبيات الصهيونية فعالة في السياسة الأمريكية، وأهمها "إيباك" و"جي ستريت". وتنفق "إيباك" أموالاً طائلة لجذب المرشحين للانتخابات إلى جانبها وتعيين رؤساء وأشخاص يميلون إلى إسرائيل، وهذه النفقات تعود عليها بفوائد عديدة. وبحسب تقرير لقناة الجزيرة، مقابل كل دولار ينفقه اللوبي الإسرائيلي للتأثير على الانتخابات الأمريكية، يتلقى النظام الصهيوني 50 دولارا كمساعدات لبناء وتسليح المستوطنات من الولايات المتحدة.
كما يؤكد جي ستريت، وهو لوبي معروف آخر تابع للنظام الإسرائيلي، على القيم الديمقراطية ويهدف إلى تقديم وجه مختلف لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي بين رجال الدولة الأمريكيين.
المبدأ الأول لهذه المجموعة هو الدعم الثابت لحكومة كيان الاحتلال والصهاينة. وفي المبادئ التالية، حاولت هذه المجموعة كسب ثقة الجماعات الديمقراطية الأمريكية ونشطاء حقوق الإنسان من خلال استخدام الأدبيات "الناقدة" و"التعديلية".
الانتخابات الأمريكية وحرب غزة
في خضم الحرب الأخيرة في غزة، تلك الحرب التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 39 ألف فلسطيني وجرح أكثر من تسعين ألف آخرين، فإن فرن الانتخابات الأميركية يزداد سخونة يوماً بعد يوم. ورغم أن الأميركيين ظلوا يعانون من العديد من المشاكل الداخلية مثل الركود الاقتصادي والقضايا البيئية والقضايا الاجتماعية، إلا أن أحزاب هذا البلد كانت دائما مجمعة على دعم إسرائيل، وبالمناسبة، كانت القضايا المحيطة بإسرائيل وفلسطين محور الاهتمام من الجمهوريين والديمقراطيين في انتخابات 2024.
وهذا بالطبع جزء من النفوذ الكبير للكيان الصهيوني، الذي استطاع، خلال الحرب الباردة وفي العصر الحالي، أن يحدد لنفسه دوراً استراتيجياً في السياسة الخارجية الأمريكية ويصبح مكاناً لجذب الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والتكنولوجي ورأس المال الأمريكي.
حرب الحضارة والحرب المروعة
وبحسب مقولة شهيرة، فإن إسرائيل بالنسبة للسياسيين الأميركيين هي النقطة الأكثر "شرقية" في الحضارة الغربية، التي تقع على عاتقها مهمة حماية مصالح واشنطن الاستراتيجية ومنع تقدم "الشرقيين" خارج حدود شرق البحر الأبيض المتوسط. ومن هذا المنظور فإن "بيت المقدس" هو حصن الغرب الأول في وجه الحضارات الإسلامية والهندوسية والكونفوشيوسية، ويجب ضمان بقائه بأي ثمن. وربما لهذا السبب قال الرئيس الأميركي جو بايدن بثقة، في لقاء مع الرئيس الصهيوني إسحق هرتسوغ، إنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لكنا خلقناها.
وبحسب خبراء سياسيين، فإن أهمية إسرائيل بالنسبة لأميركا لا تقتصر على الأمن الاقتصادي والسياسي فحسب بل هي مسألة عقيدة ودين وإيمان. وفي أمريكا هناك حوالي 70 إلى 80 مليون مسيحي يؤمنون بظهور السيد المسيح عندما تجري سلسلة من الأحداث في غرب آسيا على يد الصهاينة. هؤلاء الأشخاص هم في الواقع الأشخاص المعروفون باسم "المبشرين". وهم يعتقدون أن حربا كبيرة سوف تندلع بين اليهود وجيرانهم العرب والمسلمين. في هذه الحرب سيتم تدمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وسيبنى هيكل سليمان في نفس المكان، وستحدث الحرب المروعة وسيظهر يسوع المسيح. وهو اعتقاد كان، من وجهة نظر ما، سبباً في احتلال الصهاينة لفلسطين.
الاستعمار وتأسيس النظام الصهيوني
وأخيراً، تأسس النظام الإسرائيلي عام 1917 بنفوذ آباء اللوبي الجديد في الغرب وبتصميم الاستعمار البريطاني من خلال هجرة اليهود والصهاينة من مختلف البلدان إلى الأرض الفلسطينية، وتم الإعلان عن وجوده عام 1948. ومنذ ذلك الحين، تم تنفيذ خطط قتل جماعي مختلفة لإبادة الشعب الفلسطيني والاستيلاء على كامل أراضيه.
وفي هذه الأثناء، فإن عدداً من الدول، وعلى رأسها جمهورية إيران الإسلامية، تؤيد بشدة حل النظام الاستعماري الإسرائيلي وعودة اليهود إلى بلدانهم الأصلية. لذلك، من المهم جداً تحديد وتحليل هذه الجذور والجهات الفاعلة بشكل صحيح في التحليل الحقيقي لحرب 7 أكتوبر.
المصدر: pars today