البث المباشر

المهدويون اهل عرفان الحرمة/ظهور السفياني واليماني والتوقيت لظهور المهدي/وحقق الله رجائي

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 14:18 بتوقيت طهران

(الحلقة : 333)

موضوع البرنامج:
المهدويون اهل عرفان الحرمة
ظهور السفياني واليماني والتوقيت لظهور المهدي
وحقق الله رجائي

 

رباه صل على الحبيب المنتظر

وبقية الاطهار صفوتك الغرر

ووليك الموعود ان تمحو الدجى

بضيائه المستور في حجب القدر

هو شمس لطفك لا تغيب وان غدت

خلف السحاب فلطفك الأخفى الأغر

هو نور عدلك قد وعدت بنصره

فانجز له الوعد الصدوق المنتظر

وانعش قلوب الضامئين بعدله

طهر به الأقطار من بغي أشر

هو غوثنا المامول ذي ارواحنا

الجدب يقتلها وتنتظر المطر

الشوق يعتصر العيون لطلعه

نبوية لبهائها سجد القمر

فاكحل نواظرنا اليه بنظرة

تحي القلوب ويستطيب بها البصر


بسم الله وله عظيم الحمد والثناء اذ جعلنا من امة حبيبه سيد الانبياء الهادي المختار صلوات الله وبركاته عليه وآله الاطهار.
السلام عليكم ايها الاطائب ورحمة الله طابت اوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج اخترنا لطلعها ابياتاً رائقة في الدعاء لصاحب الزمان والتشوق له وتعجيل فرجه صلوات الله عليه وهي للأديب الولائي المعاصر الاخ حسين حميد الحائري.
اما الفقرات الاخرى في هذا اللقاء فالتربوية منها تحمل استلهاماً لوصية مهدوية أخرى تحت عنوان: المهدويون اهل عرفان الحرمة
تليها اجابة على سؤال الاخت الكريمة (ام محمد) موضوعه هو: ظهور السفياني واليماني والتوقيت لظهور المهدي
ثم حكاية موثقة اخرى من حكايات الفائزين برؤية الطلعة الرشيدة والعزة الحميدة عنوانها: وحقق الله رجائي
نسأل الله ان يحقق لكم كل ما تاملون وندعوكم أيها الاحبة لمتابعة فقرات حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب)
فكونوا معنا مشكورين والفقرة التالية التي تحمل عنوان:

المهدويون اهل عرفان الحرمة

ايها الاكارم، المتابعون للبرنامج يعلمون باننا خصصنا هذه الفقرة التربوية لاستلهام وصايا مولانا امام العصر من الادعية التي امرنا –ارواحنا فداه- بالتقرب الى الله عزوجل بتلاوتها؛ ومنها الدعاء الجامع الذي يقول –عليه السلام- في مطلعه: "اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة وأكرمنا بالهدى والاستقامة"
وقد استفدنا من هذا المقطع في الحلقتين السابقتين ثلاث وصايا مهدوية للمؤمنين الاولى هي دعوتهم لان يتحلوا باعلى مراتب الاقبال على العمل بالاوامر الالهية وما فيه رضا الله واوليائه المعصومين –عليهم السلام- من الواجبات والمستحبات.
والثانية هي ان يتجنبوا كل ما لا يرضاه الله لعباده الصالحين وما لا يحبه من المعاصي والمكروهات
اما الوصية الثالثة فهي ان يتحلوا بصدق الايمان بالله واليوم الآخر وذلك بالعمل باركان الدين الحق والصبر على الجهاد وما عاهدوا الله عليه وذلك بنية خالصة لله تبارك وتعالى ونية صادقة في نصرة دينه الحق.
والوصية الرابعة التي نستلهمها من هذا الدعاء المهدوي هي ان يتحلى المؤمنون بصفة كريمة اخرى هي (عرفان الحرمة)، فما هو المقصود بها؟
مستمعينا الاطائب، الفرق بين معرفة الحرمة وعرفان الحرمة، هو ان العرفان مرتبة اعلى من مرتبة المعرفة في العلم بالشيء، فالمعرفة بالشيء اذا استقرت في عقل الانسان ثم امتدت منه الى وجدانه صارت عرفاناً بذلك الشيء واثرت بالتالي على سلوكه.
والمعرفة والعرفان كلاهما من جهة الادراك بمعنى واحد، قال الراغب في معجم مفردات القرآن (المعرفة والعرفان ادراك الشيء بتفكر وتدبر لاثره وهو اخص من العلم ويضاده الانكار(
اما من جهة الاثر، فالعرفان اعلى مرتبة كما قدمنا لانه ينقل الحقيقة المعرفية من دائرة التجريد العقلي الى دائرة التاثر الوجداني القلبي بها وبالتالي الى دائرة العمل والسلوك على اساس ما تقتضيه الحقيقة المعرفية.
من هنا فان ما يوصينا به مولانا امام العصر –ارواحنا فداه- في هذه العبارة يتضمن اولاً العلم بالحرمات ومصاديقها وثانياً معرفة آثارها والتدبر في ذلك وثانياً ايصال هذه المعرفة الى القلوب لكي تصبح عرفاناً يجعل سلوك الانسان منسجماً مع حفظ الحرمة وعدم انتهالها.
وهنا يبرز السؤال التالي وهو: ما معنى الحرمة؟ الاجابة تاتيكم من القرآن الكريم والاحاديث الشريفة بعد قليل فابقوا معنا:
مستمعينا الافاضل، لفظ (الحرمة) جاء في الدعاء المهدوي بصيغة مطلقة غير مقيده بشيء، مزينة بالف لام العهد التي تفيد ما يعرف بانه (حرمة) وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في موارد عدة منها قوله عزوجل في الآية ۱۹٤ من سورة البقرة {الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاصٌ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله من المتقين}
وفي هذه الآية اشارة الى حرمة الشهر الحرام بعدم جواز القتال فيها الا رداً على انتهاك المعتدين لحرمته. وقوله (والحرمات قصاص) يشير الى الاقتصاص من منتهك حرمة الحرم الالهي او الشهر الحرام.
وقال تبارك وتعالى في الآية الثلاثين من سورة الحج "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ".
وروي في تفسير كنز الدقائق عن مولانا الامام الكاظم (عليه السلام) انه قال في تفسير هذه الآية: هي ثلاث حرمات واجبة، فمن قطع منها حرمة فقد اشرك بالله: الاولى انتهاك حرمة الله في بيته الحرام، والثانية تعطيل الكتاب [يعني القرآن] والعمل بغيره، والثالثة قطيعة ما اوجب الله عزوجل من فرض مودتنا وطاعتنا.
ايها الاخوة والاخوات، وكما تلاحظون فان القرآن الكريم يامر بتعظيم حرمات الله عزوجل، والحرمة في اللغة هي ما لا يجوز انتهاكها وتجب رعايتها، وقد بين امامنا موسى بن جعفر الكاظم –صلوات الله عليه- في الحديث المتقدم مصاديقها ضمن ثلاثة عناوين رئيسة:
الاول انتهاك حرمة الله في بيته الحرام، اي فعل كل ما يسيء للاماكن المنسوبة لله عزوجل كبيته الحرام والمساجد والبيوت التي اذن الله ان ترفع مثل المشاهد المشرفة الثاني انتهاك حرمة كتاب الله عزوجل بتعطيله والعمل بغيره.
والثالث هو انتهاك حرمة اوليائه عزوجل الذين امر بمودتهم وطاعتهم –صلوات الله عليهم اجمعين- وابرز مصاديق ذلك قطيعتهم والاساءة اليهم.
وعلى ضوء ما تقدم يتضح ان ما يوصينا به امام زماننا المهدي –ارواحنا فداه- في عبارة (وعرفان الحرمة) هو ان نعرف مصاديق الحرمات الالهية المتقدمة معرفة وجدانية قلبية تجعلنا نعظمها ونحترمها ونسعى مجتهدين في حفظها ودفع الاساءة لقدسيتها؛ ففي ذلك كل الخير للمؤمن عند ربه الكريم تبارك وتعالى.
ومن هذه الوصية المباركة نعرف ان الانصار الصادقين للمهدي الموعود –عجل الله فرجه- هم اهل الغيره على المقدسات الالهية يعظمونها كما انهم يتمسكون بحب وطاعة ابرز هذه المقدسات وهما ثقلا الهداية القرآن الكريم واهل بيت النبوة –صلى الله عليهم اجمعين-.
نشكر لكم ايها الاطائب طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) الذي ياتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
ندعوكم الآن الى الفقرة التالية من البرنامج وفيها يعرض زميلنا الاخ عباس الباقري اجوبة النصوص الشريفة على اسئلتكم للبرنامج، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا اهلاُ بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات برنامجكم شمس خلف السحاب.
وصلتنا من الأخت أم محمد رسالة تقول فيها: اذا ظهرت اولى علامات الظهور أي السفياني واليماني هل يجوز لنا أن نقول بالتاريخ الذي سيظهر فيه الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه أم أن ذلك يعد توقيتاً؟ نشكر الأخت ام محمد على هذا السؤال ونشير أولاً الى معنى التوقيت. الأخت أم محمد تعني التوقيت المنهي عنه في الأحاديث الشريفة "كذب الوقاتون"، كثير من الأحاديث الشريفة تنهى المؤمنين أن يوقتوا وقتاً محدداً لظهور الإمام المهدي سلام الله عليه، الأخت على ضوء هذه الأحاديث تسأل يعني هل أن ظهور السفياني واليماني اذا ظهرا يمكن أن نقول إن الإمام المهدي سيظهر؟ بهذا المقدار اخت أم محمد هذا ما جاءت به الرواية فلايُعد من التوقيت المنهي عنه يعني هم اهل البيت سلام الله عليهم أخبرونا بأن سند ظهور السفياني واليماني والخراساني يظهرون في رجب وهذه السنة هي سنة ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه اذن هذا ليس من التوقيت الذي نوقته نحن. بحدود هذا التوقيت او بحدود ما جاءت به الرواية نعم يمكن القول إنها سنة ظهور الإمام المهدي. الحديث الصريح عن الإمام الصادق مروي في عدة من الكتب "إذا إستولى السفياني على الكور الخمس في بلاد الشام يعني خروجه من الوادي اليابس فعدوا له تسعة أشهر" يعني عدوا له تسعة أشهر ويظهر الإمام المهدي وهذا المعنى متكرر في رويات اخرى إضافة الى السفياني هنالك النداء السماوي والصيحة في رمضان الذي يسبق محرم الذي يظهر فيه الإمام المهدي سلام الله عليه. في حدود هذه الرويات وهذا النمط من التوقيت لايدخل في إطار التوقيت المنهي عنه، نعم هنالك قضية مهمة وهي أن العلامات الحتمية قسم منها عندما تذكر الظهور كشرط من شروط الظهور يعني هذه العلامات الحتمية هي في الواقع لايمكننا أن نوقت لوقت هذه العلامة الحتمية يعني أن السفياني سيظهر في السنة الفلانية هذا يكون من التوقيت المنهي عنه بإعتباره ينتهي بالتالي الى ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، ما دمنا لانقول ذلك واذا ظهر السفياني وإطمئننا أنه هو السفياني المذكور او اليماني او الخراساني والروايات نذكر هؤلاء الثلاثة وخروجهم في رجب والمعنى من الخروج ليس ظهور الحركة وإنما الحركة قد تكون سابقة لذلك، الخروج في رجب يشير الى التحرك الأساسي لهم بإتجاه القضية المهدوية وفيما يرتبط بالقضية المهدوية وهذه هي من شروط الظهور ومن العلامات المقارنة للظهور. نحن لانستطيع أن نوقت متى سيظهر السفياني ولاينبغي أن نوقت هذا ايضاً من التوقيت المنهي عنه في الأحاديث الشريفة وأما اذا ظهر السفياني في رجب فإن شاء الله تبارك وتعالى المهدي سلام الله عليه يظهر في محرم بعد ذلك هذا مما لاشك فيه ولايعد من التوقيت المنهي عنه في الأحاديث الشريفة. تبقى نقطة اخيرة ينبغي أن نشير اليها هنا وهي أن التوقيت الدقيق يعني توقيت أيام السنة هذا ورد في الحاديث الشريفة يعني ورد خروجه سلام الله عليه في العاشر من محرم، ورد في سنة فردية. القول بهذا المقدار من المشخصات المميزة لظهور الإمام المهدي هذا ايضاً لايعد من التوقيت المنهي عنه. نشكر الأخت ام محمد على سؤالها الكريم ونشكر الأخوة والأخوات على طيب متابعتهم لفقرات برنامج شمس خلف السحاب، تفضلوا بمتابعة ما تبقى من البرنامج.
اعزاءنا المستمعين، اما الآن فقد حان موعدكم مع حكاية موثقة اخرى من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة ننقلها لكم تحت عنوان:

حقق الله رجائي

مستمعينا الافاضل، حكاية هذه الحلقة ننقلها من كتاب (تكملة آمل الآمل) للرجالي الخبير والفقيه الورع آية الله السيد حسن الصدر، وقد اوردها –رضوان الله عليه- ضمن ترجمته للعلامة الجليل صاحب كتاب المعالم الشيخ حسن بن الشيخ الشهيد زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني –رضوان الله عليه-، وقد كان الشيخ حسن ممن اجمع العلماء على سمو مراتبه في العلم والعمل والورع والتقوى والزهد والاجتهاد في العبادة وقد كان كثير الصدقات عظيم السعي في مساعدة الفقراء ومواساتهم بعيداً عن الزخارف الدنيوية حتى توفاه الله سنة ۱۰۱۱ للهجرة –رضوان الله عليه.
وقد نقل السيد الصدر عن مؤلف كتاب (الدر المنثور) قوله ضمن ترجمته لهذا الشيخ الزاهد:
(وقد سمعت من بعض مشايخنا وغيرهم أنه يعني الشيخ حسن صاحب المعالم لما حد كان يقول لأصحابه: نرجو من الله سبحانه ان نرى صاحب الامر –عليه السلام- فانه يحج في كل سنة فلما وقف بعرفة امر اصحابه ان يخرجوا من الخيمة ليتفرغ لادعية عرفة ويجلسوا خارجا مشغولين (بالدعاء)، فبينما هو جالس اذ دخل عليه رجل لا يعرفه فسلم وجلس. قال الشيخ قدس سره: فهبت منه ولم اقدر على الكلام، فكلمني بكلام وقام، فلما قام وخرج خطر ببالي ما كنت رجوته وقمت سريعا فلم أره، وسالت اصحابي فقالوا: ما رأينا احدا دخل عليك).
ايها الاخوة والاخوات بقي ان نشير ان جملة من العلماء استدلوا بهذه الحادثة ضمن ادلة اخرى كثيرة على امكانية رؤية الامام المهدي –ارواحنا فداه- في غيبته الكبرى. ومسك ختام هذا اللقاء هو عبارات نورانية تاتي في هذا السياق نقتطفها من فطبة غراء لمولانا امير المؤمنين –عليه السلام- رواها المحدث الثقة الجليل الشيخ النعماني في كتاب الغيبة، وجاء فيها اخبار مسبق من مولى الموحدين بغيبة سليله المهدي –عجل الله فرجه-، قال صلوات الله عليه:
)حتى اذا غبا المتغيب من ولدي عن عيون الناس، وماج الناس بفقده اطلعت الفتنة، ونزلت البلية، والتحمت العصبية، وغلا الناس في دينهم، واجمعوا على ان الحجة ذاهبة، والامامة باطلة فورب علي ان حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها داخلة في دورها وقصورها، جوالة في شرق هذه الارض وغربها، تسمع الكلام، وتسلم على الجماعة، ترى ولا ترى الى الوقت والوعد ونداء المنادي من السماء(
وواضحٌ ايها الافاضل ان قوله –عليه السلام- (ترى ولا ترى) يعني مشاهدة الحجة المهدي –ارواحنا فداه- دون معرفة هويته في الحال، وفي ذلك أيضاً اشارة الى غيبته المفاجئة عن الانظار كما ورد في الحكاية المتقدمة وغيرها في الحكايات الموثقة.
وبهذه الاشارة ننهي لقاء اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) استمعتم له من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم وفي امان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة