وفي لقاء مع برنامج "لقاء اليوم" لقناة الجزيرة ، قلل لاريجاني من قدرة وقوة الولايات المتحدة، وقال إن هذه الدولة فقدت الكثير من مكانتها وقوتها في العالم، ولم تعد هي ذاتها التي عرفها العالم بالسابق.
وشدد على أن واشنطن تدرك أن ليس كل ما تريده يتحقق على أرض الواقع، وقال إنها حاولت منذ الإطاحة بنظام شاه إيران تحطيم الجمهورية الإيرانية الإسلامية، ولجأت إلى التغرير بالرئيس العراقي المقبور صدام حسين لمهاجمة إيران وافتعال حرب معها، ومع ذلك لم تنجح الخطط الأمريكية وبقيت إيران صامدة.
ورفض لاريجاني كل الاتهامات الموجهة إلى بلاده بالتدخل في شؤون المنطقة، وأكد أن إيران استجابت لمطالب الحكومة السورية لمساعدتها في القضاء على الجماعات "الإرهابية" التي كان لواشنطن دور كبير بخلقها ودعمها، وهو أمر تكرر مع العراق بعد تعرضه للغزو الأمريكي.
كما شدد على رفض بلاده الشديد المطالب الأمريكية بالتخلي عن البرنامج الصاروخي البالستي، وقال إن إيران لجأت إلى تطوير قوتها الصاروخية للدفاع عن نفسها، بعد أن شن صدام حربا ضدها ولم تجد من يزودها بالصواريخ للرد على الصواريخ العراقية، ولذلك فهي لن تتخلى الآن عن وسيلتها للدفاع عن نفسها، معربا عن قناعته بأن هذه الصواريخ هي أساس العداء الأمريكي لها.
وبشأن التهديد بتشديد الحظر الأمريكي على إيران وصولا إلى منع تام لتصدير النفط، أكد لاريجاني أن النفط في بلاده يشكل 20% فقط من ميزانية طهران العامة، وأن إيران العظمى لن يكسرها الحظر الأمريكي، واشار الى تراجع الوضع الاقتصادي في بلاده حاليا مؤكدا أن هذا التراجع ليس ناجما عن الحظر الأمريكي فقط، وأن هناك عوامل أخرى ساهمت بهذا الأمر.
وانتقد لاريجاني الموقف الأوروبي من الحظر الأمريكي واصفا إياه بالمتردد، ومؤكدا في الوقت ذاته أن أوروبا بانصياعها للحظر الأمريكي هي التي ستخسر السوق الإيراني الكبير وليس العكس، وأشار إلى أن إيران لديها أسواق كبرى في الصين وتركيا وغيرها من الدول.
لولا السعودية لما وقعت الحرب باليمن
ونفى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن تكون طهران طلبت من العراق التوسط لدى السعودية، لبحث وتسوية الأمور الخلافية بين البلدين، ووصف هذه المزاعم بأنها عارية عن الصحة.
وقال إن السعودية هي التي أوصلت الوضع باليمن لما هو عليه، مشيرا إلى أن مشكلة اليمن بدأت منذ عهد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حيث نشأت الأزمة بين نظامه وانصار الله.
وأضاف لاريجاني أن صالح أخبره شخصيا خلال أحد اللقاءات بأنه يريد إنهاء الأزمة مع انصار الله، وأنه يريد تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو الأمر الذي استحسنته طهران ورأت أنه كفيل بإنهاء التوتر السياسي في اليمن آنذاك، غير أن الرياض -حسب لاريحاني- منعت صالح من المضي قدما بخططه، وهو ما أوصل اليمن لما وصل إليه اليوم.
وتحدث رئيس مجلس الشورى الإيراني عن قصف الطائرات السعودية المواطنين اليمنيين وإيقاع الضحايا في صفوفهم.
سوريا وروسيا وإسرائيل
وفي شأن آخر، أكد لاريجاني أنه لا خلاف بين طهران وموسكو في سوريا، مشددا على أن طهران تثق بنوايا روسيا في محاربة الجماعات الإرهابية بسوريا على عكس واشنطن.
وفيما يتعلق بموقف إيران من العلاقة الروسية الإسرائيلية القوية، أكد لاريجاني أن بلاده تقيم علاقاتها الخارجية مع الدول بناء على مصالحها دون أن تفرض مواقفها مع الأطراف الأخرى على أصدقائها.
ونفى لاريجاني ما تردد عن استجابة إيران لمطالب روسية بسحب القوات الإيرانية مسافة 80 كلم عن حدود الجولان بناء على طلب إسرائيل، مشددا على أنه لا وجود لقواعد إيرانية بسوريا، وأن إيران تتحرك بسوريا بناء على طلب الحكومة السورية في سياق محاربة الجماعات الإرهابية.
كما نفى وجود قواعد عسكرية إيرانية بسوريا تم استهدافها من قبل إسرائيل، وقال إن إسرائيل تعرف أن إيران ترد دائما على أي استهداف إسرائيلي لأهداف إيرانية داخل سوريا.