وقال أمير سعيد إيرواني، سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم الجمعة بالتوقيت المحلي في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن "الوضع في أفغانستان": لا تزال أفغانستان تواجه أزمات اقتصادية وإنسانية حادة، تفاقمت بسبب الانخفاض الكبير في المساعدات الدولية. ويؤثر مثل هذا الوضع على كثير من الافراد، وخاصة النساء والأطفال.
واضاف: يقدر تقرير الأمين العام (S/2024/469) أن 23.7 مليون أفغاني سيحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في عام 2024. ومع ذلك، حتى 15 مايو/آيار، تم جمع 16.2% فقط من 3.06 مليار دولار اللازمة لمساعدة 17.3 مليون شخص. ويؤثر عدم الاستقرار هذا على الدول المجاورة ويسلط الضوء على الحاجة إلى التعاون والتفاعل الإقليمي والدولي.
وتابع: لا تزال إيران ملتزمة بدعم أفغانستان، وعلى الرغم من العقوبات، فانه خلال الأوقات الحرجة والتحديات التي يواجهها الشعب الأفغاني، أبقت حدودها مفتوحة أمام اللاجئين والنازحين الأفغان، واستوعبت أكثر من ستة ملايين أفغاني بتكلفة سنوية قدرها 10 مليارات دولار. قدمت إيران التعليم لـ 700 ألف طالب أفغاني يعيشون فيها.
واضاف ايرواني: من أجل تعزيز السلام والاستقرار وتقوية الاقتصاد الأفغاني أيضًا، تواصل إيران علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع أفغانستان وتركز على مشاريع مثل ميناء تشابهار (جنوب شرق ايران) والسكك الحديدية والزراعة البديلة للحد من إنتاج المخدرات (في أفغانستان).
وقال: مع ذلك، تواجه إيران تحديات كبيرة مثل الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات وتطالب بمزيد من الدعم الدولي. وفي العام الماضي، ضبطت إيران أكثر من ألف طن من المخدرات الأفغانية، وفقد العديد من قوات الأمن الإيرانية حياتهم (في مواجهة عصابات تهريب المخدرات).
واردف: نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن العقوبات غير القانونية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية ونقص المساعدات الدولية، لا تستطيع إيران وحدها إدارة تدفق اللاجئين الأفغان والمخدرات، مما يؤثر على المنطقة بأكملها. يشعر عامة الناس في إيران بخيبة أمل بسبب نقص الدعم الدولي في إدارة أزمة اللاجئين وتهريب المخدرات.
واكد بانه ينبغي للمجتمع الدولي أن يقدم دعماً سريعاً وكافياً ومستمراً للدول المضيفة مثل إيران، واضاف: لا تزال التهديدات الإرهابية القادمة من داخل أفغانستان تثير قلقا كبيرا، وتشكك إيران في قدرة السلطة الحاكمة في افغانستان على مواجهة هذه التهديدات.
وتابع: مع ذلك، فإن استمرار المشاركة الدولية مع السلطة الحاكمة أمر ضروري لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين. وتشارك إيران بنشاط في المبادرات الإقليمية الرامية إلى تشجيع الحوار مع أفغانستان، مثل الاجتماعات الوزارية للدول المجاورة وصيغة موسكو.
واكد بان ايران تؤيد مبادرة باكستان لعقد اجتماعات لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان، وقد عقدت أربع جولات من هذه الاجتماعات ومن المقرر عقد الجولة الخامسة في عشق أباد. وبمبادرة من إيران، تم تشكيل مجموعة اتصال إقليمية تضم ممثلين عن إيران وباكستان والصين وروسيا. وقد عُقدت حتى الآن جولتان من هذه الاجتماعات.
واضاف: في الاجتماع الثاني الذي عقد في طهران يوم 8 يونيو، أعرب المشاركون عن قلقهم العميق بشأن الوضع في أفغانستان، وخاصة التهديدات الإرهابية المدعومة من الخارج والتي تؤثر على جيرانها ومناطقهم. وشددوا على مسؤولية السلطات المؤقتة في أفغانستان في التصدي للإرهاب.
وأشار الى سعي إيران لمواجهة التطرف والإرهاب والتخلف التنموي في أفغانستان وتعلن استعدادها للعب دور فعال في إعادة إعمارها، وترحب بالجولة المقبلة من عملية الدوحة المقرر إجراؤها في 30 حزيران/يونيو والأول من تموز/يوليو 2024.
وقال: تعترف إيران بالدور الحيوي الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان في تعزيز السلام والاستقرار في أفغانستان وتدعم جهود الممثل الخاص للأمين العام. وخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الممثل الخاص للأمين العام إلى طهران في 11 مايو 2024، ركزت المحادثات على مساعدة شعب أفغانستان وتعزيز السلام والاستقرار.
وأضاف: أود أن أؤكد مجددا أن المساعدات الإنسانية لأفغانستان يجب أن تظل محايدة وغير مشروطة. وأي تسييس للمساعدات سيضر بشعب أفغانستان.
وختم حديثه قائلاً: لذلك، ينبغي إعادة الأصول المجمدة دون قيد أو شرط، ويجب ألا تكون العقوبات عائقا أمام جهود التعافي الاقتصادي. ويتعين على الدول الغربية، التي احتلت أفغانستان لأكثر من عشرين عاماً، أن تفي بالتزاماتها في إعادة بناء هذا البلد ومحاربة الإرهاب.