البث المباشر

المستضعفون وشفاعة رجال الاعراف حوار مع الشيخ محمد السند حول لقاء رسول الله في الجنان قد أجيبت الدعوة ونحن في سفر

الأحد 7 إبريل 2019 - 08:14 بتوقيت طهران

الحلقة 120

بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد في الاخرة والاولى والصلاة والسلام على امناء دار الفناء وشفعاء دار البقاء محمد وآله الاصفياء.
السلام عليكم ايها الاحباء ورحمة الله تحية طيبة نستهل بها في حلقة أخرى من هذا البرنامج، آملين ان تقضوا وقتاً طيباً مع فقراته وهي: 
- عقائدية عنوانها: المستضعفون وشفاعة رجال الاعراف 
- وإجابة من الشيخ محمد السند عن سؤال بشأن لقاء رسول الله في الجنان 
- وحكاية عنوانها: قد أجيبت الدعوة 
- وأدبية عنوانها: ونحن في سفر 

*******

إذن نبدأ جولة هذا اللقاء بالفقرة الاولى وهي كما تعلمون عقائدية عنوانها هو: 

المستضعفون وشفاعة رجال الاعراف

عرضنا في الحلقة السابقة من البرنامج الافاضل للآيات الكريمة التي تحدثت عن رجال الاعراف، وهي اربع عشرة أية من سورة الاعراف من الآية الاربعبن الى الرابعة والخمسين. 
وقد عرفنا منها ان المستفاد منها هو ان موقف الاعراف من مواقف القيامة المهمة التي ينبغي للانسان ان يستعد لها بما يؤهله للفوز بالنجاة فيها والذي تصرح به الاحاديث الشريفة الاكارم هو ان النجاة في هذا الموقف مرهونة بمعرفة اهل كل زمان للامام المنصوب من قبل الله عزوجل والمفروض عليهم طاعته وبالنسبة للامة المحمدية معرفة محمد وآله عليهم السلام ومودتهم واجتناب جحود امامتهم التي نصت عليها محكمات القرآن الكريم وصحاح الاحاديث النبوية.
والحقيقة المتقدمة هدتنا اليها اعزاءنا كثير من الاحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين كحديث: «علي قسيم الجنة والنار»المروي في كثير من مصادر الفريقين.
وقد روى من حفاظ اهل السنة ابن شيبة في مصنفه عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يا علي كأني بك يوم القيامة تسوق قوماً الى الجنة وآخرين الى النار.
وفي احتجاج الطبرسي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: نحن اصحاب الاعراف نعرف انصارنا بسيماهم ونحن الاعراف يوم القيامة بين الجنة والنار ولا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من انكرنا وأنكرناه، وذلك بأن الله عزوجل جعلنا ابوابه وصراطه وبابه الذي يؤتى منه فقال فيمن عدل عن ولايتنا وفضل علينا غيرنا: فانهم عن الصراط لناكون. 
والاحاديث الشريفة في هذا المجال كثيرة للغاية في مصادرنا الحديثية المعتبرة ويجمل مضمونها حديث الامام الصادق (عليه السلام) في تفسير آيات رجال الاعراف ننقله لكم بعد قليل. 
روي في تفسير التبيان للشيخ الطوسي عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال في تفسير آيات رجال الاعراف: الاعراف كثبان بين الجنة والنار فيوقف عليها كل نبي وكل خليفة نبي مع المذنبين من اهل زمانه كما يُوقف قائد الجيش مع الضعفاء من جنده وقد سبق المحسنون الى الجنة.
فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه: انظروا الى اخوانكم المحسنين قد سبقوا الى الجنة فيسلم المذنبون عليهم وذلك قوله عزوجل: «وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ» ثم أخبر تعالى: انهم يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ؛ يعني هؤلاء المذنبين لم يدخلون الجنة وهو يطمعون ان يدخلهم الله اياها بشفاعة النبي والامام.
ثم قال مولانا الصادق (عليه السلام) وينظر هؤلاء المذنبون الى اهل النار فيقولون: «رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»، ثم ينادي اصحاب الاعراف وهم الانبياء والخلفاء اهل النار مقرعين لهم «وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ، أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ»، يعني هؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحتقرونهم وتستطيلون بدنياكم عليهم، ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن امر الله لهم بذلك «ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ».
وعندما نتدبر في هذا الحديث الشريف نتوصل الى ثلاث حقائق اساسية فيما يرتبط بموقف الاعراف يوم القيامة: 
الاولى: هي ان رجال الاعراف هم حجج الله على خلقه ونجاة الناجين يوم القيامة مرهونة بمعرفتهم، فينبغي ان نكون من اهل المعرفة بأئمتنا المتورعين عن جحود إمامتهم وإنكارهم لكي نكون من الناجين في ذلك الموقف.
والثانية: هي انهم عليهم السلام وفي هذا الموقف بالذات يشفعون لطائفة من المستضعفين في الدين الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم لكنهم أقروا بالعقائد الحقة وهؤلاء هم الذين عنتهم بهض الاحاديث الشريفة ووصفتهم بأنهم أصحاب الاعراف والمراد بهذا الوصف الذين يشفع لهم رجال الاعراف.
وأما الحقيقة الثالثة: أعزاءنا فهي ان لمعرفة اهل كل زمان لأمام زمانهم بالذات خصوصية خاصة في هذا الموقف لأنه هو المأمور من قبل الله تبارك وتعالى بالشفاعة لاهل عصره في ذلك الموقف. 

*******

وقد حان الآن موعدكم مع خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند وهو يجيب عن اسئلتكم للبرنامج في الاتصال الهاتفي التالي نستمع معاً: 

لقاء رسول الله في الجنان

المحاور: شكراً لكم احبائنا على طيب متابعتكم لفقرات برنامج "عوالم ومنازل"، معنا مشكوراً الى خط الهاتف خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند للاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ الاخ حميد مقيم في كندا يقول سؤال تردد في ذهني منذ فترة طويلة لم استطع العثور على جواب مقنع له، يقول وجدت في كثير من الاحاديث ان المعصومين عليهم السلام يقولون من فعل الفعل الفلاني او ثبت على الايمان في عصر الغيبة ونظائر ذلك تكون له درجة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله في الجنة فكيف يمكن ذلك، وكيف ينسجم ذلك مع العدل الالهي مع ان النبي الاكرم صلى الله عليه وآله هو اكرم الخلق على الله تبارك وتعالى وبالتالي فينبغي ان يكون جزاءه اعلى من الاخرين؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، المتراءة من تفسير هذا التعبير الوارد في الروايات كثيراً ان هناك بعض الاعمال من خاصيتها، مثلاً ان هناك بعض من كان عصر النبي صلى الله عليه وآله وطلب من رسول الله ان يكون معه، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: اعنّي بطول السجود، المقصود ان من يريد ان يحضى بلقاء النبي في الجنة وهي دار اكثر قراراً واستقراراً من هذه الدار الزائلة، لان الجنان درجات واقسام وانواع فمن يريد ان يكون هناك بينه وبين النبي لقاء بحسب الجسم الاخروي في دار الجنان يفعل تلك الافعال، وذلك لا يدل على ان كل مقامات النبي صلى الله عليه وآله الروحية والمعنوية والنورية والذكرية يستطيع ان يلحق النبي لاحق، كما ورد في زيارة الجامعة وصف النبي وعترته ولا يدرك في ادراكهم طامع ولا يلحقهم لاحق، انما المراد الاجتماع الجسماني بمعنى فرصة اللقاء الجسماني في دار الاخرة وبنوع من الاشتراك في درجة من الدرجات ونوع من الاشتراك في احد المقامات الاخروية، هذا المقدار من توفر فرصة لقاء النبي صلى الله عليه وآله والحظوة بذلك، لا يحظو بها انسان الا اذا فعل ذلك الفعل الفلاني او ما شابه ذلك، مثلاً لدينا المحشر عن لقاء النبي صلى الله عليه وآله او لقاء آل بيته او لقاء الحسين عليهم السلام، عندنا روايات من كانت لهم صلة خاصة وعلاقة خاصة بعزاء سيد الشهداء بالبكاء وبالمجالس فيه وردت روايات متعددة ان اولئك يحظون او بعض الافعال ومكارم الاخلاق الابية والنبيلة التي لا تهادن على الظلم وما شابه ذلك، يحظى الانسان ببعض الصفات التي كانت في سيد الشهداء اذا اقتدى بها الانسان يحظى برؤية وجه سيد الشهداء في عرصات يوم القيامة حتى انه ينادى ببعض اهل الجنة انه قد فتحت ابوابها فهلموا ادخلوا يقولون اننا نحن منشغلون برؤية وجه الحسين عن الدخول الى الجنة، هناك بعض المضامين واردة، فهذه الفرص من لقاء المعصومين عليهم السلام سواء في عرصات يوم القيامة او في المحشر او في الجنان هذه نوع من المعنية او نوع من الشراكة بالمقام والدرجة ولكن الجسمانية طبعاً، وهذه نحو حظوة وشرف وفضيلة، وربما هناك في الجنان من لا يحظون بلقاء النبي صلى الله عليه وآله، وانما يرون بعض اشعة نوره من بعد او ما شابه ذلك، او يسمعونه من بعد بخلاف من يحظى، وهناك ايضاً بين من يحظى هناك اختلاف في الدرجات، هناك من يحظى برؤية النبي صلى الله عليه وآله ربما كثيراً في الجنان وهناك من يحظى قليلاً ونادراً، فهذه كلها درجات وطبقات في الحقيقة، لا يعني المعية معه صلى الله عليه وآله في كل مقاماته الروحية والمعنية والقلبية والنورية والعقلية وما شابه ذلك، وانما المقصود منها هذا المقدار من الشراكة، لان الجنة هي تعكس المقام الجسماني، في الواقع هذا شاهد آخر المقصود منه هو بين جنة هذا المؤمن الصالح مع جنان النبي صلى الله عليه وآله هناك نافذ وهناك واصل وهناك باب ينفتح عليه وبه الى لقاء النبي صلى الله عليه، هذا هو المراد من هذه الروايات.
المحاور: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ محمد السند على هذه التوضيحات، وشكراً لاحبائنا وهم يتابعون ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل.

*******

اما الن احباءنا فننقلكم الى اجواء حكايات اهل الاعتبار وحكاية روتها عدة من المصادر المعتبرة إخترنا لها العنوان التالي: 

قد أجيبت الدعوة

نقل العالم الحنفي الخطيب سبط ابن الجوزي في كتابه المشهور تذكرة الخواص، عن المؤرخ المعروف ابن ابي الدنيا أن رجلاً رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منامه وهو يقول له:
إمض الى فلان المجوسي وقل له: قد أُجيبت الدعوة! 
ولما استيقظ الرجل من منامه تحير في أمره، وامتنع من أداء هذه الرسالة خشية من أن يظن المجوسي وكان ثرياً أنه يسعى الى إستجدائه بأختراع مثل هذه القصة. 
ولكن الرجل لم يستطع أن يصمد في موقفه الممتنع هذا لأن تلك الرؤيا تكررت عليه ثلاث مرات فلم يجد بداً من تبليغ الرسالة.
ذهب الرجل الى المجوسي وأخبره برؤياه، فقال المجوسي: اشهد ان لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله.
ولم يكن الرجل يتوقع مثل هذا الموقف وبقي في حيرة لا يعرف سر إسلام المجوسي فور سماعه بخبر رؤياه. 
وإزداد حيرته وهو يرى المجوسي يدعو اهله وأصحابه ويقول لهم: إنني كنت في ضلالة وقد إهتديت الى الحق، فأسلموا معي فمن أسلم فما في يده له ومن أبى فلينزع عما لي عنده فأسلم قومه!
ولم تطل كثيراً حيرة الرجل صاحب الرؤيا ومبلغ الرسالة، فقد اليه المجوسي بعد ذلك وقال له: أتدري مالدعوة التي عناها رسول الله؟ 
أجاب الرجل: لا والله وأنا اريد أن اسألك عنها. 
فقال: لما زوجت ابنتي صنعت طعاماً ودعوت الناس فأجابوا وكان الى جنب دارنا منزل شريفات من ذرية النبي فقيرات لا مال لهن فسمعت صبية منهم تقول لامها: يا أماه قد آذانا هذا المجوسي برائحة طعامه ... فأرسلت اليهن بطعام كثير وكسوة ودنانير للجميع فلما نظروا الى ذلك قالت الصبية للباقيات: والله لا نأكل حتى ندعو له فرفعن أيديهن وقلن: حشرك الله مع جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتلك الدعوة التي أجيبت!! 

*******


أعزاءنا والفقرة الختامية في برنامج عوالم ومنازل هي ادبية وأبيات من شعر الحكمة وضعنا لها العنوان التالي: 

ونحن في سفر

اعزاءنا، اخترنا لكم ابياتا ً بليغة في بيان حقيقة الدنيا من انشاء العالم الزاهد ولد الشيخ البهائي الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني قال رضوان الله عليه في قصيدته الميمية التي عارض بها قصيدة البردة المشهورة: 

إن الحياة منام والمآل بنا

الى انتباه وآت ٍ مثل منعدم

ونحن في سفرٍ نمضي الى حفرٍ

فكل آن لنا قرب من العدم ِ

والموت يشملنا والحشر يجمعنا

وبالتقى الفخر لا بالمال والحشم ِ

ثم بين اديبنا العالم الحارثي رحمه اله سبيل الفوز في عالم الدنيا فيقول: 

صُن بالتعفف عزّ النفس مجتهداً

فالنفس أغلى من الدنيا لذي الهمم

وأغضض عيونك عن عيب الانام

وكن بعيب نفسك مشغولاً عن اللمم

جاز المسئ باحسان لتملكه

وكن كعود يفوح الطيب في الضرم

إن الاقامة في ارض تُضام بها

والارض واسعة ذل فلا تُقم

ولا كمال بدار لا بقاء لها

فيالها قسمة من أعدل القسم

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة