البث المباشر

رحمة وتسع وتسعون رحمة حوار مع الشيخ محمد السند حول أدلة المعاد والحياة الاخرى من مشاهد الحساب الالهي الدنيا والحياة في شعر ابن سينا

الأحد 7 إبريل 2019 - 08:08 بتوقيت طهران

الحلقة 118

بسم الله وله الحمد أرحم الراحمين وأشفع الشافعين، والصالة والسلام على نوره المبين محمد الامين وآله الطاهرين.
أهلا ً بكم في الحلقة اخرى من برنامج عوالم ومنازل يسرنا ان نلتقيكم فيها وفقرات منوعة هي: 
- روائية عنوانها: رحمة وتسع وتسعون رحمة 
- وأجابة من خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند عن سؤال بشأن أدلة المعاد والحياة الاخرى 
- وفقرة لاحقة عنوانها: من مشاهد الحساب الالهي 
- وأخيراً فقرة أدبية عنوانها: الدنيا والحياة في شعر ابن سينا 

*******

لنبدأ على بركة الله ايها الاخوة والاخوات جولة هذا اللقاء من برنامج عوالم ومنازل بالفقرة الاولى وهي عقائدية تربوية عن سبل الفوز بشفاعة الاولياء عنوانها هو: 

رحمة وتسع وتسعون رحمة

تعرفنا في الحلقات السابقة على مجموعة من العوامل التي تفتح أمام الانسان أبواب الفوز بالشفاعة المحمدية يوم القيامة ومحور هذه العوامل هي المودة الصادقة لمحمد وآله عليهم أفضل الصلاة والسلام، فهي مفتاح كل خير. 
ومن هذه الوسائل ما عرفنا به النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) في الحديث الشريف المروي في كثير من المصادر منها الامالي الشجرية أنه قال: من قال حين سمع النداء [يعني الاذان] «اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته» الا حلت له الشفاعة يوم القيامة. 
أما بالنسبة للمؤمنين فأهم وسيلة للفوز بشفاعتهم فهو الاحسان إليهم وخدمتهم وصنع المعروف لهم. 
وهذا ما عرفنا به النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) في الحديث الذي أسنده اليه الحاقظ ابن الشجري في أماليه في تفسير قوله تعالى: «يُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ»، قال (صلى الله عليه وآله): أجورهم يدخلهم الجنة، وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ [هي] الشفاعة لمن وجبت له الشفاعة لمن صنع إليهم المعروف في الدنيا.
ومن الوسائل المهمة للفوز بالشفاعة المحمدية إكرام وتوقير الذرية النبوية، وقد رويت من طرق الفريقين أحاديث كثيرة في ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). 
وقد لخصها الفقيه المالكي ابن الصباغ في كتابه القيم الفصول المهمة حيث قال: وقد روي عن النبي قوله: من أراد التوسل الي وان يكون له عندي يدٌ أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم.
وكذلك الحال الافاضل مع إكرام الشيعة الصادقين لمحمد وآله (عليه وعليهم السلام) والاحسان اليهم بسبب إنتسابهم اليهم (عليهم السلام).
أجل، أعزاءنا وهذا ما صرحت به كثير من الاحاديث الشريفة المروية في مصادرنا الروائية المعتبرة وقد جمع عدداً كبيراً منها العلامة المجلسي في كتاب البحار، نكتفي منها بالحديث التالي المروي عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الله رحيم بعباده ومن رحمته أنه خلق مائة رحمة، جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم فيها يتراحم الناس وترحم الوالدة ولدها، وتُحنن الامهات من الحيوانات على اولادها. 
فاذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة الى تسع وتسعين رحمة فيرحم بها أمة محمد (صلى الله عليه وآله).
ثم يشفعهم فيمن يحبون لهم الشفاعة من أهل الملة، حتى ان الواحد يجئ الى مؤمن الشيعة فيقول: إشفع لي.
فيقول [في جوابه]: وأي حق لك علي؟ 
فيقول: سقيتك يوماً ماءً.
فيذكر [المؤمن] ذلك، فيشفع له فيُشفع فيه [أي يقبل الله شفاعته].
ويجيئه آخر فيقول [له]: إستضللت بظل جداري ساعة في يوم حار.
فيشفع [ المؤمن] له فيشفع فيه.
ولا يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه وخلطائه ومعارفه.
ثم ختم أمير المؤمنين (عليه السلام) حديثه بالقول: فإن المؤمن اكرم على الله مما تظنون. 

*******

وقد حان الآن موعدكم مع الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج فلنستمع معاً للاتصال الهاتفي التالي الذي أجراه زميلنا مع خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند:

أدلة المعاد والحياة الاخرى

المحاور: السلام عليكم احبائنا وسلام على خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند، سماحة الشيخ الاخت امل عايد عبر البريد الالكتروني بعثت برسالة تسأل فيها عن السبيل الى اقناع من لا يقتنع بالدليل القرآني على اثبات المعاد حيث انه لا يؤمن بالقرآن وليس مسلماً؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة وجوه الادلة في المعاد هي مختلفة ومتنوعة ومتعددة، فمن يثار معه هذا الحوار ان كان معتقداً بالتوحيد على اقل التقادير يبحث معه عن صفات الله تعالى وعدله وحكمته وهيمنته وقدرته، وبالتالي فان يوم الجزاء والمعاد هي عبارة عن مقام ومجازات ومقام واثابة وغاية هادفة، والقرآن الكريم في جملة من بياناته للمعاد ينبه على ادلة برهانية عقلية بغض النظر عمن يعتقد او لا يعتقد بالقرآن الكريم ككتاب سماوي نازل على البشر، مثلاً أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ، وما خلقنا السماوات والارض باطل، اذن القرآن الكريم يشير الى براهين بان هذا الفعل الجبار من الباري تعالى ما الهدف والحكمة منه، ان لم تكن له غاية دائماً الفعل العبثي او اللعب هو الذي لا غاية للفاعل من فعله، فمثل هذا الصرح العظيم من الفعل لابد ان تكون غاية جداً اكبر من هذا الفعل، ودوماً الفعل يكون معد ومقدمة ومهيء للغاية، واي فاعل لا يفعل فعله لغاية يتوخى الوصول اليها، ذلك الفعل يكون عبث ولعب وليس به فعل حكيم، فاذن مقتضى حكمة الباري تعالى من يعتقد بالتوحيد وبصفات الله عز وجل الكاملة العظيمة من الحكمة والعدل وما شابه ذلك، اذن لابد هناك من غاية لهذه الافعال الالهية من خلق البشر من ارسال الرسل، بغض النظر عن خصوصيات الرسل صلوات الله عليهم، عموم سلسلة الانبياء والرسل والناطقين عن السماء والاوصياء، فبالتالي اذن هناك نحو من البرنامج الالهي الذي ستكون جدولة نتائج وجدولة آثار وجدولة محاسبة بالتالي، فهذه هي معنى الاولي لمفهوم الحكمة ونفي اللعب، اذا كان الفاعل بفعل يسير وهو ذو حكمة يسيرة نراه يهدف من فعله غاية معينة، وان كان الفاعل مستغني عن تلك الغاية ولكن فعله يجعله غائياً ينحو نحو غاية تتناسب مع قدرة وحكمة ذلك الفاعل، فمثل هذا الخلق والخلائق والمخلوقات الجبارة التي خلقها الله عز وجل من هذه السماء المبنية والارض المدحية والافلاك وسلسلة الاجيال المخلوقات من انواع مختلفة، اذن هناك غاية كبيرة جداً في الواقع يحظر لها الباري تعالى والذي نحن في صدده، هذه بيانات وهناك بيانات اخرى قرآنية في الحقيقة تعتمد على الدليل العقلي نبه عليها كثيراً القرآن الكريم.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا ونترككم تتابعون ما تبقى من البرنامج.

*******

نشكر لكم أحباءنا طيب الاستماع لهذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل وننقلكم الآن الى فقرة روائية قصيرة ومؤثرة عنوانها هو: 

من مشاهد الحساب الالهي

روي الشيخ العارف الزاهد ابن فهد الحلي في كتابه القيم عدة الداعي أن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) قال للمفضل بن صالح: يا مفضل لن لله عباداً عاملوه بخالص من سره فعاملهم [الله] بخالص من بره. 
وهؤلاء الاكارم هم الذين أخلصوا أعمالهم حتى لو كانت قليلة لله عزوجل بمعنى انهم طهّروا من مختلف شوائب الرياء وغيره، أي انهم لم يبتغوا بأعمالهم سوى رضا الله عزوجل ولم يلوثوها بالسمعة وإبتغاء مدح الناس لهم والحصول على الوجاهة عندهم. 
وهؤلاء يخصهم الله جلّت آلاؤه بنوع من البر والتكريم الخاص يبين الامام الصادق أحد مصاديقه يوم القيامة حيث يقول في تتمة حديثه المتقدم: فهم الذين تمر صحفهم يوم القيامة فُرغاً، فاذا وقفوا بين يديه ملأها من سر ما أسروا إليه.
وهنا سأل الراوي عن علة عدم إطلاع الله جلت حكمته للأخرين حتى الملائكة على ما في صحف هؤلاء فقال (عليهم السلام) في الجواب: أجلهم الله أن تطلع الحفظة على ما بينه وبينهم. 
وروي أنه قيل لأعرابي: ان الله محاسبك غداً. 
فقال: سررتني يا هذا اذن؛ ان الكريم إذا حاسب تفضل! 

*******

سجل ديوان الشعر العربي مجموعة من القصائد والمقطوعات الشعرية للحكيم الشهير أبو علي سينا لخص فيها أهم الحقائق المعرفية التي توصل إليها في تجربته الفلسفية العميقة. إخترنا لكم نماذج منها في الفقرة التالية وعنوانها هو: 

الدنيا والحياة في شعر ابن سينا

إخترنا لكم ايها الاخوة والاخوات في هذه الفقرة أبياتاً بليغة ومؤثرة في الموعظة وبيان حقيقة الدنيا وهي للحكيم الشهير ابو علي بن سينا، قال (رحمه الله) في بعض مخاطباته الوجدانية: 

أما اصبحت عن ليل التصابي

وقد أصبحت عن ليل الشباب

تنفس في عذارك صبح شيب

وعسعس ليله فكم التصابي؟

كذا دنياك ترأب لانصداع ٍ

مغايظة وتُبنى للخراب

عرفت عقوقها فسلوت عنها

فلما عفتها أغريتها بي

وقال الحكيم ابن سينا (رحمه الله) في موعظة شرعية أخرى بشأن طريق النجاة وإكتساب المعرفة النافعة: 

هذب النفس بالعلوم لترقى

وخذ الكل فهي للكل بيت

إنما النفس كالزجاجة و العلم

ضياء وحكمة الله زيت

فاذا أشرقت فانك حيٌ

وإذا اظلمت فإنك ميت

وأخيراً الافاضل نقرأ لكم الابيات الاربعة التالية التي يلخص فيها ابن سيتا تجربته الذاتية والفلسفية فيقول: 

رضيت من الدنيا بقوت ٍ وشملة ٍ

وشربة ماء ٍ كوزه متكسرُ

فقل لبني الدنيا إعزلوا من أردتم

وولوا وخلوني من البعد أنظرُ

فمن ملك الدنيا إعزلوا خراجها

إليه، فلا ذلك الامير المؤمَّر

بأهنأ مني عيشة ٍ لو عرفتم ُ

ولكن أسير الحرص عن ذاك أعور

الى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة