البث المباشر

عقائدية روائية عنوانها: شفعاء وسعادة سرمدية حوار مع الشيخ محمد السند حول لقاء الله ظلامات وظلمات وهي تشتمل على حكايتين أبواب المغفرة

السبت 6 إبريل 2019 - 10:35 بتوقيت طهران

الحلقة 117

وله الحمد بارئ الخلائق اجمعين والصلاة والسلام على خير النبيين محمد وآله الطيبين.
السلام عليكم ورحمة الله أعزاءنا تحية مباركة طيبة وأهلاً بكم في برنامج عوالم ومنازل نكون معكم فيها على بركة الله والفقرات التالية: 
- عقائدية روائية عنوانها شفعاء وسعادة سرمدية 
- وإجابة خبير البرنامج الشيخ محمد السند عن سؤال بشأن لقاء الله 
- وفقرة عنوانها ظلامات وظلمات وهي تشتمل على حكايتين 
- والفقرة الختامية أدبية عنوانها أبواب المغفرة 

*******

اذن لنبدأ الجولة بعون الله بالفقرة الاولى وقد وضعنا لها عنواناً هو: 

شفعاء وسعادة سرمدية

نخصص هذه الفقرة اعزاءنا لباقة من الاحاديث الشريفة تعرفنا بمجموعة من الشفعاء الذين يقولون انقاذ الانسان من اهوال القيامة وإيصاله الى رفيع الدرجات في الجنة. 
اولهما ما روي عن حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) في بحار الانوار انه قال: 
الشفعاء خمسة: القرآن والرحم والامانة ونبيكم وأهل بيت نبيكم. 
وعنه صلى الله عليه وآله في مسند ابن حنبل قال: تعلموا القرآن فأنه شافع يوم القيامة.
وفي نهج البلاغة قال الوصي (عليه السلام): من شفع له القرآن يوم القيامة شُفّع فيه.
وفي مسند أحمد بن حنبل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إستجيبوا لانبياء الله وسلموا لامرهم وإعملوا بطاعتهم تدخلوا في شفاعتهم.
وقال (عليه السلام) ايضاً في قصار حكمه: شافع الخلق العمل بالحق ولزوم الصدق.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا شفيع انجح من التوبة.
وقال: إن اقربكم كني غداً وأوجبكم علي شفاعة أصدقكم لساناً وأداكم للامانة وأحسنكم خلقاً وأقربكم من الناس.
وكما لاحظتم فان هذه الاحاديث اتلشريفو تعرفنا بمجموعة من الشفعاء الموصلين الى سعادة الآخرة السرمدية.
كما تعرفنا بسبل لقامة الارتباط بهم بالكيفية التي تجعلنا نفوز بشفاعتهم. 
فبالنسبة للطائفة الاولى: من الشفعاء وهو الانبياء وأولياء الله (عليهم السلام)، فأن محبتهم والتسليم لامرهم وطاعتهم والتخلق بأخلاقهم قدر المستطاع، تجعلنا نفوز بشفاعتهم في النجاة من النار ورفع الدرجات في الجنة. 
أما الطائفة الثانية: من الشفعاء فهي تشتمل في الواقع على مجموعة من الاعمال محورها وهو العمل بالحق ولزوم الصدق.
وتخص بالذكر منها ثلاثة تعبر عن الارتباط الصادق بالله عزوجل كالتوبة التي تعني دوام الرجوع والتوجه إليه جل جلاله.
والصوم المعبر عن أقوى الاعمال الصالحة ظهوراً في ترسيخ الاخلاص لله جل جلاله وتلاوة القرآن وتعلمه والالتصاق به البمعبر عن جميل التعلق القلبي بالله تبارك وتعالى. 
إذن ففي هذه الاحاديث الشريفة بعث للأمل والرجاء في قلوب المؤمنين تجاه سعة الابواب التي فتحها الله عزوجل أمام عباده ببركة كثرة الشفعاء الذين يقبل شفاعتهم وفيها من جانب آخر دفع للاغترار بالشفاعة والاتكال عليها الموقع في ترك العمل. 
لاحظوا هذا التوازن التربوي المهم في المقطع التالي من الحوار الذي كتبه الشيخ الزاهد ابراهيم الكفعمي مع النفس في كتابه القيم محاسبة النفس، وجاء فيه: 
فإن قلت [يعني النفس]: فأين شفاعة الرسول يوم العرض المهول؟ 
قلت: إعرضيه على كتاب الله المكنون في قوله تعالى: «وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ».
فإن كانت لله طائعة ومن خشيته فازعة شفّع فيك أهل الشفاعة 
وإن كانت مزجاة البضاعة في الطاعة فأنت من اهل الاضاعة. 
وإن قلت: فأين رحمة الله الواسعة ومننه المتتابعة؟ 
قلت: إعرضيها على كتاب الله المبين في قوله تعالى: «إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ».
فإن كنت من المحسنين رُحمت، وان كنت من المسيئين نُقمت. 

*******

نشكرلكم أحباءنا طيب متابعتكم لفقرات هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل. وقد حان الآن موعدكم مع الفقرة التي خصصناها للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج. إذن لنستمع معاً للاتصال الهاتفي التالي الذي أجراه زميلنا.

لقاء الله

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا وسلام على خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند، سماحة الشيخ وصلت رسالة عبر البريد الالكتروني لم يذكر اسم مرسلها او مرسلتها تقول الرسالة ارجو تفسير ما ورد في الادعية واقرر اعيننا يوم نلقاك برؤيتك، هل حقاً للانسان المؤمن رؤية الله تبارك وتعالى الا يتنافى ذلك مع التوحيد؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، المراد من الرؤية هنا ليست الرؤية البصرية لذات الله والعياذ بالله اصحاب التجسيم والمشبهة اعاذنا الله من هذه المقالة وانما المراد يوم رؤيته لقاء الله رحمة الله وجزاء الله ونعيم الله والاخرة وما وعدنا الله عز وجل ورسوله، فالمراد بذلك هذه الرؤية يعني رؤية وعد الله ورؤية الاخرة ورؤية جزاء الله وفعل الله وآيات الله ورحمات الله، فهذه هي رؤية الشمول الالهية.
المحاور: سماحة الشيخ الاخت احلام بعثت برسالة تسأل عن محاسبة الحيوانات هل جميع مخلوقات الارض تحاسب؟
الشيخ محمد السند: هي ليست محاسبة كالمحاسبة المفترضة في الجن والانس ولكنها تأخذ طابعها كما قد يستفاد من جملة من الايات او الروايات وان من شيء لا يسبح بحمد ربك فلهم درجة من الشعور او الادراك او ما شابه ذلك فبقدر ذلك هناك يكون لهم نوع من المعاد ويكون لهم نوع من الاثابة ولهم نوع من المجازات ونوع من المآل نستطيع ان نعبر اليه المآل الذي يؤبون اليه كل بحسبه، وقد وردت في الروايات ان الله عدل، لا يجور يقتص لكل حيوان مثلاً يقتص من القرناء للجماء يعني كل حيوان افترض انه وقعت عليه نوع الامور من قبل حيوان آخر، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ، فسرت بعدة تفسيرات وبعدة معاني احدها على اية حال ظاهرها فبالتالي لهم حشر لهم معاد لهم مآل، بل ورد لدينا في الروايات ان اي طير من الطيور يخفق في تسبيح الله يحرم النعمة في ذلك اليوم او يبتلى بصيد او بما شابه ذلك فبمقتضى قاعدة وان من شيء الا يسبح بحمد ربك، اذن لها درجة من الارتباط بالمعرفة الالهية وبالتالي الشعور والادراك بحسبها، ينبهنا القرآن الكريم الهدهد كيف كان منطقه والنملة كيف منطقها مع سليمان فهي درجات وان لم تكن هي الدرجات المعهودة عند الانس والجن ولكنها درجات بحسبها. 
المحاور: الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من برنامج عوالم ومنازل.

*******

أحباءنا إخترنا لكم في هذه الحلقة حكايتين قصيرتين تحمل عبرتين كبيرتين. فكونوا معنا والفقرة التالية وقد وضعنا لها العنوان التالي: 

ظلامات وظلمات

الاعزاء روى القاضي التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة بسنده عن نوف البكالي أن رجلاً من الامم السابقة ذبح عجلاً وأمه على مقربة منه تنظر الى ذبح ولدها. 
فكان أن عاقب الله عزوجل الرجل على هذا الفعل بأن أصيب بمس من الخبل وذهاب العقل، وبقي على هذه الحالة مدة. 
الى ان كان ذات يوم أنه كان جالسا ً تحت شجرة فيها عش لطيور فوقع منه فرخ طائر صغير وتغبر في التراب؛ فأخذه الجل ومسح عنه التراب وأعاده الى عشه وعندئذ أعاد الله اليه عقله... وقد ورد في الاحاديث الشريفة نهي شديد عن ذبح أي من الانعام بمرأى من أمه. 

*******

أما الحكاية الثانية أعزاءنا فقد نقلها آية الله السيد محمد حسين الطهراني تلميذ العلامة الطباطبائي وذلك في موسوعته القيمة:

معرفة المعاد

فقد نقل عن الفقيه العارف آية الله محمد جواد الانصاري الهمداني (رضوان الله عليه) أنه كان يمر في أحد شوارع مدينة همدان الايرانية فرأى جنازة حاكم هذه المدينة ولفها يسير عدد كبير من المشيعين لدفنها في مقبرة المدينة 
فشاهد العارف الانصاري الحالة الملكوتية لهذا الحاكم، فرأى مثال روحه البرزخية تُساق الى ظلمة مبهمة عقيمة؛ قال (رحمه الله): كانت صورة روحه البرزخية تعلو الجنازة وتحاول أن تصرخ طالبة من الله أن لا تساق الى تلك الظلمة السحيقة لكن كان إسم الجلالة لا يجري على لسانه. 
وأضاف العارف الانصاري قائلاً: كانت صورة الرجل البرزخية تتلفت الى اعوانه صارخة: انقذوني... لا تدعوهم يأخذوني الى تلك الظلمة... ولكن لم يكن يسمع صوته أحداً! 
وختم العارف الانصاري قائلاً: كنت اعرف صاحب الجناز، فقد كان من اهل همدان ... لكنه كان ظالماً مستبداً. 

*******

نبقى معكم الافاضل في هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل ونقدم لكم فقرة أدبية تحمل العنوان التالي: 

ابواب المغفرة

نقرأ لكم في هذه الفقرة مقطوعتين من جميل أشعار الاستشفاع بالنبي والوصي (عليهما وآلهما السلام)، في طلب المغفرة الالهية الاولى من أبيات من احدى المدائح النبوية لصاحب البردة شرف الدين البوصيري يقول (رحمه الله) فيها: 

متقطع الاسباب من أعماله

لكنه برجائه يتسبب

وقفت بجاه المصطفى آماله

باب لغفران الذنوب مجرب

صلى عليه الله إن مطامعي

في جوده قد غار منها أشعب

ما ذا أخاف إذا وقفت ببابه

وصحائفي سود ورأسي أشيب

والمصطفى الماحي الذي يمحو الذي

يحصي الرقيب على المسئ ويكتب

أما المقطوعة الثانية فهي ابيات نقرأها لكم من القصيدة الكوثرية الشهيرة في مدح الوصي عليه السلام لشاعر الولاء السيد رضا الموسوي الهندي حيث يقول (رحمه الله):

سوّدت صحيفة أعمالي

وركلت الامر الى حيدر

هو كهفي من نوب الدنيا

وشفيعي في يوم المحشر

قد تمت لي بولايته

نعم جمت عن أن تُشكر

لأصيب بها الحض الاوفى

وأخصص بالسهم الاوفر

بالحفظ من النار الكبرى

والامن من الفزع الاكبر

هل يمنعني وهو الساقي

أن أشرب من حوض الكوثر؟

أعاذنا الله وإياكم أيها الاخوة والاخوات من الذنوب بجميع مراتبها لكي نفوز بالشفاعة المحمدية العلوية في رفع الدرجات، اللهم أمين.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة