البث المباشر

روائية عقائدية عنوانها: شفاعة مشروطة بأبراء الذمة حوار مع الشيخ محمد السند حول ما قبل آدم حكاية قصيرة عنوانها: اكسير لحفظ الطراوة فقرة أدبية عنوانها: دار دائمة البهجة

السبت 6 إبريل 2019 - 10:18 بتوقيت طهران

الحلقة 115

 

الحمد لله على جميل صنعه وحسن تدبيره والصلاة والسلام على رسوله الاكرم وآله الطيبين الطاهرين
تحية طيبة وأهلا ً بكم في لقآء آخر يسرنا أن نجتمع فيه بكم في رحاب فقرات برنامج عوالم ومنازل وفقرات هذه الحلقة هي: 
- روائية عقائدية عنوانها: شفاعة مشروطة بأبراء الذمة 
- وإجابة لخبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند عن سؤال بشأن ما قبل آدم 
- وحكاية قصيرة عنوانها: اكسير لحفظ الطراوة 
- وفقرة أدبية عنوانها: دار دائمة البهجة 

*******

نرجو ان تقضوا الافاضل وقتاً طيباً مع فقرات هذه الحلقة من برنامجكم عوالم ومنازل وأولى فقراتها هي عقائدية روائية عن شفاعة أهل بيت النبوة (عليهم السلام) إخترنا لها العنوان التالي: 

شفاعة مشروطة بأبراء الذمة

روي في التفسير المنسوب للامام الحسن العسكري (عليه السلام) عن أمير المؤمنين في قوله تعالى: «اتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ».
قال (عليه السلام): يا معاشر شيعتنا إتقوا الله وأحذروا أن تكونوا لتلك النار حطباً وإن لم تكونوا بالله كافرين.
ثم قال (عليه السلام): فتوقوها بتوقي ظلم اخوانكم المؤمنين، وإنه ليس من مؤمن ٍ ضلم أخاه المشارك له في مولاتنا الا تقّل الله في تلك النار سلاسله وأغلاله.
وبعد بيان سوء عاقبتة ظلم المؤمنين قال (عليه السلام): ولن يكفه منها (اي من النار) الا شفاعتنا. 
ولكنه (عليه السلام) يبين شرطاً اساسياً لتحقق هذه الشفاعة بقوله: ولن نشفع الى الله تعالى الا بعد أن يُشفع له في أخيه المؤمن، فإن عفا شفعنا، والا طال في النار مكثه.
هذا الحديث الشريف يبين لنا أحد أهم العوامل التي تحرم الانسان من بركة شفاعة محمد وآل محمد (عليه وعليهم السلام). 
هذا العامل هو عامل ظلم المؤمنين، فكما تلاحظون، فأن الرواية الشريفة صريحة في أن هذا الذنب يطيل مكوث حتى المؤمن في النار.
بل ولن يشفع له اهل بيت الرحمة والنبوة (عليهم السلام) الى الله لانقاذه من النار مالم يرض المؤمن الذي أصابه ظلمه عنه. 
وعلى العكس فإن الاحسان للمؤمنين يؤهل المؤمنين للفوز بمراتب عالية من شفاعة محمد وآله (عليهم السلام) لا تقتصر على النجاة من النار بل تشمل رفع الدرجات في الجنة.
نعم هذا ما يبشرنا به مولانا الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام في حديث نقله الشيخ البحراني في تفسير البرهان حيق قال: 
معاشر شيعتنا؛ أما الجنة فلن تفوتكم سريعاً كان أو بطيئاً، ولكن تنافسوا في الدرجات؛ وأعلموا ان ارفعكم درجات وأحسنكم قصوراً ودوراً وأبنية فيها [أي في الجنان] هو أحسنكم إيجاباً لاخوانه المؤمنين واكثركم كواساة لفقرائهم.
ثم يذكر الامام السجاد (عليه السلام) نموذجاً لهذا السلوك الطيب وأثره على مصير الانسان الاخروي فيقول: إن الله عزوجل ليقرب الواحد منكم الى الجنة بكلمة طيبة يكلم بها أخاه المؤمن الفقير بأكثر من مسيرة ألف سنة تقدمه وإن كان من المعذبين بالنار.
ثم يختم عليه السلام حديثه بوصية تشير الى آثار الاحسان في عالم الآخرة ويحث عليه قائلاً: فلا تحتقروا الاحسان الى إخوانكم، فسوف ينفعكم الله تعالى به حيث لايقوم مقام ذلك شيء.

*******

أما الآن فقد حان موعدكم مع الفقرة الخاصة بالاجابة عن أسئلتكم للبرنامج يجب عن بعضها خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند في الاتصال الهاتفي التالي الذي أجراه زميلنا:

ما قبل آدم

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا وسلام على خبير برنامج عوالم ومنازل سماحة الشيخ محمد السند، سماحة الشيخ الاخ ساجد عبر البريد الالكتروني وصلتنا فيها سؤال يقول هل هنالك عوالم اخرى قبل عالم البشر، يسأل عن الحديث ان قبل آدم الف آدم؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، في الحقيقة يشير هذا الحديث الشريف الا ان الادوار البشرية ليست هي محصورة في هذه الدورة الآدمية التي نحن من نسل آخر الاوادم وانما هناك دورات سابقة سبقت، فيها مجموعات بشرية بل هناك روايات ايضاً تشير الى ان في هذه الكواكب والنجوم التي تحيط بنا في السماء مأهولة وفيها موسى كموساكم وابراهيم كابراهيمكم المجموعات المخلوقة البشرية على هيئة النمط الانساني لا ننفرد نحن بها كما يدل على ذلك جملة من الاحاديث.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ ياسر ايضاً عبر البريد الالكتروني يسأل هذا السؤال يقول قام بعض العلماء الغربيين باختراع وسائل لشفاء امراض كثيرة هل يعتبر عملهم صدقة جارية يدخلون بسببها الى الجنة؟
الشيخ محمد السند: في الحقيقة من يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره، فجزاء الاعمال الحسنة مهما يكون يجازيها الله عز وجل، غاية الامر ان الكافر جزاءه لا يوصله الى الجنة وانما يكون جزاءه اما في دار الدنيا او في البرزخ او في كيفية تخفيف عناء الموت او ما شابه ذلك، نعم هذا الكافر كان مستضعفاً او هذا الظالم كان مستضعفاً حينئذ يمتحن وان لم يكن معانداً او مقصراً فيمتحن بالتالي ومن فاز بالامتحان اللاحق يوصله الى الجنة وتدخر له في الجنان فمن ثم معنى الحبط للاعمال يتخذا معنى وطابعاً ربما غير المعروف في الجمع بين حبط الاعمال بسبب الكفر وقاعدة ومن يعمل مثقال ذرة خير يره، الجمع بينهما يكون بهذه الصورة التالية حبط العمل باعتبار انه الغاية الاكبر والقصوى من الكمال هو ادخارها في جنة الابد فان لم يدرك نتيجة العمل تلك الغاية فكأنما هو حبط لكماله وهبوط عنه واخفاق في الوصول الى ذلك المنتهى البالغ الكبير، ولكنه في حين انه نوع من المجازات تحفظ له اما في البرزخ او اهوال الخوف او في الدنيا.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً لكم، وشكراً لاحبائنا الاعزاء وهم يتابعون ما تبقى من البرنامج.

*******

مع جزيل شكرنا لجميل إصغائكم لما تقدم من فقرات برنامج عوالم ومنازل ندعوكم مستمعينا الكرام للفقرة التالية وهي حكاية قصيرة إخترنا لهل العنوان التالي: 

اكسير لحفظ الطراوة

يُحكى أن ملكاً غضب على أحد حكماء مملكته فأمر بأن يُسجن في بيت كالقبر ظلمة ً وضيقاً. كما أمر بأن يُقيد بسلاسل من حديد وأن يُكسى الخشن من الصوف، وأن لا يزيد الطعام الذي يُقدم له يومياً على قرصي خبز شعير وكف ملح جريش وقليل من الماء كما أمر الملك بأن تُحصى على الحكيم أنفاسه، وتنقل اليه شكاويه مما يعانيه ولكن الحكيم أقام شهوراً في الحبس دون أن تسمع منه أي شكوى أو آه.
فتبرم الملك وأمر بأن يزوره بعض أصحابه ويسألوه عن حاله وسر عدم تبرمه مما يعانيه في حبسه. 
فزاره جماعة من المقربين منه وقالوا له: أيها الحكيم؛ نراك في هذا الضيق والحديد والصوف والشدة ومع هذا فإن سحنة وجهك وصحة جسمك لم تتغيرا فما سر ذلك؟ 
أجابهم الحكيم قائلاً: إنني عملت دواءً من ستة مواد آخذ منه كل يوم ٍ شيئاً فهو الذي أبقاني على الحالة التي ترون.
فقالوا له: صفه لنا: فعسى أن نبتلي بشل بلواك أو أحد من أخواننا، فنستعمله أو نصفه له.
أجاب الحكيم: دوائي مركب من ست مواد هي: 
المادة الواحدة: الثقة بالله عزوجل وأنه حف كل عسر ٍ بيسرين.
والمادة الثانية: علمي بأن كل مقدر كائن.
والثالثة: الصبر وهو خير ما استعمله الممتحنون.
والرابعة: قولي: إن لم أصبر أنا فأي شئ أعمل؟ فلم أُعن على نفسي بالجزع.
والخامسة: فكري بأن من الممكن أن أكون في شر مما أنا فيه الآن.
والسادسة: أملي بحصول الفرج في كل حين. 

*******

وللشعر الصادق أثره الجميل في إبعاد القسوة عن القلوب إذن كونوا معنا والفقرة الادبية التالية وعنوانها هو: 

دار دائمة البهجة

أخبرتنا الاحاديث الشريفة بأن الدنيا مزرعة الآخرة وهي ايضاً المحل الذي يبني فيه الانسان داره الاخروية أيضاً؛ فبعمله فيها يختار سكنى الجنة او النار والعياذ بالله هذا المعنى صاغه الاديب الولائي البارع ابراهيم بن العباس الصولي الكاتب والشاعر المشهور حيث قال: 

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها

الا التي كان قبل الموت يبنيها

فإن بناها بخير فاز ساكنها

وإن بناها بشر ٍ خاب بانيها

أما الاديب الولائي العالم الخليل بن احمد الفراهيدي فهو يحذر من عواقب الغفلة بأعمار الدنيا الزائلة عن إعمار الآخرة الباقية، قال (رحمه الله): 

عش ما بدا لك قصرك الموت

لا مرحلٌ عنه ولا فوت

بينا غنى بيت ٍ وبهجته

زال الغنى وتقوض البيت

يا ليت شعري ما يُراد بنا

ولقلما تغني إذن ليت ُ

وفي أبيات اخرى يصور العالم الجليل الخليل بن احمد الفراهيدي تجربته الذاتية لأحد المتنفذين محذراً له من الاغترار بالدنيا ومبيناً حقيقة الغنى والفقر، قال (رحمه الله): 

أبلغ سليمان أني عنه في سعة ٍ

وفي غنىً غير أني لست ذا مال ِ

سخى بنفسي أني لا أرى أحداً

يموت هزلاً ولا يبقى على حال ِ

وإن بين الغنى والفقر منزلة

مخطومة ً بجديد ليس بالبالي

الرزق عن قدر ٍلا الضعف ينقصه

ولا يزيدك فيه حول محتال

ويتابع الخليل الفراهيدي أبياته البليغة محذراً من عبودية المال فيقول: 

والفقر في النفس لافي المال نعرفه

ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال

والمال يغشى أناساً لا خلاق لهم

كالسيل يغشى أصول الدندن البالي

كل أمرء ٍبسبيل الموت مرتهن ٍ

فأعمل لنفسك إني شاغل بالي

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة