ولهذا السبب، يكون قياس ضغط الدم ضروري، لكنه بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أمر صعب القيام به بشكل دقيق.
وتابع التقرير أنه حينما يكون القياس في عيادة طبية، فإن هناك احتمالا بدرجة أكبر ألا تعكس الأرقام ضغط الدم الحقيقي.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ الطب بجامعة ألبرتا بكندا، راج بادوال، أنه لا يطلب قراءات ضغط الدم من مرضاه داخل عيادته "لأن 50 بالمئة من القراءات تكون غير دقيقة".
وسلط تقرير "واشنطن بوست" الضوء على أسباب قد تجعل قراءات ضغط الدم في عيادة الأطباء مضللة، في وقت أكد فيه أن النبأ السار هو أن "إجراء عملية القياس في المنزل تكون أكثر دقة بدرجة كبيرة".
وقال بادوال، إن ضغط الدم "يتأثر بالحالة العاطفة والصحة العقلية والنشاط البدني ودرجة حرارة المكان والأدوية، وما إذا كنت تأكل أو تنام بشكل جيد، وغيرها".
ويتطلب الحصول على قراءة دقيقة اتباع إجراءات محددة تتضمن إبقاء قدميك على الأرض، فيما يكون الظهر مستند إلى كرسي قوي، وذراعك على سطح مستو، وأن تجلس بهدوء لعدة دقائق قبل تحديد القراءة.
ولفت التقرير إلى أن بعض من يعملون على قياس ضغط الدم داخل عيادات الأطباء يتسمون بالتسرع الشديد، ولا يجلسون المريض في الوضع الصحيح للحصول على قراءة دقيقة.
كما أضاف أن المشكلة ربما تكمن أيضًا في الأجهزة المستخدمة في العيادات، بسبب فكرة الحاجة إلى صيانتها بشكل دوري، والتي يفترض البعض أنها تكون أكثر دقة من الأجهزة التي قد تكون بالمنزل.
ويعاني بعض الأشخاص مما يسمى بارتفاع ضغط الدم بسبب متلازمة المعطف الأبيض، وهي الحالة التي ترتفع فيها قراءة ضغط الدم عند قياسها في المستشفى، وربما الحالة المعاكسة (ضغط الدم المقنّع) والتي تنخفض فيها القراءة داخل المستشفى مقارنةً بالمنزل.
ولفتت "واشنطن بوست"، إلى تقارير تشير إلى أنه من المعتقد أن "ما بين 15 و30 بالمئة من الأشخاص يعانون من ارتفاع ضغط الدم المرتبط بمتلازمة المعطف الأبيض، وحوالي 32 بالمئة يعانون من ضغط الدم المقنّع".
ولذلك، يكون قياس ضغط الدم في المنزل أفضل، حيث يمكن شراء جهاز جيد مزود بسوار مناسب للذراع، والتأكد بشكل صحيح من إجراءات الجلوس، بجانب القياس في أوقات مختلفة لمتابعة الوضع، وتسليم البيانات إلى الطبيب.
كما أشار تقرير الصحيفة إلى أن المراقبة المنزلية لا تكون أكثر دقة فقط، بل هناك دراسات أوضحت أنها تساعد في التحكم في ضغط الدم بالفعل، خصوصا في الأشهر الأولى من استخدام جهاز المراقبة.