موضوع الحلقة:
• مقابلة مع الشيخ محمد السند عن تعدد العوالم حقيقة وجدانية
• كيفة قبض روح المؤمن
• سياحت غرب (القسم الاول)
*******
والحمد لله رب العالمين رب الآخرة والأولى والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وآله هداة الخلق الى الله في الاولى وشفعائهم في الآخرة.
السلام عليكم مستمعينا الاحباء ورحمة الله وبركاته.
واهلاً بكم ومرحباً في الحلقة الاولى من حلقات هذا البرنامج نبدأ الحديث فيها بمقدمة موجزة في تعريفه وبيان أهدافه والثمار المرجوة منه سائلين الله تبارك وتعالى ان يوفقنا واياكم للانتفاع عقائدياً وقلبياً وعملياً من كل معرفة نحصل عليها في هذا البرنامج ومن غيره.
اللهم آمين فهذه ثمرة كل علم نافع وكل معرفة سليمة.
من أين نبدأ في تعريف البرنامج؟ أمن طبيعة فقراته؟ ام من المصادر الذي يعتمد عليها ام لكم رأي آخر؟
اعتقد ان الاولى أن الاولى ان نبدأ بتعريف المحاور العامة التي سيتناولها لكي يتعرف اعزاءنا المستمعون الذين يرغبون في متابعتنا على الموضوعات التي سيهتم بها البرنامج جيد، فيما يرتبط بهذا الامر اسير الى ان اول المحاور العامة للبرنامج هو تقديم عرض اجمالي لحقيقة الانسان وعوالم نشأته قبل هذه الدنيا وبعدها هذا الموضوع سنتناوله بالدرجة مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند عبر اتصالاتنا الهاتفية بسماحته والمحور الثاني سيكون بعون الله تبارك و تعالى اكثر تفصيلاً من المحور الاول فهو ان صح التعبير بيت القصيد في هذا البرنامج.
اجل، فهو سيتناول مصاديق الترابط الوثيق بين مسيرة وعمل الانسان في عالم الدنيا المشهود للجميع وبين عوالم الآخرة وسير الانسان فيها بعد انتهاء حياته في هذا العالم.
لو سمحت من الضروري هنا الاشارة الى قضية محورية مهمة وهي اننا سنعرض بتفصيل للأعمال الموثرة سلباً وايجاباً على مسيرة الانسان في عوامل ما بعد الموت وما يعينه على تجاوز عقباتها او ما يشدد عليه اهوالها على الطرف الآخر.
لقد نقلتنا وجزاك الله خيراً الى الحديث عن الهدف الاساس للبرنامج وهو هدف لا تخفى اهميته على كل ذي لب.
صحيح ولكن في الاشارة اليه تذكرة لنا ولمستمعينا فلا بأس ان نشير الى ان الهدف المحوري للبرنامج هو ايقاظ قلوينا باستمرار من غفلة الانشغال بمظاهر هذا المنزل الدنيوي عن اعداد ما يلزمنا لضمان سلامة المسير في المنازل الاخرى وعن سعادة العيش في الحياة الخالدة.
طيب، مع اتضاح المحاور العامة للبرنامج وهدفه الاساس، ننتقل لو سمحت لبيان فقراته لا أرى لماذا تستعجلون الحديث عن فقراته اعذرني، لعلي ارغب في ان يعلم المستمعون منذ البداية ان هذا البرنامج سيكون فيه بعض التنوع يبعد عند شبهة ان يكون حملاً نحن سنسعى معاً وبمعونة مستمعينا الافاضل الى ان لا يكون هذا اللقاء ثقيلاً ولكن لا ينبغي ان ننسى بأن اهمية موضوعه جديرة بأن تعيننا على الاقبال على هذه المعارف حتى لو كانت تقدم بابسط الاساليب الاذاعية.
صحيح ولكننا نسعى الى حفظ التنوع فيها ولذلك سنعرض موضوعاتها من خلال عدة قنوات كفقرة العرض القصصي لرحلة الانسان بعد الموت مستفدين من كتاب آية الله القوجاني النجفي رحمه الله المعروف بسياحة غرب.
كما سنتناول بعض موضوعاته من خلال حوارات قصيرة مع ضيف البرنامج كما سنسعى بعون الله الى اثراء الموضوع من خلال عرض روايات وقصص واقعية موثقة مستفادة من الاحاديث الشريفة وغيرها ترتبط بالموضوع وتبين مصاديقه.
معتمدين في كل ذلك بالدرجة الاولى على براهين العقل السليم ودلالات النقل الصحيح، مستعينين بالتدبر في اضاءات الآيات الكريمة واشراقات الاحاديث الشريفة وومضات من كلام اولياء الله تبارك و تعالى.
بعد هذه المقدمة الطويلة التي لا نأمل ان لا تتكرر بالطبع ننتقل الى الفقرة اللاحقة لو سمحتم.
الاتصال الهاتفي بضيف البرنامج جاهز ولكني أود الاشارة الى أن هذه المقدمة خاصة بالحلقة الاولى وسندخل - ان شاء الله- في صلب الموضوع مباشرةً في الحلقات اللاحقة.
*******
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم سماحة الشيخ محمد السند.
الشيخ محمد السند: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته سماحة الشيخ لدينا سؤال فيما يرتبط بحياة الانسان. هل ان حياة الانسان تبدأ بولادته في هذا العالم وتنتهي بمماته ام ان للأمر صورة اخرى تفضلوا؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد فان الآيات القرآنية تطالعنا بأن نشأة الانسان قد مرت بمراحل سبقت مختلفة كما تشير الى ذلك روايات اهل البيت عليهم السلام في ذيل هذه الآيات منها ما في سورة الانسان وهي سورة الدهر «هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكوراً» فيسأل الراوي حول ظهور هذه الآية انه هل كان الانسان شيئاً ولم يكن مذكوراً فأجابه عليه السلام نعم ظاهر الآية ومصادر الآية ومعنى الآية ان الانسان مر بمرحلة ان يكون شيئاً ثم كان شيئاً ولم يكن مذكورا ثم صار شيئاً مذكوراً، او ما في الآيات الاخرى «واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى ...» الى آخر الآية فهناك آيات اذن تدلل على ان الانسان قبل نشأته من علقة ومضغة وعظام وكسونا العظام ولحم ثم انشأناه خلقا آخر كان له تقرر في عالم الاصلاب وعالم وقبل عالم الاصلاب عالم الذر كما هو تعبير القرآني وربما يستفاد ايضاً من بعض الآيات تقرر شيئية انسان او الفطرة واخذ ميثاق الفطرة عليه فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله فاذن هناك كما تشير الآيات الكريمة الى عناوين نشأت سابقة للانسان منها نشأة الميثاق ونشأة الفطرة ونشأة الذر ونشأة شهية الانسان تقرر. فهذه نشأت تطالعنا بها الآيات الكريمة وفي ذيل هذه الآيات روايات اهل البيت عليهم السلام المقتذف على اية حال علوم النبي(ص) وهي ان نعم خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفي عام وهذا المفاد من الروايات في الواقع ورد بطرق مستفيضة وكثيرة من طرق اهل البيت عليهم السلام.
المحاور: طيب سماحة الشيخ هذا فيما يرتبط بالنشآت السابقة يعني فيما يرتبط بالنشآت اللآحقة لهذه الحياة الدنيا ان شاء سيأتي تفصيل لعله في الحلقات اللاحقة نعرض على سماحتكم اسئلة فيما يرتبط بالنشآت السابقة ولكن بأعتبار ان هذه الحلقة هي مقدمة في الواقع حبذا لو يكون هنالك تعريف بالنشآت اللاحقة يعني بهذه الحياة الدنيا.
الشيخ محمد السند: اما بالنسبة الى النشآت اللاحقة نعم فتصفه الآيات الكريمة ان ما بعد الموت على اية حالة ومن وراءهم برزخ الى يوم يبعثون فهناك عنوان نشأة البرزخ وهناك عنوان نشأة البعث والنشر والحشر والقيامة وعرفات يوم القيامة وهناك حالات متعددة تصلها الآيات الكريمة حول القيامة وان كانت هذه الآيات الواردة في القيامة ليست كلها في القيامة الكبرى وان ظن ذلك المفسرون من الفريقين ولكن بحسب ما ينبه عليه ائمة اهل البيت عليهم السلام ان في طائفة من آيات القيامة تشير الى القيامة الوسطى وهي المعبر عنها برجعة اهل البيت وكرتهم الى الحكم. اذن هو ايضاً نستطيع هو رقي عالم الدنيا وانتهائه الى مستك النشأة المتطورة.
المحاور: طيب سماحة الشيخ لو سمحتم فيما يرتبط بهذه النظرة الاجمالية لهذه العوالم نكتفي بها في هذه الحلقة المدخلية ولكن ان شاء الله ناخذ منكم وعداً بتفصيل الحديث عن هذه العوالم في الحلقات المقبلة. شكراً جزيلاً.
الشيخ محمد السند: ان شاء الله.
المحاور: شكراً جزيلاً لسماحة الشيخ محمد السند.
*******
أودهنا الاشارة الى قضية مهمة في حياة الانسان قد يغفل الكثيرون عن مصاديقها وان آمنوا مجملاً بأصلها.
اي قضية تعنون؟
اعني قضية الايمان بالغيب التي تعد قاسماً مشتركاً بين اتباع جميع الاديان الالهية لا ضير من ان تعمموا هذا الحكم لكي يشمل جميع بني البشر، فالعلم الحديث يزودنا يومياً بشهادات جديدة تقر بأمور غيبية كثيرة.
صحيح ما تقولون فالعلماء من مختلف الاختصاصات اخذوا يقرون بوجود قوى غيبة لها تأثير فاعل في عالم الطبيعة او في حياة الانسان، ولكن حديثي يرتبط بموضوع برنامجنا فالمستفاد من البراهين العقلية والنصوص الشريفة ان الايمان بالغيب حالة فطرية في الانسان لكنه يغفل عن كثير من مصاديقها.
تعبيركم بالغفلة تعبير جميل، فهو يشير الى التنبيهات القرانية الى الانشغال بالطبيعة وبالمظاهر المادية يغفل الانسان عن قضايا الغيب، فاذا زالت عنه وحل اليوم الذي تبلى فيه السرائر استطاع ان يراها بكل وضوح.
هذا هو صريح قوله تعالى:
(لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) والمفلحون هم الذين يجعلون اعمالهم وسلوكياتهم طبقاً لما يقتضيه الايمان بالغيب قبل الموت وقبل ان يكشف عن أبصارهم غطاء عالم الدنيا.
جعلنا الله واياكم وجميع مستمعينا الاعزاء من المفلحين.
اللهم أمين، والا كان كشف الغطاء عن ابصارنا قرين الندامة والحسرة اعاذنا الله واياكم منهما.
*******
ننتقل الآن لو سمحتم الى فقرة قصصية خيالية من جهة وواقعية من جهة ثانية تقصدون عرض رحلة أية الله القوجاني النجفي رحمه الله بعد وفاته رضوان الله عليه، لقد اجاد تصوير هذه الرحلة ومسيرة الارواح بعد الموت في كتابه (سياحة غرب) الذي كتبه بالفارسية.
كان هدفه من كتابة هذه الرواية الخيالية الواقعية هو تعريف الناس بجملة من اهم الحقائق الغيبية في هذا المجال وآثار أعمال الدنيا على حياة الانسان بعد موته.
ولا ننسى انه رضوان الله عليه من كبار علماء النجف الاشرف وايران في القرن الهجري المنصرم، وقد استند في كتابة هذه الرواية الى حصيلة ما استنبه من الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة وصاغها بلغة الرواية لتكون اقرب الى معايشة السامع لها.
اذن فلنستمع معاً للقسم الاول من هذه الرواية كترجمه معدة للبرنامج من كتابه المذكور.
*******
سياحت غرب (القسم الاول)
شعرت فور موتي بأن مرضي الجسماني قد تلاشى بالكامل، فاستغربت من بكاء وعويل ارحامي الذين التفوا حول جنازتي، لا اكتمكم انني حزنت لبكائهم، خاطبتهم قائلاً:
لماذا تبكون؟ لقد زال عني الالم وانا الآن في عافية ..أرجوكم لا تؤذوني ولكنني لم ار عليهم اي تغيير، واستمروا يبكون وينحبون، فعلمت انهم لا يسمعون كلامي ولايرونني في حالتي الجديدة.
شعرت بأنني بعيد عنهم اوهم بعيدون عني، لقد بقيت عند جنازتي لم أفارقها فقد الفت بدني هذا دهراً طويلاً.
بقيت ارافق جسدي أنظر اليه وهم يغسلونه ويكفنونه، وسرت مع جنازتي وهم يحملونها متجهين بها الى المقابر، فقد كنت احد المشيعين، وقد ارعبني كثيراً ان ارى بين المشيعين حيوانات من كل نوع! فيها حيوانات وحشية مفترسه، لكن رعبي هذا ازاله استغرابه من أن باقي المشيعين يسيرون الى جانبها وكأنها حيوانات اليفة يأنسون بها، بل احسست انهم يعاملونها وكأنها من بني الانسان.
ثم وصلوا بجنازتي الى القبر، ولما انزلوها فيه وجدت نفسي مرغماً على النزول معها، وقفت في البداية في جانب من القبر اتفرج عليها، لكنني احسست لاحقاً بالخوف والرهبة عندما ابصرت حيوانات اخذت تظهر في القبر وتهاجم الجثة ولكن دون ان يثير فعلها الرجل الذي كان يوسد الجثة في التراب، لم يكن يراها لكنني اراها واتالم مما تفعله بجثتي، ولذلك بادرت فور خروجه الى السعي لطردها ولكن دون جدوى، فقد تكاثر عددها واستولى الرعب علي، استغثت بالواقفين على القبر فلم يغثني احد منهم، اذ لم يكونوا يرون ما ارى.
أجل أتاني الغوث من حيث لا احتسب، فقد ظهر في القبر بغتةً اشخاص اعانوني على طرد تلك الحيوانات، فهربت ولما اردت ان أشكرهم واسالهم: من انتم، قالوا قبل ان انطلق انا وقبل ان يختفوا هم: ان الحسنات يذهبن السيئات.
لما خلا القبر من تلك الحيوانات السيئآت ومن اولئك المحسنين الذين اعانوني على طردها انتبهت الى ان المشيعين قد اغلقوا على القبر وتركوني وحيداً مع جثتي في ذلك المكان الضيق المظلم-فأوشك قلبي ان ينفطر خوفاً وهلعاً من وحشة القبر ومن وحدتي فيه.
لقد تركني اقرب الناس الي حتى الذين كنت اكدح ليل نهاد لتوفير ما يحتاجونه شق علي فعلهم هذا وزاد في هلعي، جلست عند رأس جثتي يائساً من كل ما سوى الله، وفجأة اهتذ القبر، واضطربت الارض من جهة قدمي الجثة ثم انشقت وخرج منها شخصان هالني منظرهما المخيف وهيكلهما المرعب، تخرج من مناخيرهما وفميهما وبأيديهما هراوتان من حديد محمر كالجمر يتطاير منه الشرر، خاطباً جثتي بصوت واحد كالرعد القاصف: (من ربك)
عند هذا السوال نتوقف في هذه الحلقة من فقرة استعراضنا للرحلة التي كتبها آية الله القوجاني النجفي (رضوان الله عليه) والتي بين فيها بأسلوب قصصي منازل مسيرة الانسان بعد الموت.
لو سمحت لي ان أمهد لمتابعة مستمعينا الافاضل لهذه الرحلة في الحلقة المقبلة بالاشارة الى ان هذين السائلين الذين طرحا هذا السوال هما (فتانا القبر) الذين ورد ذكرهما في جملة من الاحاديث الشريفة.
اجل فما كتبه رحمه الله هو في الواقع رواية وثائقية تعتمد كما اشرنا على النصوص الشريفة، ولكن ما اردت قوله هنا هو هل ان الاجابة يومذاك ستكون سهلة كما هي اليوم؟
سؤال وجيه وغريب، نحن اليوم نجيب بسهولة ودون تردد على مثل هذا السؤال اما في ذلك المنزل لن تكون الاجابة بهذه السهولة فلا يمكن يومئذ ان ينطق اللسان الا بما اعتقده القلب جزماً وصدقته الجوارح عملاً، فما اشد الاجابة واصعبها يومذاك على من يؤمن قلبياً وعملياً بان الله ربه ومدبره امره ورازقه.
صحيح ولكننا نجد في النصوص الشريفة اشارات الى اعمال تعين على تقديم الاجابة المطلوبة على هذا السؤال وعبور هذا المنزل بسلام.
وهذا ما سنتعرف عليه ونحن نتابع هذه الرحلة في الحلقة المقبلة.
حسناً الوقت المخصص لهذا اللقاء اوشك على نهايته فماذا اعددت مسكاً لختامه.
اعددت حديثاً عن الامام الصادق عليه السلام يتعلق بالمنزل الاول من منازل مسيرة الانسان الى العالم الآخر وهو منزل قبض الروح.
نعم الختام هو، فهو تذكرة لمستمعينا الافاضل، يحفظونها ان شاء الله لان هذا الحديث سيكون محور الحديث في مطلع الحلقة القادمة من البرنامج.
اجل روى ثقة الاسلام الشيخ الكليني في كتاب الكافي مسنداً عن الشيخ الجليل سدير الصيرفي من اصحاب الامام الصادق عليه السلام قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يا بن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟
أجاب (عليه السلام): لا والله.
ثم قال (عليه السلام): انه اذا اتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت: ياولي الله لا تجزع، فوالذي بعث محمداً لانني ابر بك واشفق عليك من والد رحيم لو حضرك. افتح عينيك فانظر!
ثم قال (عليه السلام): ويمثل له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامير المومنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم عليهم السلام رفقاؤك!
ثم قال (عليه السلام): فيفتح عينيه، فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة، فيقول: يا ايتها النفس المطمئنة الى محمد واهل بيته ارجعي الى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب، فادخلي في عبادي- يعني محمداً واهل بيته- وادخلي جنتي.
ثم ختم الامام الصادق عليه السلام قائلاً في وصف حالة المؤمن حينئذ: فما من شيء احب اليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي.
صدق ابن رسول الله، ولكن هذا هو حال المومن عند نزع الروح فما هو حال من لم يكن مؤمناً حقاً؟
نترك الاجابة عن هذا السؤال الى الحلقة المقبلة ان شاء الله اما الآن فنختم هذه الحلقة بان ندعو لنا ولكم مستمعينا الاكارم بان يرزقنا توفيق الطاعة والولاية الحقة والتقوى فهي زاد المسير بسلام في عوالم الآخرة. اللهم آمين. السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته.
*******