ويأتي هذا اللقاء بمناسبة ذكرى انتفاضة تاريخية لأهالي مدينة تبريز يوم 18 شباط/فبراير عام 1978 اي قبل نحو عام من انتصار الثورة الاسلامية في 11 شباط عام 1979.
وفي كلمته خلال هذا اللقاء أشاد قائد الثورة بمشاركة الشعب الايراني الحماسية والملحمية في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية (22بهمن) في كل انحاء ايران معتبرا بأن الشعب قد اظهر اعتزازه بالثورة الاسلامية أمام العالم في يوم 22 بهمن.
واعرب قائد الثورة الاسلامية عن تقديره وشكره للشعب الإيراني والأجهزة الأمنية على نجاح مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الحماسية معتبرا بأن الشعب الايراني شارك بحماسة في كافة انحاء ايران ليظهر هذا العام اعتزازه بالثورة الاسلامية أمام العالم في يوم 22 بهمن.
كما توجه آية الله الخامنئي بالشكر الجزيل الى الذين ساهموا في ضمان أمن هذه المسيرة الوطنية الواسعة.
وشدد سماحته على ضرورة مشاركة الجميع في الانتخابات لانها هي الركيزة الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وعبرها يتم اصلاح البلاد، لافتا الى انه على الشعب ان يسعى الى الاختيار الصحيح في الانتخابات وعلى من يدخل ميدان العمل الانتخابي ان يتجنب القدح والذم واسلوب التحيز السلبي للاحداث.
وفي اشارة الى ان الانتخابات الايرانية قد جرت دوما في اجواء هادئة وآمنة، واضاف سماحته بأنها ستكون هذه المرة هي نفسها إن شاء الله، مذكّرا بأن الخلافات السياسية والاختلاف في الاراء يجب ألا تؤثر على الوحدة الوطنية للشعب الإيراني في مواجهة الأعداء.
وذكر قائد الثورة الاسلامية بأن معرفة قدرات العدو هي من الشروط المهمة لتحقيق النصر لذا يجب ان لا نفترض أن العدو ضعيف وغير قادر وفي نفس الوقت لا يجب أن نفقد الثقة بالنفس في مواجهته وكبح عدوانيته.
واعتبر آية الله الخامنئي أن جبهة الاستكبار تعارض الانتخابات الإيرانية بلا شك، موضحا بأن الانتخابات هي من سمات النظام الجمهوري، ولهذا يعارض المستكبرون وأمريكا، الذين هم ضد النظام الجمهوري والاسلامي على حد سواء، هذه الانتخابات ومشاركة الشعب الحماسية بالاقتراع فيها.
وفي اشارة الى طلب أحد الرؤساء الأمريكيين السابقين من الشعب الإيراني لعدم المشاركة في إحدى الانتخابات الماضية، بيّن سماحته بأن ذلك الرئيس ساعد إيران دون علمه، لأن الشعب شارك في الانتخابات بحماس أكبر من أي وقت مضى بسبب عناده ومعارضته له، ولهذا لم يعد الأمريكان يتحدثون بهذه الطريقة، بل يحاولون ثني الناس عن الانتخابات بأساليب مختلفة.
واعتبر انتخاب الصالحين أمرا ضروريا، لافتا الى انه يجب على الشعب التحري ما استطاع لمعرفة الحقيقة.
كما اكد قائد الثورة على الالتزام بنزاهة وسلامة وكفاءة الانتخابات كمطلب دائم من المسؤولين، موضحا انه خلال هذه العقود لم يتم ملاحظة أي انتهاك للانتخابات بالمعنى الذي يدعيه العدو ودائما ما جرت الانتخابات في البلاد بطريقة نزيهة وهادئة ومنظمة.
ووصف قائد الثورة وحدة الشعب الإيراني بأنها مفتاح انتصار الثورة الإسلامية واستمرارها مؤكدا على انه يجب على الجميع في المستقبل أن يواصلوا هذا الطريق كفريق واحد، وبأن الخلافات السياسية والاختلافات في الاراء يجب ألا تؤثر على الوحدة الوطنية للشعب الإيراني في مواجهة الأعداء.
وثمن قائد الثورة الإسلامية تضحيات المنظمين الأمنيين للمسيرة الوطنية، واعتبر أن مسيرة الوطن الهادفة تزيد من همة المسؤولين ومعنوياتهم، معتبرا هذا الحضور الوطني يدفق بدماء جديدة في عروق المجتمع والشعب والمسؤولين.
الثقة بالنفس الوطنية والشعور بالقدرة في مختلف المجالات أهم إنجازات الثورة
واعتبر قائد الثورة ان خلق الثقة بالنفس الوطنية والشعور بالقدرة في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا والدفاع والطب وغيرها من المجالات إنجازا هاما آخر للثورة مؤكدا على ان هذه الثقة بالنفس، على عكس عهد الطاغوت، تتجلى أيضا على الساحة الدولية ومواجهة القوى المستكبرة.
ومن انجازات الثورة الاسلامية الأخرى، اوضح سماحته بأنها تشمل ايضا نشر فكر الثورة وقيمها وخاصة في المنطقة، النجاح النسبي في منع انتشار الثقافة الغربية باعتبارها الثقافة السائدة، وتشكيل مجموعات شعبية عفوية في جميع المجالات وتوسيع الخدمات لتشمل جميع مناطق البلاد، وتنشئة علماء عالميين في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق اشار قائد الثورة الى قلق البعض من هجرة الادمغة واصحاب الخبرات، موضحا بأن الجانب الايجابي لهذا الموضوع هو قوة إيران في تصدير الخبراء والأشخاص الفعالين.
مهمة التأمل الذاتي للاعتراف بنقاط الضعف ومحاولة التغلب عليها
واوضح قائد الثورة انه بالإضافة إلى نقاط القوة، لدينا أيضا نقاط ضعف ليست قليلة، مثل حقيقة أننا متخلفون في بناء اقتصاد وطني قوي، مضيفا انه وعلى رغم الخير الذي تم تحقيقه، والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والقضائية التي كانت من أسمى شعارات الثورة وأكبر أهدافها، الا اننا مازلنا بعيدين عن النقطة المثالية.
وعن نقاط الضعف الاخرى التي يجب التركيز عليها واصلاحها، اشار سماحته الى التخلف في القضاء على الأضرار الاجتماعية مثل الطلاق والإدمان والمشاكل الأخلاقية، فضلا عن البعد عن نمط الحياة الإسلامي.
كما اشار قائد الثورة الى دور النخب وبالاخص النحب الشابة في تحديد الثغرات وتقديم المساعدة الفكرية للمسؤولين لرأبها.
واكد على ضرورة ألا نهمل العدو وحيله وأدواته، لافتا الى أن قوة الثورة الإسلامية وتقدمها هو سبب الحيل والضغوط العصبية التي يمارسها اعداء إيران، موضحا بأنه لا ينبغي أن نكون سلبيين أمام العدو، لأن سياستهم هي إذلال الطرف الآخر وجعله سلبيا.