البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم أنت الرب وأنا العبد، وأنت الرازق وأنا المرزوق وأنت المعطي وأنا السائل..."

الثلاثاء 26 مارس 2019 - 09:30 بتوقيت طهران

الحلقة 43

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها دعاء "يستشير" وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونقدم جديداً منها حيث انتهينا في لقائنا السابق الى فقرات تعتمد على التقابل بين عظمة الله تعالى وصغر المخلوق وهي سلسلة بدأت بعبارة (انت الخالق وانا المخلوق، وانت المالك وانا المملوك)، وهذا ماحدثناك عنه سابقاً ونواجه بعدما تقدم عبارات من نحو (وانت الرب وانا العبد، وانت الرازق وانا المرزوق، وانت المعطي وانا السائل)، ونبدأ لنحدثك عن الاولى وهي: (انت الرب وانا المربوب).
لو كنت متابعاً لاحاديثنا لتذكرت باننا اوضحنا الفوارق بين اسماء الله تعالى وصفاته مثل الرب الملك الاله، هنا نذكرك بان كلمة الرب في فقرة انت الرب وانا المربوب تظل متصلة بظاهرة تنظيم الله تعالى لشؤون عبده قبالة صفات مثل الملك حيث تتصل بادارته تعالى للكون، ومثل الاله حيث تتصل بمعبوديته تعالى أي عبادتنا ـ نحن المخلوقات ـ لله تعالى وهو المعبود وقد سبق ان لاحظنا في هذا المقطع عبارة انت الخالق وانا المخلوق حيث ينبغي لفت نظرك الى ان العبارة انت الخالق تفترق عن العبارة انت الرب حيث تلفت الاولى نظرنا الى انه تعالى هو المبدع للبشر بينما الثانية أي انت الرب تعني تنظيمه عز وجل شؤون البشر.
ونواجه من ثم العبارة القائلة (وانت الرازق وانا المرزوق)، طبيعياً لا تحتاج هذه العبارة الى التوضيح لكن بما ان ظاهرة الرزق حيث ينتقل ذهننا منها الى الرزق المادي تظل من اهم ما يعنى البشر به من حيث استمرارية حياته، ولذلك فان الاشارة اليها في سياق تنظيم الله تعالى لشؤون عبده تنتقل باذهاننا الى ان الله تعالى يتكفل باشباع هذه الحاجة الملحة للبشر وهو امر طالما تشير التوصيات الاسلامية اليه من خلال النصوص القرآنية والحديثية مؤكدة بان الرزق هو بيد الله تعالى فكما ان الموت هو امر بيد الله تعالى كذلك فان الرزق يتكفل به كل ما في الامر ان الرزق رزقان رزق يطلبنا ورزق نطلبه، كما ان الرزق بنحو عام يتنوع بين ما هو واسع او وسط او اقل بحسب ما تتطلبه الحكمة الالهية في توزيع ذلك.
ثم نواجه عبارة (وانت المعطي وانا السائل)، هذه العبارة بدورها واضحة ولكننا نلفت نظرك الى امكانية ان يقول قائل بان الرازق والمعطي يتماثلان وان المرزوق والسائل يتماثلان ايضاً، فما هو الفارق اذن بين عبارة انت الرازق وانا المرزوق، وبين عبارة انت المعطي وانا السائل؟
وللاجابة عن السؤال المتقدم نقول ان الرازقية ـ كما اشرنا ـ تجعل اذهاننا متداعية الى الرزق المادي بينما يتداعى الذهن من عبارةانت المعطي وانا السائل الى مطلق الحاجات البشرية اعم من الرزق المادي وغيره، واعم من حاجات الدنيا والآخرة، فالسائل وهو العبد قد يسأل غفران ذنبه، او يسأله رحمته تعالى في تحقيق الامن او الصحة وهكذا.
بعدها نواجه عبارة (وانت الجواد وانا البخيل)، هنا نحسبك ستتساءل مستفسراً ماذا نستخلص من العبارة الجديدة؟ هل نستخلص بعد ان عرفنا ان الله تعالى هوالمعطي بانه جواد في عطائه وبانه العبد بخيل في عطائه؟ اكبر الظن ان قارئ الدعاء يستنتج ذلك بخاصة ان فقرة انت المعطي وانا السائل تأتي بعدها فقرة وانت الجواد وانا البخيل.
اذن نحن الان امام فقرات او عبارات متسلسلة في موضوعاتها ومتدرجة من موضوع الى آخر بحيث يترتب اللاحق على سابقه كما لحظنا.
بقي ان نحدثك عن سائر العبارات الواردة في هذا المقطع وهو ما نحدثك عنها لاحقاً ان شاء الله تعالى.
اما الان فحسبنا ان نذكرك وانفسنا بتأكيد عبوديتنا لله تعالى وممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة