موضوع البرنامج:
الغيبة وإتمام الحجة والتقوى
مصير الملحدين في الدولة المهدوية
ناديته فجاءني
ألا يا ولي الثأر قد مسنا الأذى
وعائدنا دهرٌ خؤونٌ مدالس
وأرهقنا جور الليالي وكلنا
فقيرٌ الى أيام عدلك بائس
متى ظلمُ الظلم الكثيفة تنجلي
ويبسم دهري بعد إذ هو عابس
ويصبح سلطان الهدى وهو قاهر
عزيزاً وشيطان الضلالة خانس
لأبذل في إدراك ثأرك مهجتي
فما أنا بالنفس النفيسة نافس
أبثك يا مولاي بلواي فاشفها
فأنت دواء الداء والداء ناخس
تلّاف عليل الدين قبل تلافه
فقد غاله من علة الكفر ناكس
فخذ بيد الاسلام وانعش عثاره
فحاشاك أن ترضى له وهو تاعس
بسم الله وله خالص الحمد والثناء على توفيق الثبات على مودة وموالاة سادات أوليائه المعصومين محمد وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين أجمل تحية نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من برنامج شمس خلف السحاب. في مطلع هذا اللقاء إستمعتم في أبياتٍ من قصيدة مهدوية عصماء أنشأها الفقيه الأديب ابن داغر الحلي من أعلام علماء الإمامية في القرن الهجري التاسع رضوان الله عليه.
أما الفقرات الاخرى في البرنامج فالعقائدية منها تحمل عنوانا هو: الغيبة وأتمام الحجة والتقوى.
يليها إتصال هاتفي بضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي وإجابة عن سوال موضوعه هو: مصير الملحدين في الدولة المهدوية.
أما حكاية هذه الحلقة فعنوانها هو: ناديته فجاءني.
أطيب الاوقات نرجوها لكم مع فقرات هذا اللقاء.
مستمعينا الافاضل الفقرة العقائدية في البرنامج عنوانها هو:
الغيبة وإتمام الحجة والتقوى
روى الشيخ الصدوق في كمال الدين بسنده عن السيد الحميري ضمن حديث طويل، قال: قلت للصادق جعفر بن محمد: يابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن أبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة كونها، فأخبرني بمن تقع؟، فقال عليه السلام: "ستقع بالسادس من ولدي والثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه واله. أولهم اميرالمومنين علي بن ابي طالب واخرهم القائم بالحق، بقية الله في أرضه صاحب الزمان وخليفة الرحمن، والله لو بقي في غيبته مابقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
وقال عليه السلام في حديث اخر "إن لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه.
مستمعينا الافاضل يلاحظ المتتبع لأحاديث أهل بيت النبوة -عليهم السلام –أنهم بدأوا إعداد المومنين لعصر غيبة خاتم الاوصياء المهدي الموعود -عجل الله تعالى- فرجه في وقت مبكر للغاية.
فقد بدأوا منذ زمن النبي الاكرم إذ روت مصادرنا الحديثية المعتبرة عدة احاديث صحيحة الاسانيد أخبر فيها – صلى الله عليه واله وسلم – أصحابه بغيبة خاتم خلفائه الاثني عشر عليهم السلام، وصرح في حديثه المشهور لجابر الانصاري رضي الله عنه بأن الناس ينتفعون من وجود سليله المهدي في غيبته – عجل الله تعالى فرجه – كما ينتفع الناس بالشمس وإن سترها السحاب.
وسار ائمة العترة المحمدية على منهج سيدهم المصطفى – صلى الله عليه واله وسلم – في الاخبار عن غيبة خاتمهم وبيان جملة من خصوصياتها، كل ذلك إتماما للحجة الإلهية على العباد وتثبيتا للمومنين على الاعتقاد بأمامته في مواجهة الشكوك والشبهات المضادة لهذا الاعتقاد الحق والتي يثيرها الذين لايعلمون أكثر من ظاهر الحياة الدنيا.
والحديث المتقدم الذي روته مصادرنا المعتبرة عن إمامنا الصادق – عليه السلام – هو من جملة الاحاديث الشريفة التي يعين التدبر فيها المومنين على تحمل صعوبات عصر الغيبة والنجاة من أ سر الشكوك والشبهات. وفي هذه الاحاديث يعرف مولانا الصادق – عليه السلام – المومنين بعدة حقائق مهمة ترتبط بغيبة الامام الثاني عشر من ائمة العترة المحمدية منها:
اولا: بيان حقيقة قيام الامام المهدي – عجل الله تعالى فرجه – في غيبته بمهام الخلافة الالهية، وهذا واضح من الاوصاف التي يصف بها الامام الصادق سليله المهدي، وهي: القائم بالحق، بقية الله في أرضه، صاحب الزمان وخليفة الرحمن. فالتدبر في هذه الاوصاف بالذات ينبه المومنين الى حقيقة أن الغيبة لاتمنع الإمام المهدي – أرواحنا له الفداء عن القيام بمسووليات حفظ الحق اي الدين الالهي وخلافة الرحمن في تدبير شوون البلاد ونظائر ذلك.
أما الحقيقة الثانية فهي أعزاءنا المستمعين، التاكيد على حتمية الظهور المهدوي مهما طال امد الغيبة، والإمام الصادق - عليه السلام – وكما تلاحظون يقسم بالله عزوجل على ذلك مشيرا الى إرتباط غيبة الامام المهدي وظهوره بارادة الله عزوجل في اظهار دينه الحق على الدين كله لكي يملأ الارض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
أذن فلا ينبغي لمومن أن ييأس من تحقق هذا الوعد الالهي الصادق مهما طال أمد الغيبة، وكيف ييأس من ذلك من تدبر في الحديث القراني الحكيم عن قصة نوح – على نبينا واله وعليه السلام.
ان الذين سخروا من نوح – عليه السلام – كان مصيرهم الغرق والهلاك، أما الذين لم يتزعزع إيمانهم و لم تضعفه شبهات المستهزئين فكانت عاقبتهم النجاة من الغرق والتنعم ببركات الدولة الألهية العادلة التي اقامها هذا النبي الكريم بعد الطوفان.
وعلى ضوء ماتقدم يتضح ان اليأس من ظهور المهدي لطول غيبته – عجل الله تعالى فرجه – يكشف عن ضعف الايمان بوعد الله عزوجل وهذا خلاف التقوى كما يشير مولانا الامام الصادق في الحديث الثاني حيث يقول "ان لصاحب هذا الامر غيبة، فليتق الله عبد وليتمسك بدينه.
نتابع مستمعينا الاكارم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في إيران تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
وندعوكم الان للاستماع للفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة السيد محمد الشوكي، سلام عليكم سماحة السيد
الشوكي:عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخ وائل مقيم في لندن يعرض على سماحتكم السؤال التالي يقول هناك طائفة كبيرة من المجتمع البشري الان ملحدون، لايؤمنون بدين من الاديان بل وفيهم من لايعتقد بوجود الله تبارك وتعالى اساساً، يقول كيف سيكون مصير هؤلاء عند قيام دولة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وهي دولة دينية؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي:اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
المحاور: صلوات الله عليهم
الشوكي:الحقيقة اولاً علينا ان ندرك ان العالم سوف لن يبقى على ماهو عليه الان، الكثير من الاشياء سوف تتغير سواء في ذلك الاشياء الكونية او الاشياء الاجتماعية او الاشياء الفكرية، هناك عملية تحول سوف تحدث في المجتمع البشري قبيل ظهوره صلوات الله وسلامه عليه وهناك عودة للدين يعني في هذه الفترة طبعاً الالحاد تيار شاذ، تيار شاذ في التاريخ، الشرك ربما موجود يعني ان يعتقد الانسان بوجود اله ولكن لأنه لايصل اليه او يعتقد انه لايصل اليه يشرك بعض المخلوقات لكي يتقرب زلفى اليه لكن الالحاد يعني نكران الله عزوجل "أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ" هو تيار شاذ. بعد تطور العلوم وهذه الحقبة التي مرت علينا ولكنه سوف ينحسر وفعلاً بدأ ينحسر شيئاً فشيئاً، انا لااتحدث عن المجتمعات الاسلامية، اتحدث حتى عن المجتمعات الغربية هناك حركة كبيرة وجوع شديد، جوع عاطفي ونزوع نحو المعنويات ونحو الاديان وما الى ذلك هذه مسئلة، المسئلة الثانية الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه سوف يؤيد بآيات تريهم، هذا وعد الهي سنريهم في المستقبل "آياتنا في الافاق وفي انفسهم" الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه وارد في الروايات انه يضع يده على رؤوس العباد، هنا العباد لم يخصص بالمسلمين او بأتباع حتى مدرسة اهل البيت، العباد، مطلق العباد، مطلق الناس، يضع يده على رؤوسهم فتكمل به عقولهم واحلامهم، هل هذا كناية عن التربوية المهدوية، هل هو تدخل رباني؟ لاادري ولكن هذه الحالة تتحدث عنها الروايات الشريفة. على العموم اذا بقي هناك بعد كل هذه المقدمات التي قدمناها وبعد دعوة الامام ووسائل الحوار وما الى ذلك، اذا بقيت هناك فئات مصرة على الحادها ونكرانها لله تبارك وتعالى فأننا لانملك دليلاً تفصيلياً على ذلك انما من خلال المعطيات العامة والادلة العامة ان الامام المهدي سلام الله عليه سوف يتعامل معهم بمنهج القرآن، بمنهج السنة كما تعامل معهم جده النبي صلى الله عليه واله وسلم، طبعاً اهل الكتاب لهم ان يبقوا في الدولة الاسلامية اذا اشترط بالشروط المذكورة واما الملحدون فلا مكان لهم فيها، هذا بحسب الضوابط العامة، هل هناك حكم اخر؟ لاادري ولكن الذي اراه ان الكل او الجميع او الاغلب سوف يقبلون على الدين وسوف يصلون الى قناعة بالدين وان الحلول في الدين والله العالم.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي هذا الامر الذي تفضلتم به تطبيق القواعد الشرعية العامة او الاحكام الشرعية العامة، في بداية دولة الامام المهدي سلام الله عليه او كما المحتم بعد اقامة الحجج ويفترض انه بعد فترة طويلة او بعد مدة من اقامة الدولة المهدوية؟
الشوكي:لا هو انا اعتقد ان الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه سوف يمارس دوراً كبيراً في الحوار وفي التربية وفي الاقناع وفي كل وسائل الاقناع، اساساً هي الارضية ستكون معدة كما ذكرنا، ليس كما يذكر ان الامام حدي جداً، اما ان تقول كذا واما ان يضرب رأسك ليس بهذه الطريقة، الامام بعث رحمة وحتى منهج التدرج هو منهج اسلامي يعني المرحلية واضح جداً ان الاسلام في معالجته للقضايا المختلفة استخدم اسلوب المرحلية فمن خلال القانون العام اعتقد ان الامام سوف يدخل، حتى نحن والكفار والمشركون لابد من حوار معهم ولابد من دعوتهم واقامة الحجة عليهم قبل البدأ في قتالهم...
المحاور: حتى يسمعوا كلام الله، في سورة التوبة بهذا المضمون، نعم
الشوكي:فلابد ان تقام الحجة عليهم، فالامام له حكم خاص لأن كما تعرفون بعض الاحكام عهد بها، هناك عهد معهود من جده رسول الله والائمة عند الامام سلام الله عليه، هناك احكام ربما تكون خاصة بعصر الظهور لأن العالم مختلف، الظرف مختلف، البشرية سوف تختلف لكن لانملك دليلاً على ذلك، نرجع الى القواعد العامة، القواعد العامة تقول انه من آمن بالاسلام فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، من كان كتاباً يبقى على كتابيته ان اراد بشرط التزامه بشروط الاسلام هي مذكورة في كتب الفقه واما الملحدون اما ان يسلموا واما ان لايكون لهم مجال في الدولة الاسلامية على اني اعتقد ان تيار الالحاد سوف ينحسر قبل ظهوره، الناس سوف ترجع الى الله، الى الدين، تصل الى حالة يأس من الالحاد وحالة من الضنك الشديد لبعدها عن الايمان والامام من خلال دوره الكبير وانه يضع يده على رؤوس العباد سوف يكمل الكثير من عقولهم واحلامهم وتهدي الى الله تبارك وتعالى والله العالم بحقيقة الحال.
حان الان موعدكم ايها الاخوة والأخوات مع حكاية اخرى من حكايات الفائزين بالبركات الخاصة التي يمن الله بها على المتوسلين اليه بخليفته المهدي – أرواحنا فداه -، عنوان الحكاية هو:
ناديته فجاءني
مستمعينا الافاضل، راوي هذه الحكاية التالية هو آحد كبار مراجع التقليد المعاصرين، والذي عرف بالتقوى والزهد وحظي باحترام كبير من العلماء، والمومنين وكان له دور كبير في تثبيت دعائم الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة أنه الفقيه الجليل اية الله الشيخ محمد علي الاراكي قدس سره الشريف.
وقد سجلت هذه الحكاية نقلا عنه مباشرة في الكتاب الوثائقي القيم الذي طبع باللغة الفارسية عن حياته …. وهو رحمه الله ينقل هذه الحكاية الموثقة عن صاحبها مباشرة بعد ان يثني عليه … ننقل لكم مارواه بعد قليل فتابعونا مشكورين.
قال اية الله الاراكي رضوان الله عليه: كان السيد علي الهاشمي البجنوردي من تلامذتي النابهين، وكنت أرتاح له وأأنس به…. ثم كان أن انقطع عني مدة طويلة لم أره فيها ولم أسمع شيئا عنه الى ان إلتقيته ذات يوم عند قبر أستاذنا الشيخ عبد الكريم الحائري رضوان الله عليه (موسس حوزة قم المعاصرة). وذلك في حرم السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها. وعندما التقيته احتفيت به ثم سألته: أين أنت؟ لم ارك منذ مدة، فأجابني: لقد أصيبت عيني قبل مدة بمرض فراجعت أطباء العيون لمعالجتها ، وبعد إجراء الفحوصات قالوا لي: يوجد في رأسك ورم سبب هذا المرض لعينك، ولا مناص من أجراء عملية جراحية لاستئصال هذا الورم من المخ.
اذاني كثيرا ماسمعته من الاطباء، أخبرت بعض اصدقائي بهذا الابتلاء فنصحوني بالالتزام بذكر اليونسية ضمن شروط خاصة وذكروني باثاره المجربة … وبالفعل التزمت بهذا الذكر وتلاوته كل يوم.
مستمعينا الاكارم، وقبل ان نتابع نقل حكاية هذا السيد، نشير الى ان ذكر اليونسية هو الوارد في قوله تعالى "لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".
وقد التزم به نبي الله يونس على نبينا واله وعليه أفضل الصلاة والسلام وهو في بطن الحوت فأنجاه الله عزوجل من الغم كما حكى في كتابه المجيد، وقد وردت تأكيدات عليه في الاحاديث الشريفة لدفع الهموم والغموم ويوكد عليه عرفاء الأمامية لاثارة القوية في التحرر من أسر الطبيعة والانفتاح على عالم الغيب.
وبعد هذه الاشارة نعود الى حكاية السيد علي الهاشمي حيث قال بعد ذكر التزامه بذكر اليونسية: واظبت على هذا الذكر، الى أن رأيت في عالم الرويا ذات ليلة قافلة تسير في الفضاء باتجاه مكة المكرمة، فألهمت أن ألذي يتقدمها هو مولاي إمام الزمان أرواحنا فداه…. اقترب مني وهو على صهوة جواده، فقلت في نفسي أنه عليه السلام سيلتفت الي…. لكنه مر ولم يلتفت إلي، فناديته متضرعا وراجيا، فغير أتجاهه وعاد صوبي ولما وصل الي وضع أصبعه الشريف على عيني. وعندما استيقظت من النوم وشعرت بأن الالم قد زال عن عيني وذهب عنها المرض. ثم راجعت طبيب العيون … فأجرى علي فحوصات جديدة وأشعة جديدة وعندما راها بتمعن قال لي: لا أثر أصلا للورم السابق في رأسك‼
نشكر لكم ايها الاخوة والاخوات طيب الاستماع والمتابعة لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب … إستمعتم لها من أذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في إيران …كونوا معنا في الحلقة المقبلة باذن الله ودمتم في رعايته عزوجل.