البث المباشر

تفسير موجز للآيات 31 الى 40 من سورة النبأ

السبت 24 أغسطس 2024 - 13:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1058

 

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد الشاكرين على نعمائه سيما نعمة الهداية والإيمان ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب إله العالمين، محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. إخوتنا المستمعين الأفاضل في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء القرآني ضمن برنامج (نهج الحياة) حيث سنكمل في حلقتنا هذه بإذنه تعالى تفسير ما تبقى من آيات سورة النبأ المباركة فتفضلوا بمتابعتنا مشكورين ..

ندعوكم الآن، أيها الأكارم، الى الإستماع الى تلاوة الآيات الحادية والثلاثين حتى السادسة والثلاثين من سورة النبأ المباركة..

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً{31} حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً{32} وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً{33} وَكَأْساً دِهَاقاً{34} لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً{35} جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً{36}

"المفاز" أيها الكرام، إما بمعنى مكان الفوز وإما الفوز نفسه، و"حدائق" جمع (حديقة) وهي البستان المسوّر، وأما كلمة "كأس" تعني الوعاء البلوري، و"دهاق" أي ممتلئ إلى آخره، وقد اعتبر بعضهم أن دهاق من مادة "دَهَقَ" أي العُقَد المتواصلة، أي أن كؤوس الشراب تُعرض الواحدة تلو الأخرى.

كما تشير الآيات الى أن للعنب مكانة خاصة بين الفواكه ولهذا ذكر بشكل منفرد.

ومن تعاليم هذه الآيات الكريمات يمكن القول أولاً: يجب أن يكون الخوف والرجاء متلازمين؛ فقد جاء في هذه السورة جزاء المتقين إلى جانب عقاب الطاغين.

ثانياً: إن الفوز والفلاح هما في ظل النعم المادية والمعنوية، فكلمة "حدائق" هي رمز للنعم المادية وعبارة "لا يسمعون" هي رمز للنعم المعنوية.

ثالثاً: لا تجر نعم الجنة الإنسان إلى الغرور والتكبر والغفلة وقول الزور.

رابعاً: الجلسات التي لا يكون فيها لغو ولا كذب، هي كجلسات الجنة.

خامساً: ليس العذاب وحده هو العادل، بل الثواب كذلك له حساب وكتاب.

وسادساً: نظام الثواب والعقاب هو من لوازم الربوبية.

أما الآن، أحبتنا الكرام، ننصت معاً إلى تلاوة الآيات السابعة والثلاثين حتى التاسعة والثلاثين من سورة النبأ المباركة..

رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً{37} يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً{38} ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً{39}

أيها الأفاضل، تأتي كلمة "الروح" في القرآن الكريم أحياناً بصورة مطلقة، مثل الآيات الثامنة والثلاثين من هذه سورة والآية الرابعة من سورة القدر المباركة.. وتكون عادة مقابلة للملائكة في هذه الموارد، وأحياناً تأتي مقيدة مثل روح القدس وروح الأمين.

ويُستنتج من الروايات أن الروح إما أن تكون مخلوقاً أعظم من الملاك، وإن كان ملاكاً فإن أعظم الملائكة، كما جاء في رواية عن الإمام الصادق (ع): (الروح ملاك أعظم من جبرائيل وميكائيل) كما ورد في الروايات أن المقصود من " إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً" هم الأئمة المعصومون (ع) إذ أن الله يأذن لهم ويقولون حقاً وصواباً.

ومن ما تعلمه إيانا هذه الآيات المباركات أولاً: تدبير أمور الوجود عند الله سبحانه وتعالى، لا تتفاوت عنده السماء والأرض وما بينهما.

ثانياً: ربوبية الله مبنية على أساس الرحمة.

ثالثاً: ليس للحق معارضون ومخالفون يوم القيامة.

رابعاً: من خصائص ملائكة الله أنهم يراعون النظام والإنضباط ومستعدون لتنفيذ الأوامر.

وخامساً: الشفاعة يوم القيامة منوطة بالإذن الإلهي.

إخوتنا الأفاضل، نستمع الآن خاشعين الى تلاوة الآية الأربعين وهي آخر آية من آيات سورة النبأ المباركة..

إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً{40}

مما نستلهمه من هذه الآية الكريمة أيها الأطائب، أولاً: التحذير والتنبيه بالنسبة الى الأفراد الغافلين، أهم من البشارة.

ثانياً: من علائم الغفلة، إعتقاد الناس بأن القيامة بعيدة.

ثالثاً: الندم، دليل على أن الإنسان مختار.

رابعاً: ينظر الإنسان إلى عمله يوم القيامة.

خامساً: المصير الأخروي لكل شخص، في يد الإنسان نفسه.

سادساً: تأخذ الأرض بذرة، فتُنبت عنقوداً؛ ولكن الكفار يسمعون مئة دليل وبرهان ولا يقبلون بواحد منها؛ إذن فإن التراب أفضل منهم.

إخوة الإيمان، مع ختام تفسير سورة النبأ، وصلنا وإياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" فحتى الملتقى في الحلقة القادمة وتفسير سورة أخرى من سور القرآن الكريم، لكم منا أطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة