موضوع البرنامج:
من علامات المهدي المنتظر
حال بني أمية في الدولة المهدوية
نور في هدئة السحر
عجل فديناك فالأحشاء في شعل
لعلنا من هداكم نبلغ الاربا
وننظر العدل مبسوطا ومنتشرا
وفي الاعادي غراب البين قد نعبا
عطفا وعفوا وان كنا العصاة فمن
يعفو سواك عن العاصي اذا غضبا
ضاق القضا بنا يا خير مدخر
والجور اوقد في احشائنا لهبا
فقم تلاف الهدى وانقذ بقيته
وشيد الدين يا بن السادة النجبا
بسم الله وله الحمد والشكر جميل الصنع حسن التدبير ارحم الراحمين وازكى صلواته وتحياته على صفوته من العالمين محمد واله الطاهرين. السلام عليكم اعزائنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران على بركة الله نلتقيكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج، وقد استمعتم في مطلعها الى ابيات مهدوية من قصيدة حسينية غراء للاديب الولائي الحاج عبد الحسين شكر النجفي رضوان الله عليه. أما الفقرات الاخرى في لقاء اليوم فهي عقائدية عنوانها: من علامات المهدي المنتظر
تليها إجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: حال بني أمية في الدولة المهدوية
والفقرة الختامية هي حكاية موثقة من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية النيرة عنوانها:
من علامات المهدي المنتظر
روى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة بأسناده الى عبد الله بن عطا قال: قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام: أخبرني عن القائم عليه السلام فقال: "والله ما هو أنا ولا الذي تمدون إليه أعناقكم و{إنه} لا يعرف ولادته"، قلت: بما يسير؟ قال عليه السلام: "بما سار به رسول الله صلى الله عليه وآله. هدر ما قبله واستقبل". وفي كتاب كمال الدين روك الشيخ الصدوق بسنده عن أبي أيوب المخزومي قال: ذكر أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة الخلفاء الإثني عشر الراشدين فلما بلغ آخرهم قال: "الثاني عشر الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه، عليك بسنته والقرآن الكريم". وفي كتاب النعماني مسنداً عن أبي حمزة الثمالي قال: "يا أبا حمزة من المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي الله وهو كافر به وله جاحد. بأبي من يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا يا أبا حمزة من أدركه فيسلم له ما سلم لمحمد وعلي فقد وجبت له الجنة، ومن لم يسلم فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين".
مستمعينا الأفاضل، نتلمس في الأحاديث الشريفة المتقدمة عدة من الحقائق العقائدية المهمة التي ينبهنا لها مولانا الإمام الباقر عليه السلام فيما يرتبط بالمعرفة السليمة لإمام العصر بقية الله المهدي أرواحنا فداه: الحقيقة الأولى هي أن الله عزوجل قد إقتضت حكمته إخفاء أمر ولادة المهدي الموعود وحفظه في ستار الغيبة بكلا مرحلتيها الصغرى والكبرى، وكل ذلك من أجل إبعاده عن خطر القتل الذي طال آباءه عليهم السلام ولكي يتمكن من القيام بما يلزم لتوفير الأوضاع المناسبة لظهوره وإعداد أنصاره. وفهم هذه الحقيقة يستتبع تكليفاً عملياً على المؤمنين هو أن يجتنبوا كل ما شأنه خرق ستار الغيبة المهدوية وتعريض جهود التمهيد للخطر وهذا ما حذرت منه كثيرٌ من الأحاديث الشريفة الناهية عن كشف أسرار آل محمد صلى الله عليه وآله.
الحقيقة الثانية: أعزاءنا المستمعين، هي أن سنة الإمام المهدي عجل الله فرجه هي نفسها سنة أبوية محمد وعلي عليهما وآلهما الصلاة والسلام فالتسليم له هو تسليم لهما وهو سير على الصراط المستقيم المفضي الى الجنة كما يصرح بذلك الحديث الثالث من الأحاديث الباقرية المتقدمة. وفهم هذه الحقيقة يستتبع تكليفاً للمؤمنين هو التسليم للإمام المنتظر عجل الله فرجه في غيبته فيما يرتبط بأمر ظهوره وعدم الإعتراض تأخر الظهور أو تقدم. وكذلك التسليم له عليه السلام بعد ظهوره في كل ما يتخذه بأمر الله من قرارات وخطوات وفيها كثير من الخطوات الكبرى لأن سيرته هي سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كهدم ما سبقه من قيم الجاهلية ومظاهرها ويستقبل البناء الإسلامي الجديد.
مستمعينا الأفاضل، أما الحقيقة الثالثة التي نستفيدها من الأحاديث الثلاثة المتقدمة فهي التنبيه الى ضرورة معرفة المؤمنين بعلامات المهدي الموعود الحقيقي لكي يتحصنوا بهذه المعرفة من الإنخداع بمكر ودعوات أدعياء المهدوية مهما تعقدت مظاهرهم وشعاراتهم. ولذلك نلاحظ مولانا الإمام الباقر عليه السلام يؤكد على أن المهدي الموعود الحقيقي هو الذي يشكك في ولادته وهو الذي تطول غيبته وهو الذي يصلي عيسى بن مريم عليه وعليهما السلام خلفه، وهو الذي يسير بسيرة وسنة أبوية محمد وعلي عليهما وآلهما أفضل الصلاة والسلام.
مستمعينا الأفاضل تابعوا هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب بالإستماع للفقرة الخاصة بالإجابة عن اسئلتكم بشأن قضية الإمام المهدي أرواحنا فداه نستمع معاً للإتصال الهاتفي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم ايها الاخوة والاخوات نشكر لكم طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ونشكر سماحة السيد محمد الشوكي على تفضله للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سماحة السيد سلام عليكم سماحة السيد
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخ يحيى من اليمن، رسالة طويلة ولكن الخلاصة فيها، السؤال المحوري فيها هو ينقل مجموعة من الاحاديث التي تتحدث عن انتقام الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف من بني امية يعني سؤاله لماذا هذا التأكيد في الاحاديث الشيعية على انتقام المهدي من بني امية عند ظهوره؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله بيته الطيبين الطاهرين المعصومين
بداية ينبغي ان نعرف ان النزاع بين بني هاشم وبني امية هو ليس نزاعاً عائلياً اسرياً عشائرياً وما الى ذلك وانما هو نزاع على اساس مبدأ لذلك لما قال الشاعر في الحسين عليه السلام:
وان قتيل الطف من آل هاشم
أذل رقاب من قريش فذلت
فصحح له الامام وقال أذل رقاب المسلمين، ليست مسئلة قريش او غيرها، مسئلة الاسلام وهناك مشروعان يخطأ من ان يظن ان بني امية مجرد اشخاص، بني امية كأشخاص انتهوا وحتى احفادهم واحفاد احفادهم والذين ينتمون اليهم من نسلهم الحقيقة هم ليس شريكين في بني امية الا ان يرضوا بفعلهم كما يقال فالمسئلة ليست مسئلة نزاع اشخاص بقدر ماهو نزاع مبدأ، بنو امية ليسوا اشخاصاً حكموا وانتهى الامر بل بنو امية مشروع في مقابل مشروع اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، مشروع اهل البيت ومشروع الاسلام الصحيح ومشروع الاسلام الاصيل. في مقابل هذا المشروع هناك مشروع اسلام اراد ان يبتدعه وان يخترعه بنو امية وهو ما يعبر عنه بالاسلام الاموي وهذا الاسلام الذي ارادوا ان يبتدعوه على مستوى العقيدة وعلى مستوى الاحكام وعلى مستوى التفسير والاحاديث ومجمل المعارف الاسلامية هذا لن ينتهي في العصر الاول وفي القرن الاول الهجري، لازالت امتداداته الى اليوم يعني آثار بني امية، بصماتهم لازالت موجودة في الفكر الاسلامي وطابعهم لازال موجوداً في الفكر الاسلامي ولازال الى اليوم من يدافع عن بني امية وعن فكر بني امية وعن منهج بني امية وعن عقائد بني امية والخ.
بنو امية في زمن الظهور الامام لما يخرج سوف يصلح العالم كله، هذا الاصلاح اول ما يبدأ هو في الداخل، اصلاح داخلي، البيت الاسلامي والكثير من هذه الافكار مثلاً مسألة الجبر، مسألة الارجاء وكثير من المسائل، الحقيقة هذه بصمات بني امية واضحة فيها، اسس لها بنو امية وشرعنوها، الامام عندما يأتي سوف يقضي على هذه الافكار وطبيعي انه يقف الكثير من الاشخاص في وجهه انتصاراً لهذه الافكار وانتصاراً لهذا المشروع الاموي خصوصاً وان السفياني هو يحيي المشروع الاموي، يظهر انه هناك في المستقبل عملية احياء للمشروع الاموي بأفكاره وبمعتقداته وبما يحمله من سيئات كثيرة والسفياني هو بالاضافة الى كونه ينتمي الى بني امية نسباً كما يظهر من الروايات ويحمل مشروع بني امية، المشروع الاسلامي الاموي فطبيعي ان يصطدم الامام صلوات الله وسلامه عليه مع هذا التيار من اجل الاصلاح لااقل وهو يريد الاصلاح حتى مع السفياني يقع حوار لكن بعد ذلك يصر ويعاند وينقض بيعته مع الامام صلوات الله فيقاتله الامام صلوات الله وسلامه عليه فأظن ليست القضية قضية شخصية، ليس صراع اشخاص كما هو صراع مبادئ وصراع مشاريع، المشروع الالهي، المشروع الذي يريد ان يحرف المشروع الالهي عن طبيعته وعن مساره الذي اراد الله تبارك وتعالى له والمعركة مستمرة الحقيقة.
نشكر لكم ايها الاخوة والأخوات طيب المتابعة لهذه الحلقة من البرنامج ومع فقرته الختامية وحكاية وضعنا له العنوان التالي:
نور في هدئة السحر
شاهد عيان هذه الحكاية هو العلامة الأخلاقي الجليل الفقيه الرجالي المتتبع آية الله السيد حسن الصدر مؤلف كتاب ( تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام) و(تكلمة أمل الآمل) وغيرها من المؤلفات النافعة. والسيد حسن الصدر رضوان الله عليه هو من العرفاء الورعين والأتقياء الزاهدين في أواسط القرن الهجري الرابع عشر، والحكاية التالية موثقة عنه في الكتاب الذي صدر بالفارسية عن حياة شيخ المجتهدين المرجع التقي الشيخ محمد علي الآراكي قدس سره الشريف.
قال آية الله السيد حسن الصدر رضوان الله عليه: في أيام إقامتي في مدينة سامراء لحضور دروس الميرزا الشيرازي قدس سره الشريف حلّ ضيفاً عليّ ذات مرة المولى الشيخ علي الخليلي وهو العالم الورع الجليل فريد عصره في التقوى والورع ونجل آية الله الميرزا خليل الطهراني، إذ جاء لزيارة الإمامين العسكريين عليهما السلام وكان كلما جاء من النجف الأشرف الى سامراء ينزل في دارنا. وعندما نزل في دارنا في هذه المرة، إنشغلنا فيأول الليل بالدراسة والبحث العلمي، ثم خلدنا للنوم والإستراحة. وفيالسحر إستيقظت على صوت هذا المولى الجليل وهو يدعوني للقيام لأداء نافلة الليل، فأجبته ممازحاً: لقد أقبلت على طلب العلم في أول الليل فلا حاجة لي بنافلة الليل وعليّ أن أستريح الآن. فقال رضوان الله عليه: إنهض لأداء هذه النافلة بنية أن تكون مع جدك أمير المؤمنين عليه السلام يوم القيامة عندما يسير خلفه أهل صلاة الليل فتكون معهم فهو قائد الغر المحجلين.
ويتابع آية الله السيد حسن الصدر نقل حكايته مع المولى الشيخ علي الخليلي الطهراني قائلاً: إستجبتُ لدعوته، فنهضت وأسبغت الوضوء لأداء صلاة الليل، لكنه رضوان الله عليه قال لي: من الأحسن أن نؤدي صلاة الليل في هذه الليلة في السرداب المقدس. مستمعينا الأكارم وقبل أن نتابع نقل الحكاية نشير الى أن المقصود بالسرداب المقدس هو المقام المشرف المجاور لمرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام وهو أحد المقامات المهمة لإمام العصر عليه السلام في عصر الغيبة الصغرى وقد شوهد فيه عدة مرات، أما دعوى أنه عليه السلام مختفٍ فيه أو منه يظهر فهو من إفتراءات النواصب أو الجهلة التي لا أساس لها ولا يقول بها أحد من علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
وبعد هذه الملاحظة نعود الى نقل تتمة حكاية آية الله السيد حسن الصدر رضوان الله عليه حيث قال: وافقت على دعوة المولى الخليلي، فسرت خلفه حتى وصلنا الى الصحن المقدس وكانت بابه يومها تفتح من الخارج أيضاً، ففتحناها ودخلنا حتى وصلنا الى سلم السرداب المقدس ونزلنا فيالدرجة الأولى شاهدنا وكانت ليلةً ظلماء شخصاً نورانياً قائماً الى جوار صفة السرداب، لقد كان النور يسطع من وجهه بشدة بحيث صعب علينا رؤية معالم طلعته المباركة. إلتفت إليّ المولى الشيخ علي الخليلي وكنت خلفه، وقال: هل ترك ما أرى؟ أجبت بالإيجاب، وبقينا بلا حراك في مكاننا ننظر الى هذا الشخص النوراني حدود عشر دقائق، ثم تحرك ودخل السرداب، ونزلنا نحن من السلم وعندما دخلنا السرداب، لم أرّ أنا شيئاً، أما المولى الخليلي فالله أعلم بحاله.
وها نحن نصل مستمعينا الأكارم بتوفيق الله الى ختام حلقةٍ أخرى من برنامج شمس خلف السحاب، نأمل أن تكونوا قد قضيتم فيها أطيب الأوقات تقبلوا خالص الدعاء والتحيات منا ودمتم في رعاية الله.