وقد كشف أبو شريف في مقابلة مع وكالة أنباء فارس، عن أسباب و أهداف عملية طوفان الأقصى و النتائج المحتملة لهذه العملية، وفيما يلي نص المقابلة:
فارس: ما هو الهدف من عملية طوفان الأقصى التي نفذها المجاهدون الفلسطينيون ضد العدو الصهيوني؟
أبو شريف: اهداف عملية طوفان الأقصى جاءت تكتيكياً من اجل الرد على كل ما يقوم به الكيان الصهيوني، سواء في غزة المحاصرة منذ ۱۷ سنة، والتي تخضع لعملية موت بطيء، او في ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك و هو من الخطوط الحُمر التي تم التنبيه لها عدة مرات على لسان كل قادة حركات المقاومة.
الكيان الصهيوني منذ فترة طويلة يقوم باستباحة المسجد الأقصى و مستمر في مراحله النهائية من اجل تقسيم الأقصى و السيطرة عليه و إعلان السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى بالإضافة إلي القتل و الترويع اليومي التي يقوم بها في الضفة الغربية؛ فهذه العلمية جاءت رداً على ذلك و لكنها ايضاً هي عملية تحريرية لفلسطين المحتلة. هذه عملية من أجل ضرب الكيان الغاصب الصهيوني واضعاف مجتمعه الداخلي و تدمير ردعه؛ حتي انجاز النصر والتحرير ان شاءالله.
فارس: ما هي نتائج وإنجازات هذه العملية ؟ وما نسبة الأهداف التي تم تحقيقها ؟
أبو شريف: بالتأكيد الاهداف الأولية لهذه المعركة تحققت بشكل كامل وتم توجيه ضربة قوية إلى الكيان الصهيوني وقيادته السياسية وخصوصاً إلى منظومته الأمنية و العسكرية. حيث تم الدخول إلي حوالي خمسين موقعا في غلاف قطاع غزة و قتل عدد كبير من الجنود و جرح عدد أكبر و أيضاً أسر عدد كبير من الأسري الصهاينة.
وبأسر عدد كبير من جنود الصهاينة، صورة هذا الجيش الذي لا يهزم بدت واضحة للعيان وتلقت "اسرائيل" ضربة لم تتلقاها منذ اكثر من خمسين سنة. ما تم إحداثه في ساعات معدودة يكافئ ما قامت به الجيوش العربية في عام ۱۹۶۷. لذلك بإعتقادي هذه العملية حققت كل اهدافها التكتيكية. بالتأكيد هذه العملية أثرت بشكل كبير على معنويات المجتمع الصهيوني الذي كان فقط يثق بالمؤسسة العسكرية، الآن إنهارت ثقته حتى بالمؤسسة الأمنية والعسكرية، كما إنها منهارة تجاه الأحزاب السياسية والدينية. الثقة بقيادة الكيان الصهيوني اصبحت ثقة تقريباً معدومة و هذه ضربة وجهت إلى المجتمع الصهيوني.
فارس: بعض وسائل الإعلام تتحدث عن خصوصية هذه العملية، لماذا كانت العملية عملية فريدة من نوعها ؟
أبو شريف: الردود على ما تقوم به الحملات الصهيونية موجودة؛ لكن بإعتقادي ان الشعب الفلسطيني شعب عظيم، يمتلك إيمانا راسخا و صمودا أسطوريا. غزة تقاوم، و ما زالت تقاوم، و سوف تقاوم. لا يمكن أن تقوم بعمل كبير من هذا النوع، يعني يدفع بإتجاه ردات فعل صهيونية. المقاومة موحدة، و لها امكانيات كبيرة بالتصدي، لكن للأسف الشديد النظام الصهيوني يستغل هذا الضوء الأخضر الأمريكي والغربي و يوجه نيرانه إلى الشعب الفلسطيني حتى يضغط على المقاومة من هذا الطريق. هناك ضوء أخضر أمريكي غربي و للأسف الشديد سكوت عربي إسلامي ونحن بالتالي نقاوم لوحدنا في الميدان و نطالب جميع الشعوب الإسلامية بأن تقوم بدورها في إسناد الشعب الفلسطيني و تخفيف الأعباء عنهم.
الضفة الغربية باتت في وضع ممتاز من حيث المقاومة و قامت بتوجيه طاقته إلى غزة. نحن رأينا اليوم كيف حزبالله أرسل رسائل واضحة إلى الكيان الصهيوني بإنه لا يمكنه استفراد الشعب الفلسطيني و بأي تجاوز لخطوط الحُمر، فان حزبالله جاهز لدخول المعركة. "اسرائيل" سوف تكون في وضع صعب جداً و عليها أن تقاتل في جبهات عدة. و كل المجتمع الصهيوني سيكون تحت نيران المقاومة.
فارس: إلى أي مستوى سيرتفع رد فعل المقاومة الفلسطينية المسلحة على الهجمات الصهيونية ؟
أبو شريف: هذه العملية فريدة من نوعها لأنها غير مسبوقة في تاريخ النضال الفلسطيني. نحن شعب تحت إحتلال، نحن محاصرون من كل الجهات، إمكانياتنا جداً ضعيفة، و أيضاً للأسف الشديد المساعدات و خصوصاً من الجانب العسكري والمقاومة، شبه معدومة. لا يوجد هناك من يقدم لنا يد المساعدة غير الجمهورية الإسلامية و خصوصاً في مجال العسكري. بالتالي يجب ان أقول " أن تقوم بعمل من هذا النوع و تواجه الكيان الصهيوني و جيشه و تهزمه، فهي عملية فريدة من نوعها منذ عام ۱۹۷۳ إلى الآن، لم تتلق إسرائيل ضربة من هذا النوع و فعلا صدمت و جرحت بشكل كبير و ايضاً تهشمت صورتها بشكل كبير و لذلك أعلنت الحرب".
فارس: ما هي رسالتكم للحكومات في جميع أنحاء العالم، وخاصة الحكومات الإسلامية ؟
أبو شريف: للأسف الدول الإسلامية مواقفها ليست بهذا المستوى؛ هناك بعض الدول دعمت الشعب الفلسطيني و أبدت إنزعاجها يعني حملت الكيان الصهيوني مسؤولية ما يجري، ولكن هناك بعض الدول الإسلامية التي طالبت بوقف العنف وكأنما ما يجري بفلسطين هو عنف، و ليس احتلال لشعب فلسطين وانتهاك لمقدساته.
لذلك نحن نطالب المجتمعات والدول الإسلامية بإتخاذ موقف حقيقي اتجاه قضية فلسطين و المقدسات الإسلامية في فلسطين التي تعني كل المسلمين. لا نتوقع كثيراً منهم و لكن نؤمن أن الجماهير العربية و الإسلامية يكون لها دور بالتخفيف عن الشعب الفلسطيني بالضغط على حكوماتها.
فارس: بعض الحكومات الإسلامية تنوي تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ما هي رسالتك لهم ؟
أبو شريف: نعم، التطبيع مع الكيان الصهيوني ليس خياراً عربياً ولا حتى خيار لهذه الأنظمة ولكن تدفع من قبل الولايات المتحدة الإميركية ألتي تريد ان تجعل "اسرائيل" جزءا من هذه المنطقة.
الشعوب الإسلامية ترفض هذا الكيان ولن تقبله ابداً. رأينا ردة فعل الشعب المصري و شعوب المنطقة؛ كلها ترفض وجود الكيان الصهيوني ولذلك فان عملية التطبيع هي محرمة و تخالف القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية. لا يوجد هنا أي مصلحة لدولة عربية سوى ارضاء أمريكا التي تجلب سخط الله سبحان الله و تعالى.
"إسرائيل" لن تحمي أي دولة، و لن توفر الأمن لهذا الدول وهي ستكون إحدى نقاط الضعف لهذا الدول. وشعوب المنطقه تكره وترفض ولا تقبل "إسرائيل" أبدا.