وقال رئيس جامعة الأزهر "الدكتور سلامة داود" إن مولد الحبيب المصطفى(ص) هو أهم حدث في تاريخ البشرية على الإطلاق منذ أن خلق الله الكون، وسخر كل ما فيه لخدمة الإنسان، وكأن هذا الكون كان يرتقب قدومه منذ أمد بعيد، يجب علينا أن نتأسى بأخلاق النبي (ص) وصفاته النبيلة، وأن نجعل من هذا التأسي واقعاً في حياتنا كالأمانة والصدق والمودة والإخلاص وغيرها من الصفات الجميلة التي تصلح مجتمعات بأكملها.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الاحتفال بمولده (ص) يعني العزيمة على التغيير للأفضل فإن ميلاده (ص) غير وجه الدنيا، كما يعني مولده (صلى الله عليه وآله وسلم)، عدم اليأس مهما أطبقت الظلمات، فإن الفجر يأتي بعد شدة الظلام وإن الصبح قريب وإن المنح تولد من أرحام المحن، لافتاً إلى قول الشاعر وقد صور ما أصاب الناس من الظلمات قبل مولده (ص) فقال: "أتيت والناس فوضى لا تلم بهم إلا على صنم قد هام في صنم، وقول الشاعر أيضا ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء".
وأشار إلى أن مولد الرسول (ص) هو الخير كله للبشرية والنور الذي أضاء الكون وأخرج الناس من الظلمات إلى النور يهتدون بأحسن الأخلاق وأفضلها وجميل الصفات وأعظمها.
وقال رئيس جامعة الأزهر: "إن الله تعالى أثنى على نبيه وتحدث القرآن الكريم عن أخلاقه وصفاته الحسنة وسلوكه القويم وأوجبت الشريعة الإسلامية على المسلمين والمؤمنين الاقتداء به في أقواله وأفعاله وأخلاقه، يقول الحق تبارك وتعالى: {لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، ويقول تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، مؤكداً أن الرسول(ص) استحق هذه المكانة العظيمة والثناء الرباني العظيم لأن حياته كلها كانت تطبيقاً كاملاً وتاماً لأوامر الله عز وجل ونواهيه.
وشدد رئيس جامعة الأزهر، على أنه من الواجب على المسلمين أن يكونوا صورة مشرفة للإسلام، من خلال الاقتداء برسولهم (ص) مؤكداً أن الأمة أحوج إلى أن تكون وفية لربها ولرسولها ولدينها وأوطانها.