وقد بدأت، تتكشف أكثر آثار المأساة، حيث قرى بكاملها دمرت، وعائلات دفنت أبنائها، وأخرى افترشت الشوارع بعد أن باتت بلا مأوى.

ووفق وزارة الداخلية المغربية بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2122 شخصا، وعدد الجرحى 2421. ومساءً، بثّت قنوات تلفزيونية لقطات جوية تظهر قرى بأكملها وبيوتها الطينية في منطقة الحوز مدمّرة بالكامل.

ووفق ما كتب بيل ماكغواير، أستاذ الجيوفيزياء والمخاطر المناخية في جامعة كوليدج لندن، في “صنداي تايمز” البريطانية، فإن الزلزال ناهزت قوته نحو 30 قنبلة ذرية كتلك التي ضُربت بها مدينة هيروشيما اليابانية، وهو ما يفسر عدد المباني التاريخية التي دُمرت في مدينة مراكش نفسها، رغم بُعدها عن مركز الزلزال بنحو 40 ميلاً، كما يفسّر استشعاره في بلدان قريبة كالجزائر واسبانيا والبرتغال.

وسارعت العديد من الدول العربية والعالمية لإغاثة المغرب، حيث أعلن وزير الداخلية المغربي أن نحو 70 دولة عرضت تقديم مساعدة، فأعلنت إيران وقطر وتونس والجزائر والإمارات إرسال مساعدات إنقاذية وإغاثية إلى المغرب. وقد أوعز الرئيس الإيراني، ابراهيم رئيسي، الهلال الأحمر بتقديم مساعدات للشعب المغربي مؤكدا أن مساعدة منكوبي زلزال المغرب واجب إنساني وإسلامي.

والسبت، أطلقت الكويت حملة إغاثية طارئة لمتضرري الزلزال في المغرب، عبر وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الهلال الأحمر المحلي.

ووجه العاهل السعودي وولي العهد السعودي بتسيير جسر جوي لتقديم المساعدات لضحايا الزلزال المدمر.

كذلك عرضت الجزائر مخططا طارئا للمساعدة في حال قبول المملكة المغربية لها، حيث تتمثل هذه المساعدات في فريق تدخل للحماية المدنية متكون من 80 عونا متخصصا موزعين وفق التخصصات، كما تمّ تسخير فريق سينوتقني مختص في عملية البحث تحت الأنقاض.

بدوره أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون فاينر، أن بلاده “أبلغت الحكومة المغربية بوضوح أنها مستعدة لتقديم مساعدة كبيرة”. وأضاف: “لدينا فرق بحث وإنقاذ جاهزة للانتشار” و”مستعدون أيضا للإفراج عن أموال في الوقت المناسب لمساعدة الشعب المغربي على النهوض ومواجهة هذه المأساة المروعة”.

كما كتبت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، على منصة "إكس" تدوينة أعلنت فيها عن رغبة بلادها بـ " دعم الشعب المغربي في مواجهة هذه الكارثة.. والمساعدة في إنقاذ الأرواح في أسرع وقت ممكن".

وبيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تحدث عن “مأساة أثرت علينا جميعا”، أن باريس “حشدت كافة الفرق الفنية والأمنية لتتمكن من التدخل عندما ترى السلطات المغربية ذلك مفيدا”.

في السياق أرسلت إسبانيا فريقا من 56 مسعفا. وأعلنت وزارة الدفاع الإسبانية إقلاع طائرة عسكرية من طراز أ400 من قاعدة سرقسطة (شمال شرق) متجهة الى مراكش مع فريق مسعفين “للمساعدة في عمليات البحث وانقاذ الناجين من الزلزال”.

هذا ووجه الملك المغربي محمد السادس الشكر الى كل من قطر وإسبانيا وبريطانيا والإمارات لإرسالها المساعدات والمعدات والآليات.

وبالموازاة أصدر قادة ومنظمات دولية في قمة العشرين بيانا أعربوا فيه عن استعدادهم لتقديم العون والوقوف الى جانب المغرب لسد أي احتياجات بمدى قصير.