ومع تعاظم التحدّيات الداخلية والخارجية، التي تواجهها حكومة الاحتلال، بسبب خطة التعديلات القضائية، تتزايد حدّة التحذيرات من مختلف المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية في الكيان، ومفادها أنّ "إسرائيل" تتجه إلى حرب داخلية، وقد تلفظ أنفاسها الأخيرة.
هذا الأمر عبّر عنه، صراحة، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق، إيهود بارك، في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بالقول إنه "على مرِّ التاريخ اليهودي، لم تعمِّر لليهودِ دولةٌ أكثر من 80 عاماً".
مخاوف إيهود بارك كان سبقه إليها نتنياهو عام 2017، عند قوله: "سأجتهد كي تبلغ إسرائيل عيد ميلادها الـ100، لأنَّ مسألة وجودنا ليست مفهومة ضمناً، وليست بديهية، فالتاريخ يعلِّمنا بأنّه لم تُعمّر دولة للشعب اليهودي أكثر من 80 عاماً".
كذلك، قال المحلل الإسرائيلي، آري شافيط، في وقت سابق: "اجتزنا نقطة اللَّاعودة، وإسرائيل تَلفُظ أنفاسها الأخيرة، ولا طعم للعيش فيها، والإسرائيليّون يدركون، منذ أن جاءوا إلى فلسطين، أنّهم ضحيَّة كذبة اختَرعتها الحركة الصهيونيّة".
في سياق متصل، أظهر استطلاع أجرته "القناة 13"، أنّ 56% من الإسرائيليين قلقون من أن التوترات قد تتصاعد إلى حرب داخلية".
وكشف استطلاع آخر، أجرته "القناة ـ12" الإسرائيلية، أنّ نحو ثلث الإسرائيليين يفكرون في مغادرة "إسرائيل"، مع إصرار حكومة نتنياهو على تمرير التعديلات القضائية.
وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نشرت استطلاعاً، أواخر الشهر الماضي، يُبيّن أنّ 58% من المستوطنين يخشون حرباً داخلية فعلية في "إسرائيل".
ويشهد كيان الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الاحتجاجات المستمرة من قبل المستوطنين منذ 30 أسبوعاً في جميع أنحاء اراضي48، احتجاجاً على خطة حكومة الاحتلال التي أدخلت الكيان في أزمة سياسية كبيرة.
وخرج عشرات آلاف المستوطنين، يوم السبت، إلى الشوارع في فلسطين المحتلة، للأسبوع الـ31، احتجاجاً على خطّة التعديلات القضائية التي طرحتها حكومة نتنياهو. وقدّرت المنظمات، التي نظّمت الاحتجاجات، أنّ 120 ألف مستوطن شاركوا في تظاهرة "تل أبيب".