وإذا وقفت على Chajnantor Plateau، فستتلقى القدر نفسه من الأشعة فوق البنفسجية (UV) كما في كوكب الزهرة.
وكشف التحليل الذي أجرته جامعة سانتياغو أن الموقع في صحراء أتاكاما في شمال تشيلي، والذي يزيد علوه عن 15700 قدم (4800 متر) فوق مستوى سطح البحر، هو أكثر بقعة إشماساً على وجه الأرض لأنها تتمتع بأكثر الظروف صفاء.
ولن يساعد متوسط العامل 20 في الحماية من حروق الشمس، لأن العلماء يقولون إن الظروف قاسية جدا لدرجة أنها لم تتم رؤيتها في أي مكان آخر على هذا الكوكب.
وقال معد الدراسة راؤول كورديرو لصحيفة "واشنطن بوست": "إنه في الواقع الإشعاع الذي ستتلقاه في الصيف إذا كنت تقف على كوكب الزهرة. ففي هذا الموقع بالذات، يدرك الأشخاص الذين يعملون هناك أن الإشعاع كان مرتفعا، لكننا الآن نعرف مدى ارتفاعه حقا".
وقد نشر العلماء في دراستهم مجموعة بيانات مدتها خمس سنوات مسجلة في مرصد على الحدود الشمالية الغربية لـChajnantor Plateau - نحو 17700 قدم (5418 مترا) فوق مستوى سطح البحر.
وكما اتضح، لوحظت ظاهرة تُعرف باسم "الانتثار الأمامي" بين السحب القريبة والتي غالبا ما تؤدي إلى اندفاعات كثيفة من ضوء الشمس.
فوق الأماكن الأخرى على الأرض، غالبا ما تكون السحب "سميكة" بما يكفي لمنع نسبة كبيرة من ضوء الشمس من الوصول إلى الأرض، والتي تنعكس بدلا من ذلك إلى الفضاء.
وتحمينا هذه الآلية المفيدة من أشعة الشمس الضارة، بل إنها تمنع ذوبان الصفائح الجليدية بسرعة كبيرة في بعض أنحاء العالم.
ومع ذلك، غالبا ما تواجه Chajnantor Plateau غيوم "رقيقة" تسمح للشمس بالتركيز بشكل مكثف على سطح الأرض.
ويمكن أن يكون الإشعاع الشمسي خلال فترات انتشار السحب الرقيقة أسوأ منه في ظروف السماء الصافية.
وغالبا ما تظهر هذه السحب الرقيقة خلال صيف نصف الكرة الجنوبي في يناير وفبراير، ولكنها منتشرة أيضا في مناطق أخرى مثل هضبة الهيمالايا.
ومع ذلك، فإن هذه العملية تسمح للصحراء التشيلية بتجربة الظواهر الشمسية الشديدة التي "لا مثيل لها في جميع أنحاء العالم"، وفقا للعلماء.
نتيجة لذلك، يعتقد الباحثون أن الهضبة يمكن أن تكون مكانا رئيسيا لوضع محطات الطاقة الشمسية في المستقبل - حصاد ضوء الشمس لإنتاج الكهرباء.
وقد تكون المنطقة قادرة على استخدامها كمحاكٍ للحياة على كوكب الزهرة في المستقبل.
وتقع طبقة الأوزون في كوكب الزهرة على ارتفاع 62 ميلا فوق سطح الكوكب بإشعاع شمسي قدره 2601.3 واط لكل متر مربع.
ولكن على عكس الهضبة، غالبا ما تتجاوز درجات الحرارة هناك 880 درجة فهرنهايت (470 درجة مئوية) بفضل الحجم الهائل لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وسحب حمض الكبريتيك.
ويحبس هذا الغلاف الجوي الكثيف حرارة الشمس، ما يجعل كوكب الزهرة أكثر الكواكب سخونة في نظامنا الشمسي.