كما يوجد لكل داء دواء يوجد أيضاً لكل إثم نوع من التوبة يغفر الله به الذنب.
وإن التوبة يجب أن تكون مرفقةً بالعمل سيما عندما يكون للذنب وجه عام ويكون مضراً بالغير كما في ذنب كتمان الحقيقة يجب أن يعلن الإنسان عن الحقيقة بصوت جلي وواضح.
وقال الله سبحانه وتعالى بعد تحريمه كتمان الحق "الاّ الّذينَ تابوا واَصلِحوا و بَيّنوا فَاُولئك أتوبُ عليهم وأنَا التّوابُ الرّحيم" (البقرة / 160).
وفي كل آية توبة فرض الله تكليفاً على التائبين كما قال تعالى في الآية 89 من سورة آل عمران والآية 5 من سورة "النور" والآية 119 من سورة النحل لفظ "أصلحوا" بعد لفظ "تابوا" وهذا دليل على أن التائبين عليهم إصلاح ما هدموا بعد التوبة.
وفي سورة التوبة في الآيتين 5 و 11 قال تعالى بعد قول "تابوا" عبارة " أقاموا الصلوة و آتوا الزّكوة" أي أنه يجب المشركين التائبين اقامة الصلاة وايتاء الزكاة.
قد ذكر القرآن الكريم عدة واجبات الى جانب توبة المنافقين كما قال الله تعالى في الآية الـ146 من سورة "النساء" المباركة: "الاّالّذينَ تابوا واَصلِحوا واعتَصِموا باللّه واَخلِصوا دينَهم لِلّه فاُولئك مَع المؤمنين".
كما في آيات أخرى، أمر الله تعالى بالعمل الصالح والايمان إلى جانب التوبة منها الآية الـ71 من سورة الفرقان، والآية الـ82 من سورة طه، والآية الـ60 من سورة مريم.
إن التوبة هي الرجوع إلى صراط الله بعد الانحراف عنه، ولا تتحقق التوبة إلا بالندم على فعل السيئات، والعزم على ترك الذنوب وعدم الرجوع إليها مع الجد في ترميم الصدع الذي طرأ على حياة الإنسان المعنوية بسب تلك الذنوب، والمبادرة إلى أداء حقوق الناس وحقوق الله التي ضيعها الإنسان في تلك الفترة.