البث المباشر

هل لقشور الكاكاو دور في مكافحة تغير المناخ؟

الأحد 11 يونيو 2023 - 21:55 بتوقيت طهران
هل لقشور الكاكاو دور في مكافحة تغير المناخ؟

داخل مصنع من الطوب الأحمر في مدينة هامبورغ الساحلية الألمانية، ينتج من قشور حبوب الكاكاو مسحوق أسود يتسم بقدرة على مكافحة التغير المناخي.

وتنتج هذه المادة التي يطلق عليها اسم “الفحم الحيوي” (بايوشار) من خلال تسخين قشور الكاكاو على 600 درجة مئوية داخل غرفة خالية من الأوكسجين.

وتحبس العملية غازات الدفيئة فيما يمكن استخدام المنتج النهائي كسماد أو لإنتاج الخرسانة “الصديقة للبيئة”.

 

إزالة الكربون

وفي حين ما زال مجال تصنيع الفحم الحيوي ناشئاً، توفر هذه التقنية طريقة مبتكرة لإزالة الكربون من الغلاف الجوي، بحسب الخبراء.

وتشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة إلى أن الفحم الحيوي يمكن استخدامه لامتصاص 2.6 مليار طن من أصل 40 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر سنوياً إلا أن توسيع نطاق استخدام هذه المادة ما زال ينطوي على تحديات.

وفي حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، يقول الرئيس التنفيذي لشركة “سيركلر كاربون” بيك ستينلوند من مصنع إنتاج الفحم الحيوي في هامبورغ “نحن نعكس دورة الكربون”.

يتسلم المصنع الذي يعد من أكبر المصانع في أوروبا، قشور الكاكاو المستعملة من مصنع شوكولاتة مجاور عبر شبكة من الأنابيب الرمادية.

ويحبس الفحم الحيوي، ثاني أكسيد الكربون الموجود في القشور، في عملية يمكن استخدامها لأي نبتة أخرى.

ولو أتلفت قشور الكاكاو على ما تجري العادة، لنجم عن عملية تحللها انبعاث الكربون في الغلاف الجوي.

 

التحلل الحراري

لكن بدلاً من ذلك، يحبس الكربون في الفحم الحيوي لقرون عدة، بحسب عالم البيئة في معهد أوني لا سال في فرنسا دافيد أوبن.

ويقول إن طناً واحداً من الفحم الحيوي يخزن “ما يعادل 2.5 إلى ثلاثة أطنان من ثاني أكسيد الكربون”.

وسبق للسكان الأصليين في الأميركتين أن استخدموا الفحم الحيوي كسماد قبل إعادة اكتشافه في القرن الـ20 من قبل علماء كانوا يبحثون عن أراض خصبة في حوض الأمازون.

ويسهم تركيب المادة المذهل الشبيه بالاسفنج في زيادة إنتاج المحاصيل عن طريق زيادة امتصاص التربة للماء والمغذيات.

والمصنع في هامبورغ محاط برائحة الشوكولاتة ودافئ نتيجة الحرارة المنبعثة من الأنابيب.

ويوضع المنتج النهائي داخل أكياس بيضاء لبيعها للمزارعين المحليين على شكل حبيبات.

ويعرب المزارع سيلفيو شميت (45 سنة) الذي ينتج البطاطا بالقرب من بريمن غرب هامبورغ، عن أمله في أن يساعد الفحم الحيوي على “توفير مزيد من العناصر الغذائية والمياه” لتربة أرضه الرملية.

وتنجم عن عملية الإنتاج المسماة “التحلل الحراري”، كمية معينة من الغاز الحيوي يعاد بيعها إلى مصنع مجاور. وفي الإجمال، ينتج المصنع سنوياً 3500 طن من الفحم الحيوي و”ما يصل إلى 20 ميغاواط في الساعة” من الغاز من خلال 10 آلاف طن من قشور الكاكاو إلا أن طريقة الإنتاج ما زال من الصعب رفعها إلى المستوى الذي ترغب فيه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي.

ويقول أوبن “لضمان أن يخزن النظام كمية كربون أكثر مما ينتج، ينبغي إنجاز كل شيء محلياً مع التنقل لمسافات قصيرة أو حتى عدم التنقل، وإلا فلا جدوى من كل العملية”.

 

المسحوق الأسود

ولا تتكيف مختلف أنواع التربة جيداً مع الفحم الحيوي، فيشير أوبن إلى أن السماد “ينطوي على فاعلية أكبر في المناخات الاستوائية” في حين أن المواد الخام لإنتاجه ليست متوافرة في كل المناطق.

ويلفت إلى أن الكلفة قد تكون باهظة، إذ تبلغ “نحو 1070 دولاراً للطن الواحد وهو سعر مرتفع للمزارعين”.

وللاستفادة بشكل أفضل من المسحوق الأسود يشدد أوبن على ضرورة التوصل إلى استخدامات أخرى له، كالاستعانة به في قطاع البناء مثلاً لإنتاج خرسانة “صديقة للبيئة”.

وبهدف تحقيق أرباح، توصلت الشركة المنتجة للفحم الحيوي إلى فكرة تتمثل في بيع شهادات كربون للشركات التي تسعى إلى تحقيق توازن في انبعاثات الكربون لديها من خلال إنتاج كمية معينة من الفحم الحيوي.

ومع إدراج الفحم الحيوي في نظام شهادات الكربون الأوروبية شديدة التنظيم، “يشهد القطاع نمواً مطرداً”، بحسب ستينلوند. وتتطلع شركته إلى فتح ثلاثة مواقع جديدة لإنتاج كميات إضافية من الفحم الحيوي خلال الأشهر المقبلة.

وتتزايد المشاريع المتعلقة بإنتاج الفحم الحيوي في مختلف أنحاء أوروبا، وبحسب اتحاد إنتاج الفحم الحيوي يفترض أن يتضاعف الإنتاج تقريباً إلى 90 ألف طن هذه السنة مقارنة بعام 2022.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة