البث المباشر

في ذكرى رحيله ... الإمام الخميني (قدس سره) يوم أحيا أمة

الجمعة 2 يونيو 2023 - 11:21 بتوقيت طهران
في ذكرى رحيله ... الإمام الخميني (قدس سره) يوم أحيا أمة

في الذكرى الـ 34 لرحيل الامام السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف، تتجدد الأحزان، وتتألم القلوب، وتُسكب العبرات، لكنها ذكرى أصبحت من شعائر الله ." ذلك ومن يُعظم شعائرَ اللهِ فإنها من تقوى القلوب".

فأي مِنةً وأي نعمة أنعم الله بها على هذه الامة، وتفضل بها، وأرسل اليها من فيضه وكرمه عبدا من عباده المخلصين، أنعم الله عليها بحفيد من أحفاد نبيه المصطفى، السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف، لينقذ به امةً ميتة، كانت عاجزة خاوية تتقاذفها الأمم وتشتت أوصالها، وتكتم على أنفاسها حتى كادت تضمحل وتذوب ذوبان الثلوج، أمةٌ مستضعفةٌ بين الأمم، لا حول لها ولا قوة، فإذا بهذا الإمام الهمام يخرج بعمامة جده المصطفى صلى الله عليه وآله، يشير بيده نحو السماء فإذا بها كعصا موسى عليه السلام، تفلق البحر لينجو كل من بايعه وشايعه، ويغرق فرعون العصر وجنده، ويهوى عرشُ كسرى من جديد، عرش الشاهنشاه الذي كان مسلطاً على رقاب الشعب الإيراني، ومهيمناً هيمنة عسكرية على الخليج الفارسي، وفاتحاً ذراعيه للكيان الصهيوني، وإذا بقبضة روح الله الخميني، وصوته العلوي، وثباته المحمدي، وجمهوره الحسيني يقتلعون شجرة الشر والإرهاب الشاهنشاهية من جذورها، وتبزغ شمس الحرية والإستقلال في أرض إيران الإسلامية، لتصبح جمهورية إسلامية لا شرقية ولا غربية، "كأنها كوكبٌ دُرِىٌ يُوقدُ من شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ يكادُ زيتها يُضِىُء ولو لم تمسسهُ نارٌ ، نورٌ على نورٍ يهدي اللهُ لنورهِ من يشاء، ويضربُ اللهُ الامثال للناسِ واللهُ بكلِ شيءٍ عليم".

هذا الإمام الذي ادخره الله واطال في عمره الشريف حتى أسس بنيان الدولة المحمدية، وثبت اركانها رغم هول الحرب العدوانية العالمية التي قادها عميل السي آي أي صدام المقبور ضد الجمهورية الاسلامية الفتية لمدة ثماني سنوات نيابة عن الاستكبار العالمي، ونيابة عن الكيان الصهيوني الذي ارتعب من أول يوم من أيام انتصار الثورة الإسلامية وإسقاط سفارته الشريرة وإعادتها الى أهلها الأصليين الفلسطينيين ورفع العلم الفلسطيني فوقها.

هذا الامام العظيم رحل بعد عشرة سنوات من انتصار الثورة الاسلامية، وفي كل عام نحيي ذكرى رحيله الاليم، نحيي ذكراه لنحيي انفسنا، فرضوان الله تعالى عليه حيٌ فينا، وروحه المقدسة حية في قلوب كل المؤمنين والاحرار في العالم، في مثل هذا اليوم وهو على فراش الموت مسجى، صلى والسجدة على جبينه الشريف، وشهد الشهادتين، وأغمض عينيه، واسبل يديه، وعرجت روحه المقدسة الى السماء، وضجت السموات والارض وعلت صيحات البكاء مع التكبير، وعندما سمعنا بالمصيبة لطمنا الصدور والخدود، وكأننا في يوم عاشوراء، وهو القائل رضوان الله تعالى عليه "إن كل ما لدينا من عاشوراء وكربلاء" ونحن نقول لك يا إمامي وسيدي ومولاي" بحق الشفع والوتر إن كل ما لدينا اليوم من عزة وكرامة وإباء وإيمان ونصر هو من عاشوراء وكربلاء ومنك يا ثمرة الأنبياء والأوصياء "يا محقق حلم الأنبياء. أحييت بنا الدين والأخلاق والإنسانية والكرامة فذبنا بك عشقاً وطاعة وولاء كما ذُبت في الإسلام. وهذا ما أوصى به المرجع الشهيد السعيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف حين قال، "ذوبوا بالإمام الخميني كما ذاب بالإسلام".

امامي وسيدي يا روح الله الموسوي الخميني، ونحن نحيي ذكراك، عزاؤنا برحيلك وسلوانا هو حضور ثمرة فؤادك التي منٌ الله بها علينا، والشجرة التي نستظل بها، والكهف الذي نلجأ اليه، إنه حبيبك وربيبك وولدك الامام السيد القائد الهمام علي الخامنئي دام ظله الوارف، نراك يا سيدي بتقاسيم وجهه المنير، نراك في صلابته أمام الاعداء، نراك ببصيرته وقيادته وحكمته وإيمانه ولطفه وكرمه وشجاعته، نراك بالولي الفقيه علي الخامنئي، نراك بوجه أبا هادي السيد حسن نصر الله، نراك بوجه أبا جبريل السيد عبد الملك الحوثي، نراك بجباه من أعاروا جماجمهم لله، فكانوا حماة الديار والأعراض والدين.

فنم قرير العين سيدي، فزرعك المقدس انبت واثمر، وها هي دولتك الإسلامية تمهد لظهور إمامنا صاحب العصر والزمان ارواحنا لمقدمه الفداء، علما واقتدارا وعدة وعددا لليوم المعلوم، دولتك المباركة تهابها دول الاستكبار رغم الحصار والمؤامرات، وستبقى سندا للمستضعفين والمحرومين والمقاومين في العالم.

فسلام الله عليك يوم ولدت مستضعفاً، ويوم انتصرت وعرجت الى السماء العلى، ويوم احييت امة كانت ميتة، ويوم تبعث حيا.
 
الكاتب: حسين الديراني

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة