وقال الادميرال ايراني خلال حوار خاص، ان هذه الدورية البحرية قطعت حتى الان 70 الف كيلومتر حول الارض وانها ستعود الى ايران في غضون ايام، مشيرا الى ان القوات الفرنسية حاولت ايضا التضييق على السفن الايرانية لكنها تلقت ردا من البحرية الايرانية .
وشدد الادميرال ايراني خلال حواره مع وكالة انباء "فارس" انه لو تعرض الاميركيون للسفن الحربية الايرانية خلال هذه المهمة فان ردا مدمرا كان بانتظارهم.
وكان الادميرال ايراني قد اعلن في شهر سبتمبر 2022 ان الدورية البحرية 86 التابعة للقوات البحرية للجيش الايراني ستبحر حول الارض، وعرفت هذه الدورية حينها ايضا بدورية 360 (درجة) وهذه كانت اول مهمة للابحار حول الكرة الارضية تقوم بها البحرية الايرانية ونفذتها البحرية الايرانية بنجاح رغم التحديات وسجلت انجازات عديدة.
واوضح الادميرال ايراني، ان الاقتدار الناجم عن التواجد في اعالي البحار هو الذي يؤدي الى ايجاد الردع وهذا ما دفع بالمعنيين في ايران الى تكليف بحرية الجيش بهذه المهمة لاظهار الاقتدار وقوة الردع الموجودة لدى القوات المسلحة الايرانية بشكل اكبر من السابق.
واضاف، ان وحدة استشفائية ومختبرا طبيا كاملا قد زودت بهما الدورية البحرية 86 ، وخلال هذه الرحلة تم اجراء 3 عمليات جراحية فيها.
واوضح بأن الدورية البحرية 86 قد زارت ميناء مومباي الهندي وجاكرتا وسواحل القارة الاميركية وريو دي جانيرو وكيب تاون ومكثت فيها، مضيفا بأن نقاط المكوث قد تتغير في المستقبل نظرا للمهام التي توكل الى هذه الدورية البحرية التي هي مجموعة قتالية واستخبارية وعملياتية ، وان هذه الدورية البحرية اجتازت 70 الف كيلومتر في مهمتها.
وردا على سؤال حول كيفية انجاز هذه المهمة بنجاح رغم عدم وجود سفن عملاقة لدى بحرية الجيش الايراني، اوضح الادميرال ايراني ان القوات المسلحة الايرانية تمتلك التخصص والالتزام والايمان بالذات والعزة والعلم والمعرفة معا وهي قادرة على تنفيذ أية مهام توكل اليها، ولا علاقة لذلك بحجم السفن، كما شرح الادميرال ايراني انه تم انتخاب معدات خاصة استخدمت بذكاء في هذه المهمة البحرية ولولا هذا الذكاء في استخدام المعدات كان يمكن حدوث اضرار تخل بهذه المهمة "فقد استطاعت المدمرة دنا في هذه المهمة اجتياز منطقة اعصار غرقت فيها سفينة حربية تابعة لدولة أخرى".
واكد قائد بحرية الجيش الايراني ان هذه المهمة تم دراستها قبل عام من انطلاقها رغم ان الاعداء كانوا يظنون باستحالة تنفيذها بواسطة المعدات التي نمتلكها، لكننا قطعنا هذه المسافة بشموخ، ونفتخر ونعتز بأن المدمرة "دنا" هي ايرانية الصنع بالكامل ورغم ان تصميمها لم يكن ملائما ابدا للمحيط الهادئ لكنها استطاعت تنفيذ مهامها بشموخ.
وشرح الادميرال ايراني انه ونظرا لعدم وجود بحارة ايرانيين يعبرون المحيط الهادئ باستمرار وكذلك تعذر استشارة الجهات الخارجية، اكتفت البحرية الايراني بالمعلومات المتوفرة محليا حيث تم التعرف على قبطانين ايرانيين اجتازا جزءا من هذا الطريق الطويل بناقلات نفط عملاقة يبلغ حجمها اكثر من 300 الف طن، وتم التشاور معهما لكن نتيجة المشورة لم تكن مشجعة وحينما علم القبطانان بحجم سفننا الحربية قالا لنا بأن ننسى الأمر ونصحانا بعدم التفكير حتى في الأمر.
واوضح قائد القوات البحرية للجيش الايراني'>قائد القوات البحرية للجيش الايراني ان مدمرة "دنا" وسفينة الاسناد "مكران" قد خضعتا للصيانة الشاملة قبل الابحار نحو هذه المهمة التي جرت لاول مرة دون الاتكال على اسناد بري وهذا كان عملا ابداعيا وعبقريا.
محاولات التضييق الفرنسية والرد عليها
الادميرال ايراني اشار خلال هذا الحوار بان الدورية البحرية 86 قد مرت اثناء رحلتها بالقرب من استراليا وكان هؤلاء متعجبون من مهمتنا في المحيطين الهندي والهادئ، واضاف "اثناء الرحلة كانت هناك بعض الجزر الفرنسية في المحيط الهادئ لكن هؤلاء الفرنسيون كانوا يجهلون حتى قوانينهم أنفسهم وحاولوا مضايقتنا، لكننا قمنا بالرد عليهم بلغة القانون، وحينها تيقن الفرنسيون ان كل ما يقولونه يبقى مجرد كلام وانهم يجهلون حتى بقوانين استحدثوها بانفسهم للسماح للسفن بالعبور.
الاميركيون عجزوا عن منع عبور الدورية البحرية 86 الايرانية لقناة بنما
ومضى الادميرال ايراني شارحا "حينما تخطينا هذه الاحداث جاء الشيطان الاكبر (اميركا) وفرض حظرا على الدورية البحرية 86، لكن هذه كانت غطرسة خاوية لانهم عجزوا حتى عن منعنا من عبور قناة بنما التي تشق الاراضي بين بنما والقارة الاميركية وكانت هذه صفعة اخرى للشيطان الاكبر (اميركا)، لقد قام الاميركيون بكل ما يستطيعون لمنعنا من الرسو في هذه البلدان لكنهم فشلوا، وقد رحب الجميع بمجيئنا وسمحوا لنا بالرسو في موانئهم، وهذا الامر تسبب بتلقينا طلبات من عدة دول للتعامل معهم في التدريب والمجالات العلمية والصناعية وتزويدهم بتجاربنا وحتى انشاء مراكز ابحاث مشتركة معهم وقد قالت دول اسلامية لنا بأن هذه التجربة ليست ملك لكم لوحدكم بل هي ملك لجميع شعوب المنطقة، ونحن نقول ان هذه التجربة الناجحة ملك للعالم الاسلامي برمته.
وفي الختام اوضح الادميرال ايراني ان هذه الدورية البحرية ستصل المياه الايرانية عائدة من مهمتها للابحار حول الارض، خلال بضعة ايام، مضيفا "لقد واجهت سفننا امواجا بارتفاع 12 او 20 مترا في بعض الاحيان لكن التدابير التي اتخذناها اجتازت بنا طريق آمنا وما زال البرازيليون واهالي جنوب افريقيا بشكل خاص متعجبون من ذلك.