البث المباشر

تفسير موجز للآيات 13 الى 28 من سورة نوح

السبت 24 أغسطس 2024 - 13:12 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1039

 

بسم الله وله الحمد كما هو أهله ثم الصلاة والسلام على الهادي الأمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين.. حضرات المستمعين الأفاضل سلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركات.. تحية طيبة لكم وأهلاً بكم في هذا اللقاء القرآني "نهج الحياة" حيث سنكمل في حلقتنا هذه بإذن الله، تفسير ما تبقى من آيات سورة نوح المباركة نستهله بالإستماع إلى تلاوة الآيات الثالثة عشرة حتى العشرين منها...

مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً{13} وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً{14} أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً{15} وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً{16} وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً{17} ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً{18} وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً{19} لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً{20}

كلمة (وقار) أيها الكرام، بمعنى الثبوت والشيء الباعث على العظمة، أما (أطوار) فجمع (طور) بمعنى الحالة أو المرحلة أو النصف. و(بِساط) من (بسط) بمعنى الواسع. و(فجاج) جمع (فجّ) بمعنى الطريق الواسع.

وتأتي كلمة (الرجاء) في مقابل اليأس، وإذا ما جاءت مع أداة نفي تكون بمعنى الخوف، يعني: ما لكم لا تخافون من عظمة الله؟

ويعتقد بعض المفسرين أن المقصود من الرجاء هو الإعتقاد، لأن الشخص الذي يملك رجاءً بشيء فهو حتماً يعتقد به. ويكون معنى الآية الثالثة عشرة هي: ما بالكم لا تعتقدون بعظمة الله؟

كما تشير الآيات إلى أن الإنسان مشابه لسائر النباتات في كون نشأته من عناصر الطبيعة والأرض وفي رشده التدريجي وهرمه وجفافه، في تغذّيه من الأرض وفي حاجته الدائمة للمزارع والمربي.

ومما نتعلمه من هذه الآيات المباركات يمكن القول أولاً: التحذير بصيغة السؤال هو أحد أساليب التربية.

ثانياً: التأمل في مراحل الخلق، ينبه الإنسان إلى عظمة الله.

ثالثاً: كل الوجود هو مكان للتعلم.

ورابعاً: يحتاج الإنسان إلى السير والسفر و من خلال الطرق الواسعة.

أيها الإخوة والأخوات، نستمع الآن الى تلاوة مرتلة من الآيات الواحدة والعشرين حتى الخامسة والعشرين من سورة نوح المباركة,.,.

قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً{21} وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً{22} وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً{23} وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً{24} مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً{25}

أيها الأفاضل، وردت كلمات (أصنام)، (أوثان)، (نصب) و(تماثيل) في القرآن الكريم بمعنى الصنم؛ ولكن الأسماء الخاصة بأصنام المشركين المشهورة ذكرت بشكل خاص؛ وورد في الآية الثالثة والعشرين أسماء خمسة من الأصنام وهم (ود) و(سواع) و(يغوث) و(يعوق) و(نسر).

وأما في الآية الرابعة والعشرين فظاهر جملة (أغرقوا فأدخلوا النار) هو أنهم بعد أن غرقوا أدخلوا الى النار وبالتأكيد فإن هذه غير نار جهنم التي سيدخلونها بعد قرون، وهي نار البرزخ.

ومما نتعلمه من هذه الآيات المباركات أولاً: طالما يبث رجال الله شكواهم الى الله.

ثانياً: من لا يتبع الداعي إلى الحق، يتبع الضالين.

ثالثاً: كان نوح يشكو من ضلال الناس لا من غربته.

رابعاً: على القائد الإلهي أن يعرف رؤوس الفساد.

خامساً: كل شيء يأخذ مكان الحق يكون سبباً للإنحراف والضلال.

سادساً: جزاء ترك رسول الله هو البقاء بلا ناصر.

وسابعاً: لا تجزي الأموال والأصنام والمكر والحيلة شيئاً أمام العذاب الإلهي.

أما الآن، إخوة الإيمان، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيات السادسة والعشرين حتى الثامنة والعشرين وهي آخر آيات سورة نوح المباركة.

وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً{26} إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً{27} رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً{28}

إن مفردة "ديّار" أيها الأكارم، جاءت بمعنى الشخص الساكن في الدار. وتشير الآيات إلى أن رجال الله لا يفكروا بأنفسهم وإنما يفكروا بهداية جيل اليوم وجيل الغد. مع أن النبي نوحاً قد أهين وعُذّب إلّا أنه دعا على قومه بسبب إنحرافهم وضلالهم.

كما يجب أن يكون الداعي نافذ البصيرة، لينظر إلى الماضي والحاضر، وليشمل الدعاء النفس والأقارب وكل المؤمنين في التاريخ.

ومما تعلمه إيانا هذه الآيات البينات أولاً: يجوز الدعاء بالشر في المراحل الأخيرة.

ثانياً: سلامة فكر المجتمع، مقدمة على سلامة جسم الفرد.

ثالثاً: تلعب الوراثة دوراً مهماً في التربية.

رابعاً: لم يصب الأنبياء بالغرور على الرغم من الجهود التي بذلوها.

وخامساً: تقديم النفس على الغير عند طلب المغفرة هو أمر مستحسن.

مع إتمام تفسير سورة نوح المباركة، وصلنا وإياكم مستمعينا الأكارم، الى نهاية هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" ختاماً تقبلوا تحياتنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم سالمين وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة