قبل أقلّ من عام من انطلاق الانتخابات التمهيدية للاقتراع الرئاسي الأميركي للعام 2024، تُضاعف السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي تنقّلاتها الميدانية، في محاولة لإبطاء تقدّم دونالد ترامب الكبير في استطلاعات الرأي.
تفتح لائحة الاتهام الأخيرة - التاريخية - للرئيس الأميركي السابق المحاط بملاحقات قضائية، الباب أمام مرشحين لن يفشلوا في تقديم أنفسهم على أنهم أكثر اعتدالاً وأقل صعوبة في التنبؤ بتصرّفاتهم مقارنةً بدونالد ترامب، البالغ من العمر 76 عاماً.
وفي هذا السياق، قامت نيكي هايلي (51 عاماً) ابنة مهاجرين هنود وحاكمة سابقة لولاية كارولاينا الجنوبية، بتنظيم لقاءاتها العامّة على مدى ثلاثة أيام في المقر المتواضع لبلدية لاكونيا، المدينة الصغيرة في نيوهامشير (شمال شرق) البالغ عدد سكانها 16 ألف نسمة.
وقالت هايلي أمام 150 شخصاً مرتدية سترة كتب عليه "الشخص الذي يجرؤ على الفوز": "لطالما تمّ التقليل من قدراتي، في كلّ ما فعلته. وهي نعمة لأنّها تجعلني قتالية وتجعلني مجتهدة".
ومع ذلك، لم تحقّق هايلي ما يُذكر في استطلاعات الرأي، إذ حصلت على 1% إلى 5%، كما هو حال معظم المرشّحين الجمهوريين المعلنين (تيم سكوت، آسا هاتشينسون، فيفيك راماسوامي، بيري جونسون).
يُذكر أنّ هايلي، أعلنت في شباط/فبراير الماضي رسمياً، ترشحها لمنصب رئيس الولايات المتحدة في الانتخابات المقرّر عقدها في 2024، داعيةً إلى إفساح المجال أمام "جيل جديد".
وأكّدت أنّ "الوقت حان لجيل جديد من القيادة، لإعادة اكتشاف المسؤولية المالية، وتأمين حدودنا، وتقوية بلادنا".
في هذه الحالة، يبدو حاكم فلوريدا رون ديسانتيس (44 عاماً) في أفضل وضع لتحدّي دونالد ترامب في السباق على ترشيح "الحزب الكبير القديم".
ورغم عدم إعلان ديسانتيس رسمياً ترشيحه للانتخابات، إلاّ أنّ مواقفه المثيرة للجدل سلّطت الأضواء عليه.
ويبقى ترامب متقدّماً بفارق كبير عن منافسيه الجمهوريين (من 20 إلى 46 نقطة وفقاً لاستطلاعات الرأي)، إلى حد تشكيكه خلال تجمّع في نيوهامشير في جدوى التنافس معهم، إذ قال ساخراً "لماذا نفعل ذلك"؟.
بينما يقول جميع الجمهوريين المستجدّين على الحزب، إنّهم يسعون للذهاب إلى النهاية، يعتقد بعض الناخبين مثل سارة ماك (75 عاماً) أنهم مرشحون في المقام الأول ليكونوا مرشّحين على بطاقة ترامب.
وتضيف سارة ماك لوكالة فرانس برس خلال تجمّع عام لترامب، أنّ ميزتهم الوحيدة هي أنّهم قد يكونون أقل فوضوية بقليل من ترامب.
ورغم أنّها تشير إلى مهارات لدى نيكي هايلي في العلاقات الدولية، إلّا أنّها "ليست صلبة بما فيه الكفاية للتوجّه إلى إيران وكوريا الشمالية والصين" ولمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرة أنّ "ترامب قادر على ذلك".
من جهة أخرى، ترى سارة ماك أنّ هايلي تجسّد "جيلاً جديداً" من القادة، وذلك فيما تؤكّد هايلي لسكّان لاكونيا أنّ الولايات المتحدة كانت "محترمة" في الأمم المتحدة خلال تمثيلها لها.
ارتدت إيريكا، وهي جندية تبلغ من العمر 27 عاماً، قميص حملة نيكي هايلي. وإذ تريد أن تصدّق أنّ "هناك بدائل أفضل" من ترامب، تقول: "لا أعتقد أنه من المستحيل" التغلّب عليه.
ولكن بالنسبة إلى بائع السيارات في لاكونيا برندن فلوريو، فإنّ "الأمر سيكون صعباً بالنسبة لأيّ شخص يعترض طريقه" في إشارة إلى ترامب.
ويرى أنّه "من المحتمل أن يكون هذا واحداً من الأسباب التي تمنع ديسانتيس من دخول الحملة. لماذا يريد الخوض في ذلك، إذا لم تكن لديه فرصة"؟.
يشار إلى أن المرحلة الافتتاحية من الانتخابات التمهيدية الرئاسية للجمهوريين تركّزت بشكل كبير على التصادم المتصاعد بين الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
لكن موجة جديدة من مرشحي الحزب الجمهوري في البيت الأبيض ستبدأ في دخول السباق في أقرب وقت الأسبوع المقبل بعد هدوء استمر لشهور، ومن بينهم حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي ونائب الرئيس السابق مايك بنس والسناتور الأميركي تيم سكوت من ساوث كارولينا.
وتحدثت "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن مواصلة دونالد ترامب قيادة سباق ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة متقدّماً على رون ديسانتيس.
وفي وقت سابق، أشارت شركة "YouGov" الأميركية خلال استطلاع رأي إلى أنّ أكثر من 50% من الجمهوريين مستعدون لدعم ترشيح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، المزمع عقدها عام 2024.
ويؤكد الخبير والمحلل الأميركي، ماثيو كونتينيتي، من مركز الأبحاث American Enterprise Institute، أنّ ترامب "يحظى بشعبية كبرى لدى قاعدته لكنّ ثلثي سكان البلاد لا يريدون أن يصبح رئيساً مجدّداً".
وفي وقت سابق، هاجم حاكم فلوريدا الجمهوري، رون ديسانتيس، الرئيس السابق دونالد ترامب بشكل مباشر، مع تخلّي الطرفين عن تحفّظاتهما المتبادلة، في ظلّ التوقعات بأن تنحصر المنافسة بينهما، في نيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات عام 2024 الرئاسية.
ويخوض ترامب حملته الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض، بعد خسارة محاولة إعادة انتخابه لولاية ثانية عام 2020، فيما يُنظر إلى ديسانتيس على أنه أقرب منافسيه المحتملين، على الرغم من عدم إعلانه دخول السباق الرئاسي رسمياً حتى الآن.
ويأتي هجوم ديسانتيس، مع تراجع شعبيته بحسب استطلاعات الرأي الأميركية، وسط مواصلة الرئيس السابق تهكّمه عليه.