البث المباشر

محمد بن زيد بن الإمام السجاد

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 09:13 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 425

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين من ابناء الائمة واحفاد الائمة هو الشهيد وابن الشهيد وابو الشهداء العالم والفقيه والمجاهد وهو محمد بن زيد الشهيد ابن الامام زين العابدين سلام الله عليه طبعاً هذا هو الولد الرابع لزيد الشهيد واصغر اولاد زيد الشهيد وهو من تلاميذ الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه ومن ناشري علوم اهل البيت ومن الذين ناضلوا الطغاة وووقفوا في طريق المنكر حتى واجه ما واجه وعرف بانه في غاية الفضيلة والصلاح والشجاعة لكن المؤرخين ذكروا حالة او رواية جسد فيها خلق اهل البيت عليهم الصلاة والسلام وحقق فيه المعنى الكامل لقول الشاعر في اهل البيت:

ملكنا فكان العفو منا سجية

هذا الموقف لمحمد بن زيد الشهيد طبق به المعنى الاكمل لهذين البيتين:

ملكنا فكان العفو منا سجية

ولما ملكتم سال بالدم ابطح

فحسبكم هذا التفاوت بيننا

فكل اناء بالذي فيه ينضح

ما هي هذه الواقعة اذكرها، محمد بن زيد رضوان الله تعالى عليه كان في البيت الحرام يطوف والمنصور الدوانيقي العباسي اوائل خلافته زار المدينة ومكة فيوم من الايام خلال زيارة المنصور لمكة والمدينة كان في البيت الحرام وبالصدفة محمد بن زيد هذا العالم الجليل كان في الحرم، رجل يبيع جواهر وتحف، مر لاحظ المنصور بيده ضمن المجوهرات جوهرة ثمينة وهذه مفقودة وكان المنصور يبحث عنها ويعرف ان هذه من مقتنيات بني امية وان هذه الجوهرة هب بها محمد بن هشام بن عبد الملك، لما رأى المنصور الجوهرة فامر بغلق الابواب واعطى المنصور الاوامر بان لا يخرج احد من المتواجدين في الحرم الا بعد ان يعرض عليه، غلقت الابواب وبقيت باب واحدة مفتوحة ووقف عليها الربيع مسؤول امور الخليفة فالربيع واقف يتصفح الوجوه ويعرضها على الخليفة العباسي واذا هذا الرجل صاحب المجوهرات هو ضالة المنصور، اصبح محمد بن هشام جاهزاً في فخه ولا يعرف ما يصنع ومصيره القتل لكن ماذا حدث، محمد بن هشام لمح رجلاً عند استار الكعبة يدعو وعليه سيماء الصلحاء من هذا الرجل؟ محمد بن زيد الشهيد الذي اتحدث عنه فاتى محمد بن هشام وهو مضطرب يرتجف، دنا منه مرتجفاً مذهولاً ولا يعرفه قال له اني متحير في امري وانا ضالة الامير، سأله ما بك؟ اراك مضطرباً فقال له هل لي الامان ان اخبرتك باسمي؟ قال لك الامان، فقال الرجل انا محمد بن هشام الخليفة الاموي ابن عبد الملك، ترقرقت عينا محمد بن زيد بالدموع، استغرب الرجل لماذا يبكي قال لماذا تأثرت وتبكي فقال له اما عرفتني انا محمد بن زيد الشهيد ان اباك قتل ابي زيداً فالرجل كاد ان يسقط ميتاً من فزعه وكان يقول سبحان الله هربت من خصم ووقعت بيد خصم آخر لكن انظر الى خلق اهل البيت وسلوك اهل البيت ومنهج اهل البيت واذا بمحمد بن زيد قال لاغرر عليك ساخلصك ولكن اطعني بما افعله فيك من اجل انقاذك، اخرج رداءه ولف الرداء بعنق الرجل وصار يجره حتى اقترب من الباب الذي وقف الربيع عليها وكان يصيح بصوت عالي اعطيني الكرى ويلطم الرجل يعني بشكل ظاهري ثم قال للربيع محمد بن هشام قال له هذا جمال اكتريت من الكوفة ويريد ان يفلت ثم صاح اتعطيني المال فقال نعم اعطيك ولك الله علي، تحت هذه الصورة اخرجه محمد بن زيد من الحرم وانجاه وفتح رداءه واخذ يعتذر له ويقول سامحني ربت ردائي برقبتك وسحبتك لان في الواقع اردت ان اخلصك ولولا ذلك لما استطعت انقاذك فوقع محمد بن هشام يقبل يدي محمد بن زيد ورجليه ويقول له لك علي حق الحياة ثم اخرج جوهرة ثمينة وقال اقدم لك هذه هدية فقال لا قال هل تشرفني بقبولها قال محمد بن زيد انا اهل بيت لا نقبل على المعروف ثمناً وان هذا من خلق آبائي وجدي رسول الله ثم قال اولئك آبائي فجئني بمثلهم اذا جمعتنا ياجرير المجامع، هذا السلوك من محمد بن زيد يكشف لنا كمالات هذا العالم الجليل طبعاً هو ابن من ومن جده؟

ملكنا وكان العفو منا سجية

ولما ملكتم سال بالدم ابطح

اذن محمد بن زيد جسد سلوك اجداده، هذا محمد بن زيد له مواقف مهمة في المواجهات مع الجيش الاموي وبعد مصرع ابو زيد، طبعاً هو كان عمره اربعين يوماً في الروايات، ولكن كبر وسلك نفس المسلك صار يسافر الى الامصار يعرض على الناس معاناة اهل البيت لان الحاكمين انذاك ضربوا طوقاً اعلامياً على كل ما يتعلق باهل البيت وما يعانون من اضطهاد في تلك الظروف القاسية، من اصعب الامور ان يتحدث احد بفضيلة لآل البيت، اذا انقتل اموي واحد يملئون الدنيا ضجيجاً والاعلام ولكن هم يقتلون العشرات والمئات والالاف ولا من متكلم، استمر محمد بن زيد الشهيد في مواقفه وهو تلميذ للائمة للامام الرضا للامام الكاظم للامام الصادق سلام الله عليهم حتى ان الامام الكاظم اشهده ضمن خمسة عشر واحد من كبار العلويين على امامة الامام الرضا، سجن ايام المنصور وايام المهدي، لم اعثر على تأريخ وفاته بدقة غير ان رواية من الروايات تذكر بان المأمون العباسي دبر له سماً كما هو دأب العباسيين مع اولاد اهل البيت واغتيل بهذا السم ودفن محمد بن زيد الشهيد في البقيع بوصية منه حيث عين مكان دفنه بما كان يظن بانه في جوار قبر جدته فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها. تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة