ورأى جعفر في كتابه أن ما قدمه السوريون من تضحيات هدفه الأسمى أن يبقى وطنهم موحداً في مواجهة مشروع التفتيت الذي أسهمت فيه دول عدة، بغية تحقيق مصالحها في الحفاظ على أمن الصهيونية والهيمنة على مصادر الطاقة وممراتها في سياق ما سمي بالشرق الأوسط الجديد الذي تروج له أمريكا.
ويغلب الطابع الوجداني والأدبي على الشهادات والنصوص التي تحمل الهموم والمآسي، راصدة معجزة الصمود والثبات على المبادئ والحفاظ على الأمانة التي تركها أبطال الجلاء بأن تبقى سورية سيدة قرارها الوطني وسيدة اختياراتها وتحالفاتها.
وشملت الشهادات والنصوص في الكتاب كثيراً مما جرى ورصدت مرجعيات ووثائق واسعة وفق اتساع زمن الحرب ومكانها، وما يربط بينها من مواجهة وتحديات ثقافياً وإعلامياً وميدانياً.
وركزت نصوص وشهادات الكتاب على تبدل النفوس والمواقف وما أحدثته الحرب من انكسارات ومفاجآت ومشاعر في مواجهة الحرب ومموليها ومشغليها.
واعتبر المؤلف جعفر أن مدونة الحرب الإرهابية على سوريا لم تكتب بعد إلا في الجزء اليسير منها، وما هذه الكتابات إلا محاولة لفهم ما جرى وتحليله واستنباط العبر منه، وهو بداية لما سيكتبه الأدباء والشعراء والسياسيون والباحثون والفنانون والدراميون.