البث المباشر

الشيخ جعفر الشوشتري

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 08:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 407

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين 
ومن اجلاء واعاظم الصادقين مع اهل البيت والمتفانين بحبهم هو العالم الكبير والفقيه العظيم والخطيب المقتدر والواعظ المتعظ الشيخ جعفر الشوشتري او التوستري اعلا الله مقامه، النجفي زاد الله في علو درجاته، لا يغفل احد بأن معظم الخطباء والمنبريين والكتاب يرددون اسم كتاب مهم ومقبول كتب في قضية الطف وهو كتاب الخصائص الحسينية، هذا الكتاب لهذا العالم الفذ مضافاً الى كتبه الاخرى، هذا الكتاب فيه مميزات عن الحسين (عليه السلام) عن قضية الطف قد لا توجد في الكتب الاخرى التي الفت حول قضية الطف، المرحوم الشوشتري اعلا الله مقامه لم اعثر على تاريخ ولادته لكن حسب القرائن كانت في القرن الثاني عشر الهجري، هو ولد في ايران في مدينة شوشتر هناك مدينة اسمها شوش ومدينة اسمها شوشتر، تدرج في طلب المعرفة وكان يتمتع منذ طفولته باستعداد عجيب وذكاء مفرط، اهم ما في الامر تدينه وتقواه وزهده في الدنيا وكان جل غرضه في كل خطواته هو رضا الله لا رضى عبيده فأنتقل الى النجف الاشرف بعد ان قضى وطراً من حياته في مدينة شوشتر كان يعظ الناس هناك في منابره واحاديثه حتى في كل حركاته، حتى انه كان يطوف الاسواق، ينصح الناس ويعظهم، لما انتقل الى العراق توطن الكاظمية لفترة ودرس هناك على اشهر علمائها ثم ارتحل الى النجف الاشرف وذاع صيته وصارت له شهرة لتقواه وزهده، المترجمون يذكرون ان المرحوم الشيخ جعفر الشوشتري اعلا الله مقامه اول عالم في النجف يشتهر بالعالم الرباني فكان يسكن في النجف الاشرف في منزل متواضع جداً واثاثه لا تفوق قيمتها اثاث عامل بسيط بعد ذلك رجع الى شوشتر بعد ان انتشر وباء الطاعون وراح الى مدينة مشهد المقدسة وهناك اهل البلد استقبلوه، ولما مر بطهران رحبت به جموع غفيره من وجوه البلد واخياره والتمسوه والحوا عليه ان يبقى فأقام الصلاة فيهم ائتم الناس به بكثرة ما سبق للعاصمة ان شاهدت جماعة بزحامها وعظمتها مثل تلك الصلاة، الوزراء، كبار المسؤولين كانوا يمشون امامه ويفتحون له الطريق من شدة‌ الازدحام، يقول المؤرخون كان يمشي وهو يعظ الناس، هذه مسألة عبادية مهمة جداً وجهادية ايضاً فأزداد صيته اكثر وعظمت محبته عند الناس فهنا اقدم البعض على تقديم مبالغ له من الاخماس فرفض ولم يستلم، رفضها رفضاً قاطعاً، ولما سألوه عن السبب، قال: انا لا احب المال لان المال يوجب حب الرئاسة ويمني الانسان بأشياء لا ارغب فيها اجار الله المؤمنين من ذلك، هذه كانت نقطة فخر واعتزاز للطائفة وسمعة رجالها، بعد زيارته لمدينة مشهد المقدسة عكف صوب مدينة شوشتر وذلك في حدود عام 1255 هجرية بقي في مدينة شوشتر فترة وهناك اسس حسينية كان يدرس فيها ويقيم فيها المجالس والصلاة وعرفت الحسينية بالملاذ يعني الناس تستجير بها بأعتبارها معلماً من معالم الاسلام ومعالم اهل البيت، و كان يعظ الناس في كل ليلة، كان سبب سفره من شوشتر مرة ثانية الى‌ العراق كان هناك حاكماً في هذ المنطقة اسمه حشمت الدولة كان والياً من قبل ناصر الدين القاجار فأراد القبض على احد فهرب والتجأ الى الحسينية، هذا الحاكم حشمت الدولة لم يحترم المكان والحسينية وهجموا الشرطة على الحسينية واعتقلوا ذلك الشخص فكانت هذه بادرة سيئة اثارت غضب المرحوم الشيخ الشوشتري اغلق الحسينية وسافر وانتقل مجدداً الى العراق ووطن النجف الاشرف فشرع بالتدريس واقامة الجماعة‌، وكلما كان الحاكم هذا يعتذر له ويرسل له رسائل ويرسل الاشخاص رفض قال انا ابقى هنا في النجف الى جوار امير المؤمنين، في الليالي كان يصعد المنبر في مسجد الخضراء في صحن امير المؤمنين وكان يجتمع في مجلسه كبار ووجوه اهل النجف من اشراف وتجار وعلماء‌ ويستفيدون من احاديثه، واحاديثه كانت مؤثرة وكبار الخطباء والوعاظ مثل الشيخ يعقوب والد المرحوم اليعقوبي هذا من تلاميذ الشيخ جعفر الشوشتري، كان يقول ويصف احاديث الشيخ جعفر الشوشتري انها مؤثرة وما خرج من القلب يدخل الى القلب، الموعظة عندما تظهر من متعظ تؤثر، هنا يقول المؤرخون ان في شهر رمضان في ليله من الليالي اتى عبد اسود سلم على الشيخ الشوشتري بعدما نزل من المنبر قال مولاي هذا سيدي الذي يملكني، انا عبد عند فلان وسيدي يحضر في مجلسك كل ليلة ويصغي لاحاديثك، اتمنى ليلة لو تذكر فضل العتق لعله يتركني ويعتقني قال لا بأس واذا كل ليلة هذا العبد جالس يستمع للشيخ جعفر الشوشتري ما ذكر وما ذكر الى ان تصرمت الليالي وما بقي من ليالي شهر رمضان الا ليلة او ليلتين، لماذا الشيخ اوعدني، لماذا لم يف بوعده، واذا اواخر الليالي المتبقية استعرض المرحوم الشيخ جعفر الشوشتري فضيلة العتق وثواب العتق فوراً وبعد انتهاء‌ المنبر جاء الرجل هذا للغلام وقال له: اذهب اعتقتك وانت حر لوجه الله وهذه نقود اعمل بها تساعدك، جاء الغلام يشكر الشيخ جعفر الشوشتري، شكره وهنئة ثم قال: مولاي في نفسي وفي قلبي كلام. 
قال: تفضل. 
قال: لماذا تأخرت في طلبي؟ 
تأمل الشيخ الشوشتري وقال: لم انوي ان اقول لك ولكن فاجئتني انا ليس من طبعي ان اذكر على المنبر شيء او ادعو الناس اليه وانا لم افعله فأنت لما طلبت مني انا ليس لي المال لان اشتري مالاً واعتقه طوال هذه الايام كنت استدين من هذا وذاك الى ان توفر عندي المال واشتريت عبداً واعتقته ولما اعتقته فوراً صعدت المنبر وتكلمت وكان لكلامي ذلك الاثر، غرضي ان المرحوم الشيخ جعفر الشوشتري كان لا يستعرض شيئاً ولا يأمر الناس بشيء الا وقد عمل به، توفي المرحوم الشيخ جعفر الشوشتري في مدينة كرند بايران قرب حدود العراق وذلك عندما كان عائداً من زيارة الامام الرضا ليلة اربعين الحسين، 20 صفر عام 1303 فحمل نعشه من هناك الى العراق الى النجف الاشرف ووري الثرى في صحن امير المؤمنين وطبعاً يلزم ان اذكر ما كتبه المرحوم حرز الدين في كتابه معارف الرجال ان السيد ابو الحسن الدزفولي يقول كنت في خدمة المرحوم السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم يقول رأيت في السماء شهباً تناثرت في تلك الليلة استفسرت بعد ذلك فقالوا في تلك الليلة كانت وفاة المرحوم الشيخ جعفر الشوشتري اعلا الله مقامه ورثاه العديد من الشعراء ومنهم الشيخ يعقوب والد الشيخ محمد علي اليعقوبي قال:

قضى جعفر والعلم يبكيه والتقى


أسأل الله المزيد من الرحمة له والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة