بيان حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير بمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشر للثورة الشعبية في البحرين
بسم الله الرحمن الرحيم
(ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) الآية 5 سورة القصص/صدق الله العلي العظيم.
تمر علينا الذكرى السنوية الثانية عشر لتفجر أعظم وأكبر ثورة شعبية في البحرين ضد الكيان الخليفي الغازي والمحتل، خرجت فيه مئات الألوف من شعبنا البحراني مطالبة بإسقاط النظام الديكتاتوري الجاثم على صدر الشعب بلا شرعية ورحيل العائلة الخليفية، وحق الشعب في تقرير المصير وصياغة دستور جديد للبلاد، يكون الشعب فيه مصدر السلطات جميعا، وقيام نظام سياسي ديمقراطي تعددي، يحقق تطلعات الشعب في الحرية والعزة والكرامة والسيادة الكاملة على أراضيه.
لقد كانت ثورة الغضب في 14فبراير بمثابة إستفتاء شعبي عارم على عدم شرعية الكيان الخليفي، وقد كانت شعارات شعب البحرين واضحة وجلية، فهي تطالب بإسقاط النظام ورحيل العائلة الخليفية،هذه القبيلة التي حكمت أكثر من قرنين ونصف بالحديد والنار وأستأثرت بالثروات وخيرات البلاد، وإستأثرت بالثروة النفطية، كما أقصت وهمشت أبناء شعب البحرين الأصليين من المشاركة الحقيقية في الحكم والى يومنا هذا.
يا جماهير شعبنا البحراني الثورية ..
أيها الشباب الغيارى وثوار 14 فبراير..
منذ اليوم الأول لغزو آل خليفة للبحرين، والإنتفاضات والثورات الشعبية المطلبية مستمرة، وقد قامت القبيلة الخليفية وبالتعاون مع الإستعمار البريطاني بقمع الثورات الشعبية،وإعتقال قادتها ونفيهم الى خارج البحرين، وتوالت الإنتفاضات المطالبة بالإصلاحات السياسية،وفي حقبة الثمانينات،طالبت المعارضة البحرانية وعلى رأسها الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين بشعارات مطلبية لإسقاط النظام، هذه الشعارات التي إتخذها ثوار 14 فبراير مطلباً لهم في تفجير ثورتهم الكبرى في 14فبراير 2011م.
فكما طالب الشعب التونسي والمصري واليمني وسائر الشعوب العربية بإسقاط النظم الديكتاتورية الشمولية والمستبدة ورحيل الطواغيت، فإن شعب البحرين وشبابه خرجوا عن بكرة أبيهم نساءاً ورجالاً وشباباً وأطفالاً وعلماء ورجال دين وقادة للمعارضة،في ميدان اللؤلؤة، وسائر الساحات والشوارع في البحرين، وشعاراتهم الرئيسية هي .. الشعب يريد إسقاط النظام .. وإنتهت الزيارة عودوا الى الزبارة .. وتنحى يا خليفة .. ويسقط حمد ..يسقط حمد .. وشعارات ثورية تطالب بمحاكمة الطاغية حمد وأزلام قبيلته وكيانه الغازي والمحتل والديكتاتوري المستبد، وكذلك جلاوزته ومرتزقته الذي إستباحوا دماء شعب البحرين وشبابه وقتلوا وذبحوا وأعتقلوا وعذبوا،وإستباحوا الأعراض والحرمات وهدموا المساجد ودور العبادة والمراقد والحسينيات،وأحرقوا القرآن وكتب الزيارات.
لقد إرتكبت قوات درع الجزيرة التي غزت وإحتلت البحرين في 14 مارس 2011م وبالتعاون مع مرتزقة الكيان الخليفي مجازر يندى لها جبين الإنسانية ترقى الى جرائم حرب ومجازر إبادة جماعية،وكل ذلك بضوء أخضر من الحكومة الأمريكية في البيت الأبيض،وكذلك من الحكومة البريطانية،وقد هجموا بقواتهم الغازية على دوار اللؤلؤة وأحرقوا خيام المعتصمين وفجروا رؤوس الشباب والرجال،وسفكوا الدماء،وإستباحوا المدن والقرى وعلى رأسها سترة،وبعدها قامت السلطة الخليفية الفاشية بهدم دوار اللؤلؤة لإخفاء معالم الثورة الشعبية.
وقد قدم شعبنا أكثر من 200 شهيد والألاف من الجرحى والمعاقين،ودخل السجون أكثر من 20 ألف من أبناء البحرين الأحرار والشرفاء الذين كانوا يطالبون بحقهم في تقرير المصير،وتم تعذيبهم تعذيباً قاسياَ ومعاملة سيئة حاط بالكرامة الانسانية،على يد المرتزقة البعثيين الصداميين والأردنيين واليمنيين والباكستانيين والسوريين وغيرهم ، وهتك أعراضهم ، كل ذلك بأوامر مباشرة من الطاغية حمد بن عيسى آل خليفة وأبنائه وعلى رأسهم ناصر بن حمد الخليفي،كما تم تنفيد حكم الإعدام بمجموعة من الشباب الثوري من قادة الحراك الثوري لثورة 14فبراير المجيدة.
وقد قام الكيان الخليفي بإخراج المئات من وظائفهم،وإسقاط جنسيات المئات من أبناء شعب البحرين،وتسفير وتهجير العشرات الى خارج البحرين بعد إسقاط جنسياتهم وجنسيات أهاليهم،كما أسقط جنسيات الكثير من المعارضين وقادة المعارضة في خارج البحرين.
ولا زال أكثر من 5000 ألآف سجين سياسي وسجناء رأي وسجناء حقوقيين وقادة المعارضة السياسية البحرانية وعلماء مجاهدين وفقهاء يرزحون داخل السجون والزنزانات الخليفية،ومنهم من ينتظر تنفيذ حكم الإعدام.
لقد ثبت للكل أبناء شعب البحرين ومن يطالبون بالإصلاح من الجمعيات السياسية والعلماء بأن الكيان الخليفي عصي على الإصلاح، وأنه نظام شمولي مطلق، لا يؤمن بأي دستور، وإنما الحكم مفصل على مقاس الطاغية حمد وقبيلته الغازية والمحتلة.
نعم لقد أثبت الأيام والسنين منذ تفجر الثورة الشعبية، بأن هذا الكيان المحتل لا يؤمن بالمشاركة الشعبية ولا بمشاركة حقيقية للمعارضة السياسية في الحكم ولا بدولة المواطنة،وها هو قد إستقوى بالنظام السعودي والإماراتي،وأخيراً أعلن عن التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني وجعل من البحرين قاعدة للمستوطنين الصهاينة، ويعمل على توطينهم وتجنيسهم ووضع كل مفاصل الحكم،من الإقتصاد والسياسة والأمن والقواعد العسكرية تحت تصرفهم ،كل ذلك من أجل حمايته من السقوط الحتمي على يد الشعب.
ويعمل الطاغية حمد وقبيلته الغازية والمحتلة على تغيير الخارطة الديموغرافية لأبناء شعب البحرين الأكثرية من البحارنة ،بتجنيس مئات الألوف، وتوفير فرص العمل والوظائف لهم،وإقصاء وتهميش الأغلبية الشيعية من السكان الأصليين، وكل ذلك من أجل حفظ كيان آل خليفة المتهالك والذي يفتقد لأدنى قاعدة شعبية.
وأخيراً فإن شعلة الثورة الشعبية التي إنطلقت في 14 فبراير لا زالت وهاجة ومشتعلة بشرعية مطالبها،ولن يخمد وهجها وليبها حتى يتم إسقاط الكيان الخليفي وإسقاط الطاغية الديكتاتور حمد ورحيل قبيلته الغازية والمحتلة من حيث أتوا مع حلفائهم وجلاوزتهم العملاء المرتزقة.
إن جماهير شعبنا ستواصل الثورة حتى الإنتصار وتحقيق تطلعات شعب البحرين وأهداف ثورته الشعبية في تقرير المصير وإقامة نظام سياسي تعددي ديمقراطي، وقد أصبح جلياً لشعبنا بأن الإصلاحات الحقيقية لن تأتي الا برحيل آل خليفة ورحيل كافة مستشاريهم الأمنيين والعسكريين وتفكيك القواعد العسكرية ورحيل كل قطعان المستوطنين المجنسين عن البحرين، وإن المطالبة بالإصلاح لسلطة فاسدة طاغية مستأثرة بمقاليد الحكم أصبح مطلباً بعيد المنال ولن يتحقق أبداً على الإطلاق.
حركة أنصار شباب ثورة 14فبراير
المنامة – البحرين الكبرى المحتلة
12 شباط/فبراير 2023م