البث المباشر

عبد الله بن أبي يعفور العبدي الكوفي

السبت 16 فبراير 2019 - 11:57 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 330

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين الذين نفتخر بذكرهم والثناء عليهم هو عبد الله بن ابي يعفور العبدي الكوفي رحمة الله عليه. هو من تلاميذ واصحاب الامام الباقر(ع) والامام الصادق(ع)، هناك مجموعة ممن نعرفهم بأصحاب الاجماع عاصروا عدة من الائمة منهم من عاصر امامين ومنهم من عاصر ثلاثة من الائمة ومنهم من عاصر اربعة من الائمة هؤلاء نسميهم بأصحاب الاجماع واحد هؤلاء هو عبد الله بن ابي يعفور العبدي الكوفي هو من تلاميذ الصادقين يعني الامام الباقر(ع) والامام الصادق(ع).
ما اصف من علو مقام هذا الرجل وكبر جلاله وما كان عليه من صلابة الايمان وقوة اليقين والاستقامة في العقيدة وخير ما نتحدث عنه هو تقييم الامام الصادق له لان الامام بأبي هو وامي اعلم بسيرته وسريرته، هناك رسالة للامام الصادق بأبي هو وامي كتبها للمفضل بن عمر الجعفي بعد وفاة عبد الله بن ابي يعفور يقول: يا مفضل عهدت اليك عهدي وقد كان الى عبد الله بن ابي يعفور فمضى موفياً لله تعالى ولرسوله ولامامه بالعهد المعهود وقبض صلوات الله عليه محمود الاثر مشكور السعي مغفوراً له مرحوماً برضى الله ورسوله وامامه عنه، بولادتي برسول الله ما كان في عصرنا احد اطوع لله ولرسوله ولامامه منه فما زال كذلك حتى قبضه الله اليه برحمته بين المسكنين، مسكن محمد ومسكن امير المؤمنين وان كانت المساكن واحدة والدرجات واحدة فزاده الله رضىًً من عنده ومغفرة من فضله برضاي عنه.
هناك مجموعة من تلاميذ الامام الباقر(ع) ومن تلاميذ الامام الصادق(ع) الامام ما كان يتظاهر بهذا الاعجاب عنهم بالعلن بل اكثر من هذا، في بعض الاجتماعات او الندوات يحضر المفضل ويحضر ابن ابي يعفور والامام لم يعتني بهم ولم يعرهم اهمية، هذا لا يدركه المتخصصون او اللصقاء بالائمة او الامناء على اسرارهم لان ديوان الامام الصادق وديوان الامام الباقر مرصود، مخترق فلما يكون اجتماع ثلاثين او خمسين نفراً وفيهم ربما ما فيهم من عيون السلطة فاذا الامام اظهر احترامه واحتفاءه بأبن ابي يعفور او بالمفضل او بصفوان او بأمثال هؤلاء كان الامام يعلم انه سيتم تصفيتهم لان السلطة كانت تلاحظ وتطارد من هو الثقة والمعتمد عند الامام الصادق وتعتبره عنصراً من عناصر الرسالة ويجب القضاء عليه، لهذا كان الامام(ع) في عملية تكتيك يوهم على عيون السلطة وعلى المخبرين والجواسيس، يوهم عليهم الامور بحيث يأمر مثلاً فلان ان يتظاهر باللباس الفلاني وفلان بأن يبيع السمن وبيع القثاء والبصل بل يأمر بعضهم بالتظاهر بالجنون والاختلال العقلي، كل هذا وسائل وغايات وطرق من اجل ايصال الرسالة الى موقعها وبعد السلامة ‌على النفس من اضرار هؤلاء واخطار الاعداء لذلك لا نعجب اذا نمر بكتاب بشكل عفوي يكتب فيه ان الامام الصادق لم يعتني بعبد الله بن ابي يعفور او مثلاً او مثلاً لم يكن يعتني بزيد، هذه كانت وسائل وطرق اعتمدها الامام الصادق والامام الباقر(ع) من اجل ضمان سلامة‌ هذه الشخصيات وتوفير الفرص لاداء هذه الشخصيات رسالتها بشكل كما يقول الامام يرضى الله ويرضي الرسول ويرضي الامام.
قرأت فصلاً من خطاب الامام الصادق المدون في تقييم عبد الله بن ابي يعفور العبدي الكوفي وقلت ان هذا كان من الصادقين ومن الحفاظ- حفاظ الروايات- لان في ذلك الزمن التدوين صعب ويتلف في غارات وسطو وتهديد فكانت الحاجة ماسة الى وجود عناصر امينة وبنفس الوقت ذكية وتتمتع بقوة الحافظة والذكاء من اجل حفظ هذه الاحاديث وبالتالي نقلها ونشرها في اجواء المسلمين، لكن الامام الصادق(ع) بترجمته لعبد الله بن ابي يعفور لنا بهذه الصورة وعما كان عليه من تقوى وطاعة لما كنا نعتقد ان احداً من الناس يرتقي تلك المرتبة، انسان يصل في مراقي الكمال الى هذه الدرجة التي يصورها لنا الامام الصادق لكن كلام الامام المعصوم وهذا نص، ترى ذلك الرضا وما جاء فيه من الاطراء والافصاح وعن علو مقام عبد الله بن ابي يعفور وثبات يقينه وقلما نقرأ وصفاً دقيقاً وبهذا الشكل من الامام الصادق في رجل الا في افراد معينين وقليلين جداً.
عبد الله بن ابي يعفور يقول للامام الصادق: يا بن رسول الله لو اني فلقت رمانة الى نصفين فقلت يا سيدي هذا النصف حلال وذاك النصف حرام لشهدت ان الذي قلته حلال فهو حلال وان الذي قلت حرام فهو حرام، يريد ان يعكس ويترجم طاعته وامتثاله لاوامر الامام الصادق، ان هذا التسليم والتفويض والطاعة والامتثال هو الذي صيره بتلك الرتبة الرفيعة، وفي الحقيقة ان من عرف امامه حق المعرفة وجب عليه كما كان عليه عبد الله بن ابي يعفور وغيره ولكن انى لنا الوصول الى مراتب تلك النفوس الزكية.
كان ابن ابي يعفور خطيباً ومبلغاً وعالماً ومبلغاً لرسالة الامامة والائمة وكان يروي عن الصادقين ومن رواياته واحاديثه التي رواها عن الامام الصادق ان الامام قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب مهين، من زعم ان له امامه من قبل الله وليته لم يخدع الناس زوراً يأتي امامكم من قبل الله وتجب طاعتي، الثاني من جحد اماماً امامته من الله منصوص عليها، الثالث من زعم ان لهما من الاسلام نصيباً».
عبد الله بن ابي يعفور هذا موقعه وهذه مكانته توفي في عهد الامام الصادق(ع) واثنى عليه الامام كما سلف. أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة