البث المباشر

الحسين بن حجاج النيلي البغدادي

الخميس 14 فبراير 2019 - 19:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقه 297

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اقطاب الصادقين ولامعيهم هو المرحوم المجاهد البطل الحسين بن حجاج النيلي البغدادي وهو من شعراء اهل البيت وهو من منطقة تعرف بمشروع المسيب في العراق، تقع بين المحاويل ومدينة الحصوة في العراق بين الحلة وبغداد، تقول المصادر في تقييمها لهذا الشاعر البطل ان درجته ودرجة امرء القيس واحدة من حيث مكانة الشعر والاداء وقد عاصر السيدين الرضي والمرتضى كما ان له ديوان شعر في عدة مجلدات، والمرحوم الشريف الرضي اعلى الله مقامه جمع مختارات قسم من شعره اللذيذ وسماه الحسن من شعر الحسين، ولعل معظم المؤمنين مرت على اذهانهم قصيدته المأثورة والمشهورة والتي يتداولها الخطباء قديماً وحديثاً وهي من مفاخر قصائده، قصيدته التي خاطب بها امير المؤمنين(ع) يوم زار النجف الاشرف وكانت آنذاك قبة الامام امير المؤمنين البيضاء قبل ان تذهب، بناها داود العباسي في قضية خاصة بعد ان تحول من معاد الى موالي لاهل البيت ونظر اليها الحجاج بن النيلي من بعيد وابتهج، هذه الحالة سمعتها من الابدال من العظام ان من خصائص قبر امير المؤمنين او النجف الاشرف ان الانسان اذا كان موالياً فأول ما تقع عينه على قبة امير المؤمنين يذوب، ينبهر فيتفاعل في ولاء امير المؤمنين وبالعكس لاحظت بعض الخصوص يأتي اما لتشييع جنازة او لمعاملة لما يرى القبة يصاب بطعنة في صدره - نعوذ بالله- ولكن على اي حال والبلد الطيب يخرج نباته بأذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكداً، لما جاء الحسين بن الحجاج النيلي لاول مرة يزور امير المؤمنين شاهد القبة من بعيد، ابتهج، تطاير فرحاً وارتجل على البديهة فوراً صاح:

يا صاحب القبة البيضاء على النجف

من زار قبرك واستشفى لديك شفي

زوروا ابا الحسن الهادي فانكم

تحضون بالاجر والاقبال والشرف

زوروا لمن يسمع النجوى لديه

فمن يزره بالقبر ملهوفاً لديه كفي

وقل سلام من الله السلام على اهل

السلام واهل العلم والشرف

القصيدة رائعة وجميلة‌ واحب قراءتها والتذ بترديدها لكن وقت البرنامج لايسع، يقول في مقطع آخر:

اني اتيتك يا مولاي من بلدي

مستمسكاً بحبال الحق بالطرف

راجي بأنك يا مولاي تشفع لي

وتسقني من رحيق شافي اللهف

لانك العروة الوثقى فمن علقت

بها يداه فلن يشقى ولن يخف

وانك الآية الكبرى التي ظهرت

للعارفين بأنواع من الطرف

بحب حيدرة الكرار مفتخري

به شرفت وهذا منتهى شرفي

الحمد لله على هذه النعمة التي اولانا الله بها وهو حب حيدرة وحب ابي الحسن والحسين رحم الله هذا الشاعر ختم القصيدة بهذا البيت وما اروعه، يروي صاحب الانوار المضيئة يقول ان محمد بن قارون من الصلحاء، لكنه كان لا يحب الحسين بن الحجاج النيلي ولكن حدثت له نقلة عجيبة انه تفانى في حب الحسين بن الحجاج، السبب في هذه النقلة انه رأى في المنام كأنه في حرم الحسين(ع) بكربلاء وكانت الزهراء بأبي هي وامي امام الضريح جالسة وامامها الامام الصادق بين ضريح الحسين وولده علي الاكبر سلام الله عليهما، اذ مر الحسين بن الحجاج النيلي فقال محمد بن قارون اني لا احب هذه فصاحت الزهراء(ع) احبوه فأنه من لا يحبه فليس من شيعتنا، استيقظ محمد بن قارون وتحول الى صديق ومحب وفدوي للحسين بن الحجاج النيلي تغمده الله برحمته، الحسين الحجاج عاش مشرداً مغترباً طوال عشرين عاماً لا يعرف اهله عن مكانه لانه كان مهدداً في حياته ولذلك لما توفي رضوان الله عليه سنة 391هـ في 27 جمادي الثاني وجد في وصيته مكتوب بأن يدفن عند رجلي الامام الكاظم وتكتب هذه الآية على قبره «وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد» يعني وكما الى الآن لما غادرت العراق كانت هذه الصخرة على قبره مكتوبة بوصية منه وكأنه يشير كما ان كلب اهل الكهف نجا بأتباعه لاهل الكهف انا انجو بأتباعي لاهل البيت، ورثاه الشريف الرضي بقوله:

نعوه على حسن ظني به

فلله ماذا نعى الناعيان

رضيع ولاء له شعبه من

القلب مثل رضيع اللبان

وما كنت احسب ان الزمان

يقل مضارب ذلك اللسان

ليبكي الزمان طويلاً عليك

فقد كنت خفة روح الزمان

أسأل الله سبحانه وتعالى ان يزيد في علو درجات هذا الشاعر البطل شهيد الاسلام رب انسان يموت على فراشه ولكنه اعظم درجة‌ من الشهيد المقاتل لان عشرين سنة متغرب متخفي بسبب ولاءه لاهل البيت ودفاعه عنه ليبكي الزمان طويلاً عليك فقد كنت خفة روح الزمان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة