البث المباشر

الشهيد حنظلة المشهور بغسيل الملائكة

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 13:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 237

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من طلائع ركب الصادقين ومن الذين حزن عليهم رسول الله(ص) هو الشهيد حنظلة المعروف او المشهور بغسيل الملائكة، هذا الشاب النابض بالايمان حنظلة ابن ابي عامر الخزرجي، هذا الشاب هو من المصاديق الصارخة لمعنى قوله تعالى: «يخرج الحي من الميت» فالحي هو المؤمن والميت هو الكافر، حنظلة ابوه ابو عامر الخزرجي من اقطاب المنافقين ومن الشرذمة الذين وصفتهم الآية 61 من سورة الاحزاب: «لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة» ابو عامر ومعه سبعة او ثمانية هم الذين بنوا هذا المسجد الذي يعرف بمسجد ضرار، الله عزوجل يتحدث عنه: «والذين اتخذوا مسجداً‌ ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وارصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان أردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون / لاتقم فيه ابداً لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين».
ابو عامر الخزرجي هو والد حنظلة كان رئيساً لهذه الزمرة من المنافقين، بعد ما خرب النبي(ص) ذلك المسجد بأمر من الله هرب ابو عامر وراح للشام وارتد تماماً واخذ يتعاون ولم يكن مؤمناً من قبل، صار يتعاون مع الرومان ضد النبي(ص) لكن المفارقة الغريبة هنا هذا الرجل ولد له ولد واحد سماه حنظلة واذا يخرج الحي من الميت واذا بحنظلة من شهداء‌ احد ويدفنه النبي الى جنب عمه الحمزة واكثر من ذلك من المعطيات، هذا الشاب تزوج وكان زواجه ليلة واقعة احد وكانت له زوجة اسمها جميلة وهي اسم على مسمى‌ بنت عبد الله بن ابي، في تلك الليلة كان رسول الله يهتف بالمسلمين لنصرته في احد ويستجمع اصحابه الا ان هذا الفتى كان في تلك الليلة ليلة عرسه فأستأذن النبي ان يبقى ‌تلك الليلة مع زوجته وعند الصباح يلتحق بالنبي فأذن له رسول الله(ص) فعلاً بات تلك الليلة عند زوجته وعند الصباح قالت له زوجته بأنها رأت فيه رؤيا وكأن السماء فتحت ابوايها وهو دخل الى السماء واغلقت بعده، التاريخ يقول انه كان آخر شهيد في احد، عند الصباح تهيأ للالتحاق برسول الله فودع زوجته وقالت له زوجته امهلني، اشهد شهوداً انك دخلت بي قال لها لماذا؟ قالت رأيت رؤيا وتأويله انها انك ستستشهد ولن تعود لي ولربما حملت منك فهذا يكون ولدك فأنت اشهد فأشهد حنظلة شهوداً وجاء مسرعاً الى احد ليلتحق برسول الله(ص) طبعاً المرأة ايضاً حملت بالفعل ووضعت ولداً واسمته عبد الله وعبد الله بن حنظلة هو احد قواد جيش التوابين، اذن ودعها حنظلة ولحق برسول الله(ص) واشترك في القتال وطبعاً لحديث واقعة احد حديث مر وواقع مؤلم بسبب ماحل من وحدات ومفردات اترك الحديث عنها، كان حنظلة يهدف الى تدمير ابي سفيان لانه كا يركز على ابادة الرسول(ص) وقلت ان حنظلة ووصوله الى ‌الحرب في فصولها الاخيرة فكان يهدف في حملاته بالاطاحة برأس الشرك والنفاق ابو سفيان فضرب عرقوب فرس ابي سفيان واعتلى على صدره، ابو سفيان استغاث بقائد من جيشه اسمه شداد بن الاسود فضرب شداد حنظلة وارداه صريعاً وسقط حنظلة شهيداً وحمل جثمانه الى صفوف الضحايا، الملاحظ هنا ان رسول الله تأثر كثيراً على فقد هذا الفتى العزيز وبكاه وهذا له مضمون، الرسول(ص) بكاءه كان محدود وفي اطار جداً ضيق ومشخص لانه كان صلب العود لكن بكائه كان من خشية الله، بكائه كما نذكر كتب الجمهور بكائه على ‌مصائب الحسين حينما اخبره جبرئيل مما سيلاقي ولده الحسين، بكائه حينما اخبره جبرئيل بما ستلاقي ابنته فاطمة ويلاقي اولاده، من الحالات التي ابكت رسول الله موقفه على هذا الفتى حنظلة ابن ابي عامر، النبي(ص) كان يؤبنه ويخاطب الوقوف من اصحابه وكانوا معدودين يقول اني ارى الملائكة تغسله، طبعاً‌ الشهيد لابد ان نذكر ان الشهيد الذي يسقط في المعركة وفي المواجهة انناء المعركة يقتل وخصوصاً بقيادة النبي او الامام المعصوم هذا لا يغسل ولا يكفن، يدفن بدماءه وملابسه لماذا النبي(ص) رأى كان الملائكة تغسل حنظلة بعدها سؤلت زوجته فقالت نعم انه خرج على عجل ولم يكن لدينا ماء ليغتسل من جنابته فسبحان الله فسروا ذلك بكلمة النبي حينما قال ارى الملائكة تغسل حنظلة، من ذلك اليوم اطلق عليه هذا الوصف، غسيل الملائكة، حنظلة غسيل الملائكة وطبعاً هذا جزاء عاجل من الله سبحانه وتعالى لمن تعامل معه بصدق واخلاص لمن اعرض عن الدنيا ولذائذها من اجل طاعة الله ورضاه، من اجل نصرة النبي(ص) ونستفيد من حادثة هذا الشهيد الفتى عدة فوائد منها سبحان الله حالة الاب وحالة الابن، كيف ان الله يعامل كلاً‌ على عمله، ان الفتى ان يقول ها انا ذا ليس الفتى من يقول كان ابي، ولا تزر وازرة وزر اخرى النبي(ص) يقول لابنته فاطمة، بنية اعملي فليس بيننا وبين الله قرابة، الفائدة الثانية حينما الهداية تحل في النفس تتغلب النفس على المشتهيات، هذا شاب عنفوان شبابه في فورة الزهو، قمة الغرائز فاذا به يسحق كل شيء من اجل الله واستجابة لرسول الله لذلك الله عوضه تعويضاً سريعاً في الدنيا قبل الآخرة غسلته الملائكة، تغمده الله في رحمته وزاد في علو درجاته والسلام عليه وعليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة