البث المباشر

الزهراء(س) وكراماتها واخلاقها

الإثنين 11 فبراير 2019 - 12:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 214

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
يقول امامنا الحسن المجتبى(ع) كنت اسمع امي فاطمة وهي تدعو منتصف الليل في فخدعها "مكان العبادة او المسجد الخاص للمرأة في بيتها" الامام يروي وهو في بواكير صباه لانه حرم من عواطف امه الزهراء، توفيت امه وهو في السابعة من عمره، غادرت الحياة وهي في عمر الزهور، يقول كنت اسمع امي فاطمة وهي تدعو في فخدعها منتصف الليل وكانت تدعو للمؤمنين والمؤمنات والاقرباء، الاقرب فالاقرب، يقول استغربت حيث ان امي فاطمة ما سمعتها ذات ليلة تدعو لنفسها وطبعاً هذه الظاهرة هي نلمسها في حياة اهل البيت(ع) في مجالات متعددة مثلاً‌ لما كان الامام موسى بن جعفر(ع) سجيناً في البصرة في زمان الوالي عيسى بن جعفر وكان الامام سجين تحت المنصة لان الولاة كانوا يبنون سجون بالطابق الاسفل تحت دوائرهم يزجنون بها الشخصيات العظيمة ليكونوا تحت الرصد، لم تكن اجهزة التنصت والتجسس آنذاك موجودة فكانوا هؤلاء يريدون ان يكونوا مشرفين على تحركات مسجوتهم وما يفعلون وما يتكلمون وما يكتبون فالسنة كاملة كان الامام موسى بن جعفر سجيناً‌ تحت مكتب هذا الوالي وكان الرشيد يلح عليه بتصفية الامام الكاظم الا انه كان يتملص وكان يعتذر بحجج واهية من جملتها كتب للرشيد يقول له: «انك كتبت الي في هذا الرجل وقد وضعت عليه عيناً وراقبته بنفسي فما وجدته ذكرك بسوء ولادعا عليك ولا على احد من الناس وانما يدعو بالمغفرة والرضا للمؤمنين والمؤمنات بدون نفسه». 
هذه الملاحظة نشاهدها في ملفات اهل البيت ولعلهم ورثوها من امهم مولاتنا فاطمة لانها ام الائمة، الامام الحسن(ع) يقول: اسمعها تدعو لفلانة لفلانة لفلانة ولم اسمع منها ذات ليلة تدعو بكلمة لنفسها فسألتها ذات ليلة: يا اماه اسمعك تدعين للمؤمنين والمؤمنات ماسمعتك يوماً تدعين لنفسك فقالت يا بني الجار ثم الدار وبهذا تشير مولاتنا فاطمة الزهراء(ع) الى خلق اصيل يركز عليه فكر اهل البيت، وهو مسألة احترام مشاعر الجار، نلاحظ في وصايا امير المؤمنين ليلة وفاته لولديه او لاولاده يقول: «الله الله بالجار فلقد كان رسول الله يوصينا بالجار حتى ظننا انه سيورثه» لذلك لما نفتح كتاب من اعظم الكتب الاسلامية وهو كتاب الحقوق للامام زين العابدين وهو يأتي بدرجة بعد الصحيفة السجادية نرى ان الامام زين العابدين يعطي حقلاً خاصاً بحقوق الجوار يقول(ع): «وان لك جاراً‌ له عليك حق وان لك جاراً له عليك حقان وان لك جاراً‌ له عليك ثلاثة حقوق» قيل يابن رسول الله فمن هو الجار صاحب الحق ومن هو الجار صاحب الحقين ومن هو الجار صاحب الحقوق الثلاثة فيقول بأبي هو وامي: اما جارك صاحب الحق الواحد فهو الكافر لا يعني انه كافر تعيش معه في انكماش وتخشب بالعكس انفتح عليه ليعرف خلق الاسلام واخلاق المسلمين اما صاحب الحقين جارك المسلم "تربطك معه رابطة الجوار ورابطة الدين هو اخ لك في الله، اخ لك في الاسلام" واما صاحب الحقوق الثلاثة جارك المسلم وقريبك، هذا من ارحامك والقرآن يقول الاقربون اولى‌ بالمعروف، لما الانسان يريد ان يصنع احساناً، قد يكون مضاعف، لما ينتقي لاحسانه مستحقه،‌ خير البر ما كان في محله وخير البر ما كان عاجله، بالاضافة الى انه يستحق خصوصاً‌ اذا كان يستحقه ومن ارحامه. ويقول الامام زين العابدين(ع): ان لجارك عليك حقوق ومن حقوقه ان لا تؤذيه بقتات قدرك قبل ان ترغف له منها، يعني لا تصله رائحة الطعام لان بعض الاطعمة تفوح رائحتها وتجتاز الجدران وتفتح الشهية ويشخص الطرف الشام من الرائحة معنى الطعام وقيمة الطعام، لذة ذلك الطعام، الامام يقول هذه من ابسط حقوق الجار. 
اذكر ايضاً في هذا الباب كلمة للامام الباقر(ع) لما جئ بجثمان الامام زين العابدين على المغتسل وضع شهدت على كتفي الامام مجل قالوا يابن رسول الله ما هذه على منكبي والدك؟ فدمعت عين الامام الباقر وهو يقول كان ابي يستقي للضعفاء من جيراننا لان الناس كانوا يأخذون المياه من الآبار، ثم يقول واذا كان عازماً على سفر حمل من الماء لهم ما يخزنوه على قدر غيبته عنهم. هذه موقعيت الجار لذلك الامام الحسن(ع) يسجل هذا الاثر من امه مولاتنا فاطمة الزهراء لما سألها: لماذا لا تدعين لنفسك؟ قالت الجار ثم الدار يابني وهذا من اعلى مراحل الكمالات عند مولاتنا فاطمة‌ الزهراء(ع). 
الائمة(ع) خلدوا لنا مدرسة من اعظم المدارس التثقيفية وهي مدرسة الدعاء، ليست القضية ان ننشغل بذكر الله هذه عبادة ولكن حينما يتغمر الانسان وينهمر في جمل الدعاء وكلمات اهل البيت هي تصوغ منه انساناً عملاقاً، كل دعاء من الادعية رسالة تنقذ شعباً كاملاً وتنقذ امة كاملة، كلمات اهل البيت عديدة ومن رموز بركات اهل البيت، الدعاء اقرأ معي دعاء الامام الحسين(ع) يوم عرفة، والله ان يعيش الانسان كلمات هذا الدعاء كلمة كلمة يتحول من جاهل الى عالم ومن عدم الى وجود ويتحول من ميت الى حي، هكذا ادعية الامام زين العابدين(ع) وبقية ادعية اهل البيت(ع).
اللهم اجعلنا من عبادك الذين ارتضيتهم ووفقتهم للدعاء والانشغال بالدعاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة