وتقع محافظة أردبيل في شمال غرب البلاد ومركزها هي مدينة أردبيل وتشتهر المحافظة بتجارة الحرير والسجاد، حيث يعتبر سجادها من أجود أنواع السجاد الإيراني.
والمحافظة تعد واحدة من أجمل المدن في إيران لكونها تجمع بين التراث العريق والطبيعة الخلابة ولا سيما في فصل الصيف، ولا حصر لمعالمها الأثرية التي تضرب بجذورها في مختلف العصور.
ومن أبرز المعالم الجميلة لمدينة أردبيل التي كانت تسمى سابقاً "دار الإرشاد" و"دار الأمان" و"دار العباس"، جبل "سبلان" وينابيع المياه المعدنية، فضلاً عن أجوائها الفريدة التي تمثل الفصول الأربعة بأروع ميزاتها، وغاباتها الشاسعة وبحيراتها الطبيعية.
كل هذه الميزات التي تسحر النفوس أدت إلى توجه أنظار السائحين إليها من داخل البلاد وخارجها لذلك يقصدونها بأعداد هائلة في كل عام، مما جعلها عاصمة السياحة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي (إيكو) في عام 2023.
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي (إيكو) "خسرو ناظري" أن هذا الاختيار جاء نظرًا لقدرات أردبيل الحالية، مضيفا أن الهدف من اختيار مدينة كعاصمة السياحة في منظمة إيكو هو استخدام قدرات المدن السياحية للأعضاء وتطوير السياحة.
يذكر أن وزراء السياحة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي، اختاروا أردبيل كعاصمة السياحة لعام 2023 في اجتماع عقد في أكتوبر 2019 في مدينة خجند، بطاجيكستان لتطوير السياحة المشتركة بين هذه الدول.
المناظر الطبيعية في أردبيل كثيرة ومتنوعة، فهناك التلال والمراعي الخضراء والكهوف التأريخية والجبال الشاهقة، وهي في فصل الشتاء باردة لكنها في الصيف معتدلة لذلك يقصدها السائحون كمنتجع صيفي لتجنب حرارة الصيف المحرقة في سائر المدن، وأما من الناحية التاريخية فهي مليئة بالمعالم التراثية العريقة مثل السوق القديم وبقعة الشيخ صفي الدين الأردبيلي وصالة "تشيني خانه" وبقعة الشيخ حيدر ومدينة مشكين وقلعة قهقهه وينبوع "كيوي" للمياه المعدنية وينبوع "سرعين" للمياه المعدنية وبحيرة نيور وجبل سبلان، وفيما يلي نذكر بعض أهم معالمها التاريخية والطبيعية"
مدينة سرعين (مدينة ينابيع الجنة)
مدينة سرعين الواقعة غربي محافظة أردبيل وعلى مسافة 28 كم من مركز المدينة فيها العديد من ينابيع المياه المعدنية، ويقصدها سنوياً ملايين السائحين من شتى أرجاء إيران
إضافة إلى نابيعها المعدنية فهي ذات مناظر طبيعية خلابة، كما أن أراضيها زراعية خصبة تزرع فيها مختلف أنواع المحاصيل والفواكه كالتفاح والكمثرى والبرقوق والكرز بنوعيه الحلو والحامض والمشمش والجوز واللوز والبطاطا والقمح والشعير والعدس واللوبياء بشتى أصنافها واللفت، وغير ذلك الكثير.
وأما طبيعتها الجبيلة فهي متنوعة، ففيها ينابيع عديدة للمياه المعدنية وعلى سفوح جبالها بعض الآثار التاريخية كقرية الصخرة المسماة "فيند كلخوران" وتل أناهيتا، ناهيك عن مضمار التزلج "آلفاراس"، ولكن يمكن القول إن السر الكامن في إقبال على هذه المدينة الجميلة يكمن في أجوائها العذبة إبان فصل الصيف وينابيعها المعدنية التي تعتبر علاجاً للكثير من الأمراض وملاذاً لكل من يرغب في قضاء أوقات ممتعة.
السوق التاريخي في أردبيل
مدينة أردبيل كانت منذ العهود السالفة محط اهتمام رجال السياسة والاقتصاد ولا سيما بعد أن أصبحت عاصمة للصفويين، وسوقها القديم يعتبر من جملة الآثار التي تشهد على نشاطها الاقتصادي الواسع آنذاك، وقد عرف باسم "راسته بازار" و "قيصرية" حيث يتكون من مجموعة متاجر ونزل وحمام ومسجد تعود الآثار الموجودة فيه إلى العهود السلجوقية (1037 – 1194 م) والزندية (1750 - 1794م) والصفوية (1501 – 1736م) .
منحدر "حيران" الجبلي
منحدر "حيران" الجبلي هو أحد أهم المناظر الطبيعية في محافظة أردبيل، حيث يقع في قرية "حيران" على الطريق الرابط بين مدينتي آستارا وأردبيل، وتحاذيه جبال زاخرة بالغابات الخضراء ويشرف على واد ليس عميقاً ويمر فيه نهر آستارا آقتشاي، وهذا النهر هو الحد الفاصل بين محافظتي أردبيل وجيلان من جهة وبين بلد جمهورية أذربيجان.
الضباب يغطي هذا المنحدر في معظم أيام السنة وتنبت على أطرافه أنواع كثيرة من الزهور والنباتات البرية ناهيك عن المراتع الخضراء التي تبهر أنظار السائحين، والسبب في أجوائه الضبابية يعود إلى قربه من بحر خزر (بحر قزوين).
غابة "فندق لو"
على مسافة 30 كم من مدينة أردبيل وإلى جوار نهر "نمين" هناك غابة يطلق عليها اسم "فندق لو" تنمو فيها أندر أنواع النباتات البرية، كما أنها تزخر بمختلف أنواع الأشجار المثمرة كالبندق والتفاح البري والبرقوق والسفرجل والتوت بمختلف أنواع وألوانه.
تتوسط هذه الغابة بحيرة للمياه المعدنية يطلق عليها "مشه سويي" ونظراً لخواصها العلاجية يقصدها المصابون ببعض الأمراض للشفاء، فضلاً عن ذلك فإن أجواءها معتدلة وتبعث النشاط في النفوس في فصل الصيف.
جسر "مشكين" المعلق أطول جسر في المنطقة
مدينة مشكين شهر ذات الأجواء الطبيعية العذبة والأشجار المتنوعة الجميلة هي إحدى المدن التابعة لمحافظة أردبيل وفيها جسر معلق يعلو نهر "خيا وتشايي" في غاية الجمال، وهو يعتبر أكبر جسر معلق في الشرق الأوسط ويبلغ ارتفاعه 80 م وعرضه متران وطوله 365 م، وإلى جانبه متنزه طبيعي في غاية الروعة حيث يزخر بمختلف أنواع النباتات والأشجار البرية والمثمرة. هذا الجسر تم تشييده بجهود خبراء محليين ومهندسين أجانب، إلا أن عمارته الأساسية محلية.